Menu
مخيم البريج

العقاب الجماعي.. سياسة صهيونية تستهدف أهالي مخيم البريج

قـــاوم_قسم المتابعة / يواصل الاحتلال الصهيوني سياسة العقاب الجماعي ضد أهالي مخيم البريج وسط قطاع غزة، بعد حدث وقع إبان الانتفاضة الأولى في مطلع التسعينيات أدى في حينه لقتل جندي صهيوني داخل أزقة المخيم.

ويجد غالبية سكان مخيم البريج على وجه الخصوص، معاناة مضاعفة عن غيرهم من أهالي القطاع، في آليات السفر للعلاج أو للزيارة أو للعمل في الداخل المحتل، أو عند زيارة ذويهم في الأردن والتي تتطلب مرورهم عبر حاجز بيت حانون "إيرز"، وذلك بتهمة قتل جندي صهيوني في مطلع التسعينات، اتهمت فيها قوات الاحتلال غالبية أهالي البريج بالمشاركة في قتله، وحاصرت على إثره المخيم لأسابيع، واعتقلت معظم سكانه من الرجال، وهدمت عددًا كبيرًا من المنازل والمحال التجارية.

حادث "آمنون"

ويقول المؤرخ والباحث الفلسطيني ناصر اليافاوي، وهو أحد سكان المخيم إنّ غالبية سكان المخيم لازالوا يعانون حتى اللحظة من سياسة العقاب الجماعي، ويحرمون من تصاريح العلاج والعمل والزيارة عامة.

وبيّن أنّ حادثة قتل الجندي الصهيوني مترسخة لدى الصهيونية الدينية خاصة، وتمارس على إثرها سياسة العقاب الجماعي بحق أهالي البريج، والتي أقلها حرمانهم من التصريح كحد أدنى.

ويصادف في 20 أيلول/سبتمبر الذكرى الثانية والثلاثين لقتل الجندي الصهيوني "آمنون بوميرانتز"، الذي دخل مخيم البريج عن طريق الخطأ في عام 1990.

ويقول اليافاوي: "إنه في يوم الخميس 20/9/1990 دخل آمنون بطريقة الخطأ إلى وسط مخيم البريج، وكانت الانتفاضة الكبرى في أوجها، ودماء الشهداء والجرحى لم تجف بعد، وصادف دخوله يوم السوق الأسبوعي المخيم (سوق الخميس) فاصطدمت سيارة الرينو الخاصة بالجندي الصهيوني آمنون، بعربة يجرها حمار لأحد المواطنين القادمين للتسوق".

ويضيف: "حينها، تجمع أهالي المخيم الذاهبون للسوق، ورأوا سلاحا من نوع م 16 في يد الجندي، فكان النفير العام، وألقيت على الجندي وابل من الحجارة أدت إلى وفاته"، ولكن الاحتلال زعم أنّ الأهالي حرقوا السيارة وبداخلها الجندي آمنون.

ويوضح أنّه بعد الحادثة مباشرة شُرِّد أهالي المخيم، وفرضت قوات الاحتلال حصارا شاملاً على المخيم، وهدمت غالبية المنازل والمحلات القريبة من الحادثة، وبالتحديد من مدخل المخيم الرئيس مرورا بمحيط مسجد الصفاء، إلى دوار وسط المخيم.

كما اعتقلت قوات الاحتلال المئات من شبان المخيم، وحاكمتهم فترات متفاوتة أقصاها السجن المؤبد مدى الحياة، لكن غالبيتهم أُفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" في عام 2011.

بطولات البريج

ويؤكد الباحث اليافاوي، أنّ مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، ومنذ تأسيسه، كان شاهداً على النكبة، تميز عن غيره بتركيبة اجتماعية متعددة المنشأ، أضافت إلى سكانه تمازجا حضاريًّا انبثقت منها روح قتالية ومقاومة مميزة تراكمت منذ خمسينات القرن الماضي.

وبين أنّه في أوائل الخمسينات، أُلقي القبض على طيار صهيوني شرق البريج، وقتل انتقاما لدماء الشهداء، وكان المخيم في الستينات يُعد مقرا أساسيًّا لحركة الفدائيين والمقاومة المسلحة التي منعت الاحتلال من دخول المخيم فترة من الزمن.

ويُعد مخيم البريج من أصغر مخيمات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الثمانية الموزعة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وأنشئ المخيم في الخمسينات من القرن الماضي لاستضافة ما يقارب من 13,000 لاجئ كانوا حتى تلك اللحظة يعيشون في ثكنات الجيش البريطاني والخيام، ويزيد عدد سكانه حسب آخر الإحصائيات عن 45 ألف نسمة.

ويتميز مخيم البريج للاجئين بالاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، حيث تتلاصق بيوت المخيم ببعضها البعض، عدا عن معاناة المخيم من نقص في المرافق الترفيهية والاجتماعية العامة.