Menu
الشهيد محمد صوف

محمد صوف.. حكاية الفدائي الأنيق!

قـــاوم_قسم المتابعة / إلى الغرب من مدينة سلفيت جنوب محافظة نابلس، توجهت العيون صوب قرية حارس، حيث يقطن الشاب الأنيق محمد سامي صوف (18 عاماً) منفذ عملية سلفيت البطولية، والتي أدت إلى مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخرين بجراح خطيرة.

عاش الشهيد في وضع معيشي مستقر وعالي المستوى مالياً، حيث كان المعيل لأسرته بعد وفاة والده الذي ذاق مرارة سجون الاحتلال قبل وفاته منذ أعوام.
 
وللشهيد محمد صوف البالغ من العمر (18 عاماً) 3 شقيقات و3 أشقاء، وكان يعيلهم بعدما ترك مقاعد الدراسة من الصف العاشر مجبراً ليعيل أسرته بعد وفاة والده.

ترعرع مع تلك الحياة على مشاهد جرائم الاحتلال وآلام أسرته وقريته التي اقتلع الاحتلال منها مؤخراً 2000 شجرة مثمرة ومعمرة، وسرقها، وإعدام الطفلة فلة المسالمة قبل 24 ساعة من تنفيذ عملية سلفيت، فلم يقبل بتلك الجرائم.


"رجل نبيل"

ووفق المتابعة؛ فقد وصف الصحفي عقيل عواودة الشهيد صوف بـ"حارس الشمال"، قائلاً: "محمد صوف، الفتى اليتيم، والرجل النبيل من قرية حارس شمال الضفة، هو المعيل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده قبل 3 سنوات".

وأضاف عواودة: "محمد ترك أمه وإخوته لربهم، واتخذ الطريق نحو البلاد ليعلن السيطرة الكاملة على كل شبر وقف عليه اليوم"، مشيراً إلى أنه "لم يكن مدججاً بالسلاح، ولم يتلق أي تدريب عسكري، وتحكّم بالبلاد لمدة 20 دقيقة كاملة رغم قلة الحيلة".

ووصف الحالة التي كان بها الشهيد أثناء تنفيذه عمليته: "محمد... بداخله أسد عظيم يغذيه حبه للبلاد".

وقال: "محمد صوف التحق بوديع البلاد الذي قال لأخته "لكم رب كريم"، واليوم محمد قال لأمه "لكم رب كريم".

وأضاف: "لم يعرف عن محمد سوى الطيبة، وهو محبوب من الجميع".

وتابع: "كما أن عائلته متماسكة جداً ومترابطة، ووضعها الاقتصادي جيد، وكان محمد قد فقد والده بعد معاناة لسنوات من مرض "الكبد الوبائي" الذي أصيب به خلال اعتقالاته المتكررة في سجون الاحتلال ".

وتابع: "هذه البلاد لا تنسى أبطالها، وإن تاهت خطواتها".

"6 آلاف شيقل!"

أما الناشط عبدالله شتات، فقد قال: "بطلنا محمد كاين يشتغل بشركة إنتل هايتيك في "أرائيل"، يعني راتبه لا يقل عن 6 آلاف شيقل!".

ووفق متابعة أضاف شتات: "يا عمي هذي بلاد مباركة، عالفاضي، لو قد ما تنفق عالتعايش والأمن والاقتصاد، قد ما تحاول تقنع الناس إنه بنقدر نعيش مع بعض بحب وسلام.. صاحب الحق ما بنسى".

وختم حديثه بالقول: "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا".

تحقيق ميداني

يشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت الثلاثاء- منزل الشهيد محمد مراد سامي صوف، في قرية حارس، غرب سلفيت.

وأخضعت قوات الاحتلال والدة الشهيد وأقاربه للتحقيق على مدار أكثر من أربع ساعات، بداعي قيامه بعملية الطعن والدعس التي أدت لمقتل ثلاثة مستوطنين.

وقال مروان صوف، عم الشهيد: إن جنود الاحتلال احتجزوا من كانوا في المنزل في غرفتين بمن فيهم الأطفال، وقيدوا أيدي عدد منهم بمرابط بلاستيكية خلال إخضاعهم للتحقيق الذي شهد تهديدا من الجنود بالقتل.

وأشار إلى أن عدد من طالتهم التحقيقات الميدانية لا يقل عن 15 فردا من أقارب الشهيد، مضيفا أن قوات الاحتلال، التي رافقتها قوة من المخابرات، أخذت مقاسات منزل عائلة الشهيد، في مؤشر على نيتها هدمه خلال المدّة المقبلة.

وقال: إن جنود الاحتلال داهموا منازل أعمام الشهيد الكائنة في المنطقة ذاتها، وحطموا كاميرات مراقبة، واستولوا على التسجيلات.

واعتقلت قوات الاحتلال الطفل هادي مصطفى سامي صوف (16 عاما)، ابن عم الشهيد، في حين احتجزت ابن عمه الآخر الشاب زكريا محمد سامي صوف (21 عاماً)، لعدة ساعات قبل إطلاق سراحه.

وقالت هاجر صوف، والدة الشهيد: إن محمد ترك مقاعد الدراسة من الصف العاشر لكي يعيل الأسرة بعد وفاة والده.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها قدمت العلاج الميداني لمواطنة مسنّة، أصيبت جراء إلقاء الاحتلال قنبلة غاز مسيل للدموع بجوار منزلها، خلال المواجهات التي اندلعت في القرية عقب اقتحامها.

وفي وقت سابق، أغلقت قوات الاحتلال المداخل الرئيسة لقرية حارس، ومنعت دخول المواطنين إليها أو الخروج منها، كما عرقلت حركة المواطنين داخل القرية، بعد اقتحامها الذي استمر لعدة ساعات.