Menu

قاهر الميركافاة الشهيد مصطفي الصباح

أما علمتم أن' أبا مهاب' قد نهل من معين القرآن ، حتى نضج به اليقين ..فإستوت في عينيه الدنيا ...ذهبها وترابها ، و ما عاد يرى في خاطره إلا الجنان والخلود في ظل عدالة السماء.

اختار تخصصه بعناية ..أنها دبابات الميركافا التي صنعت في دولة البغي أمريكا ، و طورت في دولة الكيان المسخ .. وفجرها مصطفي في غزة.

استل ' مصطفى 'سيف الحق وقارعهم ، حتى تمدد ذلك القلب المسكون بنور القرآن المتذوق حلاوة الإيمان ساكنا في آخر أيام شهر رمضان المبارك لعام 1423هـ الموافق 4/12/2002 بصاروخ أطلقته طائرة صهيونية غادرة وهو يمسك بيديه كتاب الله يردد آياته الغر البينات فحملتها النسائم الصاعدة الى السماوات العلا.

إنها الشهادة

كانت الشمس منتصبة في كبد السماء ظهر ذلك اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك حين امسك الشهيد مصطفي مهاب صباح 34 عاما من سكان حي الشيخ رضوان بغزة كتاب الله بين يديه يقرأ ما تيسر له من آيات بينات حتى دوي صوت الانفجار.

كان مصطفي متواجدا في عمله حارسا على مواد بناء في مجمع الدوائر الحكومية بغزة وقتها عندما استهدفه صاروخ غادر أطلقته طائرة أباتشي -صهيونية الاستخدام أمريكية الصنع-.

استقر الصاروخ في جبهة مصطفي الممسك بكتاب الله بين يديه فهوى ذلك الجسد صريعا بعد أن تطايرت أشلاءه في جنبات الغرفة التي كان متواجدا بها.

وعلا صوت البشير : لقد ترجل الفارس .. رحل مهندس اصطياد دبابات الميركافاه .. الشهيد مصطفى صباح ، أحد قادة ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية بقطاع غزة .. قضى شهيدا .. صائما .. ممسكا بالقرآن بين يديه و ها هي إذاعة العدو تزغرد فرحا .. لقد تخلصنا من المسؤول عن تدمير ثلاث دبابات ميركفاه و قتل سبعة من جنودنا .

نشأته

ولد الشهيد مصطفى عام 1969 بمدينة غزة لأسرة فلسطينية لاجئة ، أمضى دراسته الابتدائية بمدرسة حسين خيال بمخيم الشاطئ ، و الإعدادية بمدرسة الرمال للاجئين و الثانوية بمدرسة الكرمل .

و كونه الابن البكر لأسرة فلسطينية فقيرة ، شعر مصطفى بعظم المسؤولية الملقاة عليه ، فكان يلجأ في فترة الإجازة للعمل في داخل الخط الأخضر منذ صغره كي يحصل من عمله على دراهم معدودة يساعد بها أهله ، حتى أنه كان يرفض الزواج من أجل ذلك .

بعد انتهاء دراسته الثانوية ذهب كغيره للعمل داخل الخط الأخضر و كانت حياته بسيطة هادئة ، و تزوج في العام 1993 و أنجب أربعة أطفال أكبرهم مهاب 9 سنوات ، ثم عاطف 7 نوات ، فعبد الله 4 سنوات و عز الدين 4 أشهر فقط .

و بدأت انتفاضة الأقصى

لم يكن مصطفى معروفا بإنتمائه لأي تنظيم معين ، فقد كان كتوما حذرا في تحركاته و أنشطته ، و يؤكد ذويه أن حياته تغيرت عقب بداية انتفاضة الأقصى نهاية سبتمبر 2000 ، بعد ما رأى من المجازر التي يقوم بها الاحتلال تجاه شعبه الكثير .

