Menu

حركة مريبة لطائراته المسيرة.. ماذا يريد الاحتلال من غزة؟

قاوم-قسم المتابعة/تثير الحركة المريبة للطائرات المسيرة الصهيونية بمختلف أنواعها في أجواء قطاع غزة، التساؤلات حول نوايا الاحتلال وأهدافه من النشاط الذي بات ملحوظًا بشدة للمواطنين.

وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع إعلان الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال عن إجراء مناورات الطوارئ الشاملة ابتداءً من الاثنين وحتى يوم الجمعة المقبل.

وستنطلق المناورات عبر التدرب على عدة سيناريوهات من بينها التعرض لإطلاق الصواريخ والتسلل للمستوطنات والهزات الأرضية، وفق بيان جيش الاحتلال.

وتزيد هذه الأنشطة المخاوف من احتمالية إقدام الاحتلال على تنفيذ ضربة غادرة ضد القطاع، ولاسيما أن نتائج انتخابات الكنيست أفرزت عودة اليمين المتطرف برئاسة الصهيوني بنيامين نتنياهو للحكم.

لكن مختصون في الشأن الأمني استبعدوا في أحاديث أن تكون الحركة الاستخبارية النشطة للاحتلال مؤشرًا لاستعداد "الكيان الصهيوني" لتوجيه ضربة عسكرية للقطاع، موضحين أنها تأتي في إطار تحديث بنك المعلومات ومتابعة أنشطة المقاومة.

جمع وتحديث معلومات

ويرى المختص الأمني محمد أبو هربيد أن التحليق المكثف والملحوظ للطائرات المسيرة في أجواء قطاع غزة تأتي في إطار جمع المعلومات أو تحديثها، وهي غير مرتبطة بحدث معين.

ويوضح أبو هربيد، في حديث، أن الجهات الاستخبارية المسؤولة عن جمع المعلومات، خاصة جيش الاحتلال أو جهاز الاستخبارات "أمان" تعمل كل فترة وأخرى على استكمال بعض المعلومات أو تحديثها حسب الاحتياج الأمني.

ويقول أبو هربيد: "الاحتلال يريد أن تبقي معلوماته بحالة جهوزية لو حدث أي طارئ، وهذا يأتي في إطار جهود الاستخبارات الإسرائيلية للاستعداد خوفًا من أي تهديد".

ويشير إلى وجود "أماكن محددة وساخنة تركز عليها الطائرات المسيرة تتعلق بأعمال للمقاومة وورش تصنيع الأسلحة وزراعة الصواريخ وتحركات لبعض القيادات".

وفي الوقت الذي تركز فيه طائرات الاستطلاع على نقاط معينة، يطلق الاحتلال في بعض الأحيان طائراته فوق أجواء القطاع من رفح وحتى بيت حانون من "باب الإلهاء والتضليل"، وفق المختص الأمني.

ويؤكد أبو هربيد أن "هذه الجهود كلها هدفها تحديث بنك الأهداف حتى لا يبقى قديمًا".

وبشأن المناورة التي أعلن عنها الاحتلال، يتوقع المختص الأمني أنها قد تكون لـ"الاستعراض الإعلامي"، معيدًا التأكيد أن "الأمر على الأرض لا يتعدى جمع معلومات وتحديثها".

ويستبعد أبو هربيد، أن يقدم الاحتلال على تنفيذ عملية غادرة ضد غزة، موضحًا أن "الظروف لدى الاحتلال حاليًا غير مناسبة، خاصة مع وجود مداولات لتشكيل حكومة جديدة".

ويتابع "الاحتلال لا يريد الدخول في تصعيد عسكري مع غزة في الوقت الحالي"، لافتًا إلى أن الضغط الأمريكي حاضر في هذا الموضوع.

وينصح الخبير الأمني قيادة المقاومة وكوادرها في غزة بإعادة الاعتبار لإجراءاتهم الأمنية ووقف أي نشاط عسكري ميداني مؤقتًا للاختفاء عن عيون الاحتلال في ظل الحركة الاستخبارية الإسرائيلية المريبة.

بحث عن مبررات

من جهته، يقول المختص بالشأن الأمني إبراهيم حبيب، إن التحرك المكثف لطيران الاستطلاع في أجواء غزة ليس جديدا أو طارئا إنما جرى تكثيفه.

ويضيف، في حديثه"يبدو أن معلومات استخبارية وصلت الاحتلال عن أنشطة للمقاومة ويريد رصد تحركاتها".

ويشير حبيب إلى أن "ما يفسر هذا الأمر ما جري قبل أيام من قصف إسرائيلي شديد لأحد مواقع المقاومة وسط القطاع بحجة إطلاق صاروخ من غزة لم يتجاوز السياج الأمني".

ويرى أن الاحتلال كان يريد مبررًا لضرب الموقع بناء على معلومات استخبارية.

ويستبعد حبيب أن يقدم الاحتلال على خوض مواجهة عسكرية مع غزة خلال الفترة المقبلة بسبب انشغال الاحتلال بتشكيل الحكومة الجديدة.

لكنه حذر من احتمالية استهداف بعض العناصر أو المواقع التابعة للمقاومة بعد تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بغية تحقيق إنجاز عسكري أمام الجمهور الصهيوني