Menu

مخيم جنين.. المعركة الأشد منذ 21 عامًا

قاوم _قسم المتابعة/ أصوات الاشتباكات والقذائف والإسعافات أعادت إلى الأذهان معركة نيسان 2002 في مخيم جنين، يوم ارتقى 52 شهيدًا في أزقة المخيم الذي لا يزال شوكة في حلق الصهاينة.

صور العدوان والإجرام الصهيوني في أزقة المخيم البالغ مساحته كيلو متر مربع، من تجريف واستهداف بالقنابل للمنازل، واستهداف مركبات المواطنين وقلبها رأسا على عقب، كأنه نيسان الأسود.

قوات كبيرة من جيش الاحتلال كانت اقتحمت مخيم جنين، عقب اقتحام قوات خاصة منطقة جورة الذهب وسط المخيم، عبر شاحنة لتوزيع الألبان، وسط إطلاق كثيف للرصاص واستخدام الجرافات في هدم أجزاء النادي الرياضي ومنزل عائلة الصباغ.

وما أن كُشف أمر القوة الصهيونية من رجال المقاومة حتى اندلعت مواجهات واشتباكات بالرصاص والقنابل المحلية شاركت فيها كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، واستطاع المقاومون إسقاط مسيرة للاحتلال.

وأسفر العدوان الذي استمر 4 ساعات عن استشهاد 10 مواطنين منهم مسنة إضافة لإصابة 20 آخرين، إضافة لدمار واسع.

وأعلنت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي واستهدفته بالقنابل الغازية ما أدى لإصابة عشرات المرضى بالاختناق في جريمة صهيونية، تنافي كل الأعراف والمواثيق الدولية.

كما أكدت الوزارة أن الاحتلال كان يستهدف المواطنين بقصد القتل المباشر، وأن الإصابات كانت بالصدر والرأس.

وشهداء مجزرة مخيم جنين اليوم الخميس، هم:
١-الشهيد عبد الله مروان الغول ١٨ عاماً
٢-الشهيد معتصم محمود أبو الحسن ٤٠ عاماً
٣-الشهيد وسيم أمجد عارف الجعص ٢٢ عاماً
٤-الشهيد نور الدين سامي غنيم ٢٥ عاماً
٥-الشهيد محمد سامي غنيم ٢٨ عاماً
٦-الشهيد محمد محمود صبح ٣٠ عاماً
٧-الشهيد صائب عصام زريقي ٢٤ عاماً
٨-الشهيد عز الدين ياسين صلاحات ٢٢ عاماً
٩-الشهيدة ماجدة عبيد ٦١ عاماً

ووفق نشطاء؛ فإن الصورة في المخيم أعادت إلى الأذهان ما جرى في جنين قبل 21 عامًا، عندما خرج الناس إلى الشوارع بعد انتهاء المجزرة وما كشف من جرائم وإبادة صهيونية غاشمة.

ويقول شاهد عيان "إن المنزل الذي تم استهدافه اليوم يعود لعائلة الشهيد علاء الصباغ، جرى تدميره للمرة الثانية، ولا يبعد سوى أمتار عن منزلي".
واستشهد علاء الصباغ 26/11/2002، عقب استهداف منزل كان يتحصن به بالقنابل بواسطة طائرة مروحية.
ويضيف "ما حدث أن قوة اسرائيلية خاصة اقتحمت منطقة جورة الذهب وحاصرتها ومنعت السكان من الخروج منها، وسط إطلاق كثيف للرصاص والقنابل، وتجريف لأسوار النادي".

"لقد عشنا هذه اللحظات قبل نحو عشرين عاما، وما زالت المشاهد تطاردنا حتى اللحظة"، يتابع شاهد العيان.

ويؤكد أن آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال عندما جرى استهداف منزل قبل 20 عاما، ما زالت شاهدة على عنجهية وحقد الاحتلال، عندما سقطت "طوبة" فوق أحد الأسلاك الشائكة التي تفصل المنزلين عن بعضهما، حيث اتفق الجميع على إبقائها مكانها كي تكون شاهدا وتذكرهم بتلك اللحظات.

ويتابع "الوجع الذي نعيشه هو ذاته منذ عشرات السنوات؛ لكن حدته تزيد مع كل مرة، عندما تكتشف أن أخ أو أحد الجيران قد استشهد".

شهود عيان ومن قلب المعركة أكدوا أن المقاومة أوقعت إصابات مباشرة في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي طلبت مزيد من القوات، وسط تحليق مكثف للطائرات.

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن المقاومين في جنين استهدفوا القوات المقتحمة من كل مكان، واصفة ما حدث بـ"المعركة".

مجزرة جنين لاقت إدانة محلية وعربية واسعة، وسط تحذيرات للاحتلال ان المقاومة لن تصمت كثيرًا على هذه الجرائم، وقال نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري إن الاحتلال سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها صباح اليوم، ورد المقاومة لن يتأخر.

وتحاول جنين لملمة جراحها، وخرج المخيم عن بكرة أبيه في تشييع جثمان الشهداء التسعة، وسط مطالبات للمقاومة بالرد.

واستشهد شاب، وأصيب عدد آخر، الخميس، خلال مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في نقاط عدة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، بعد خروج مسيرات غاضبة تنديدًا بمجزرة مخيم جنين.

وبحسب وزارة الصحة، فإن الشاب يوسف يحيى محيسن  (22 عامًا)، استشهد متأثرًا بجروحه الخطيرة التي أصيب بها في وقت سابق من مساء اليوم، خلال مواجهات في بلدة الرام بالقدس المحتلة.

وبذلك ترتفع  حصيلة الشهداء منذ صباح اليوم إلى 10 شهداء، ومجمل الشهداء منذ بداية العام إلى 30 شهيدًا.

الكيان الصهيوني يترقب يمينًا وشمالًا لرد قد يأتيها، وهي متيقنة أن هذا الرد آت لذا رفعت الاستعدادات في صفوف منظومة القبة الحديدية، وأطلقت تحذيرات جوفاء أنها ستمارس مزيدًا من القتل والإرهاب.