و كأي إنسان حر شريف هب مصطفى لامتشاق البندقية ، و قرر الدفاع عن شعبه و وطنه فقد تحطم جدار الصمت لديه فقام للنضال من أجل دين الله أولا و قبل كل شيء .. ثم من أجل وطنه و شعبه .

و التحق مصطفى بلجان المقاومة الشعبية التي شكلت بداية انتفاضة الأقصى ، و نظرا لشجاعته و صدقه و استعداده للتضحية انضم لجناحها العسكري .. ألوية الناصر صلاح الدين و استطاع خلال فترة بسيطة أن يصبح أحد أبرز قادتها في القطاع بعد أن نجح في عدة عمليات قادها و أسفرت -بتوفيق الله -عن تدمير ثلاث دبابات ميركفاه ، و قتل سبعة جنود إضافة لعشرات العبوات التي تمت زراعتها لقوات الاحتلال و مركباته ، و لم تكلل بالنجاح .

جاكيت والده

كان الشهيد مصطفي رحمة الله فقيرا عاطلا عن العمل قبل أن يستطيع الحصول على عمله الأخير كحارس مؤقت .

والد الشهيد الذي جلس بوقار شديد أمام( كانون النار) اقسم لمراسل صابرون أن الجاكت الذي يرتديه مصطفى لحظة استشهاده كان يعود له وانه أعطاه إياه شفقة عليه .

ويضيف انه لم يستطيع شراء ملابس العيد لأطفاله الأربعة إلا يوم استشهاده آخر أيام شهر رمضان حيث استلم راتبه ، وأعطاه لزوجته كي تشتري لهم بعض الملابس الجديدة.

ويقول شقيقه أن الشهيد عمل قبل استشهاده بفترة في توزيع مساعدات إنسانية مع احدي الجمعيات الخيرية وانه كان يساعد جميع الفقراء إلا نفسه وأهله.

وقال شقيقيه ' اقسم بالله انه كان يقول لي : نحن نجد اللقمة أما غيرنا فلا -رغم أنني وأخواه الاثنين عاطلان عن العمل .

ورغم ألم الفراق يشعر الأب بالفخر الشديد باستشهاد ولده ، فيقول أبو مصطفي ' عندما سمعت خبر استشهاده لم استفق إلا وأنا في المستشفي ،ورغم ألم الفراق اشعر بالفخر الشديد به وبما فعل ' .

وأضاف ' الله سبحانه وتعالي أعطانا ..وهو اخذ أمانته ..والحمد لله ولكن يا بني الفراق صعب جدا ' .

ويستذكر الوالد كلمات كان يرددها الشهيد فيقول 'كان مصطفي يردد دائما ' لا يريد ان استشهد بطلقة رصاص وأتألم بل أريد أن استشهد بصاروخ ، وقد حقق الله أمنيته'.

و أكمل ' كان رحمه الله شهما ، شجاعا ، أحب فيه حبه للخير ، صدره مفتوح للناس ، مسالم و لا يخشى إلا الله ، وأسال الله أن يحسن خاتمنا كما أحسن خاتمته ' .

أهم عمليات الشهيد

-زرع عبوه موجهة ضد قوات الاحتلال قرب مغتصبة كفار داروم قبل أكثر من عام .

-هجوم لاقتحام مستوطنة كفار داروم .

-زرع عبوة ناسفة أسفرت عن تفجير أول دبابة ميركافاه في فلسطين قبل نحو عام قرب نتساريم.

-زرع عبوة أسفرت عن تدمير دبابة الميركافاه الثانية قرب نتساريم.

-استدراج دبابة ميركافاه ثالثه شرق المغازي عن طريق نصب صواريخ ناصر1 وناصر2.

-شارك في تحضير عبوات ناسفة ضد قوات الاحتلال .

-شارك في صناعة الكثير من القنابل اليدوية وقذائف الانريجا.

-شارك في زرع العديد من العبوات لم يقدر لها النجاح.