Menu

مقاومة الضفة.. فرص اتساعها تثير قلق الاحتلال

قـــاوم_قسم المتابعة / بينما كانت أنظار الاحتلال تتركز على جنين ونابلس شمال الضفة المحتلة باعتبارهما مركز النشاط الفلسطيني المقاوم في الآونة الأخيرة، جاءته عملية إطلاق النار في الأغوار بمكان غير متوقع، تبعها عملية ثانية خلال ساعات غربي رام الله وسط الضفة.

وتشير هاتين العمليتين وغيرهما من عمليات إطلاق النار التي بات تستهدف يوميًا قوات الاحتلال وثكناته العسكرية والمستوطنين، إلى انتقال الضفة شيئًا فشيئًا من الدفاع إلى الهجوم بشكل لافت.

فبينما كانت قوات الاحتلال تقتحم مناطق الضفة على مدار سنوات عديدة مضت دون معيقات تذكر، باتت في الأشهر الأخيرة تتعرض لإطلاق نار عند كل اقتحام تقريبًا، وأصبحت تتعرض لعمليات على الحواجز وفي الطرقات وبمناطق غير متوقعة.

وتقدر أجهزة الأمن الصهيونية أن تتسع رقعة عمليات المقاومة، يرافقها زيادة في عمليات إطلاق النار التي تستهدف جنود الاحتلال.

وهذه المخاوف عبر عنها الكيان الصهيوني والتي أشار إلى أن الاحتلال يتخوف من امتداد العمليات إلى ما يوصَف بـ"مناطق الراحة"، مثل الأغوار، وهي مناطق نادرًا ما شهدت عمليات للمقاومة لطبيعتها الجغرافية.

وأوضح أنه في عام 2021 بأكمله، سُجّلت 91 عملية فقط، منها 16 عملية استهدفت مستوطنين، و75 استهدفت قوات الاحتلال.

فيما نفدت منذ بداية العام الجاري حتى الآن أكثر من 150 عملية، منها ما يزيد عن 130 عملية استهدفت قوات الاحتلال.

وبحسب المحلل العسكري الصهيوني يوسي يهوشع، فإن تأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف بنابلس كان يتم بإرسال كتيبتين، وتعتبر القوة كافية، أما اليوم فأصبحت كل عملية اقتحام تحتاج لأربع كتائب، ويرافق الاقتحام عمليات إطلاق نار واشتباكات من مسافات قريبة.

الباحث المختص بالشأن الصهيوني جلال رمانة يقول إنه ومنذ الانتفاضة الأولى لم تتوقف الانتفاضات والموجات التي تستمر لأيام ولفترة محدودة.

ويضيف "لكن ما جرى في الآونة الأخيرة هو تكثيف لظاهرة متواصلة متقطعة تعود لشهر مايو/أيار 2021 بدأت بأحداث حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وانتقالها لساحات المسجد الأقصى ثم معركة سيف القدس، وبقيت بعدها متواصلة ما بين مد وجزر".

ويلفت إلى حديث جهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك) مؤخرًا عن ظاهرة مقاومة جديدة يتم فيها استخدام السلاح الناري خاصة في شمال الضفة وتحديدًا في مدينة ومخيم جنين والبلدة القديمة بنابلس ومخيماتها.

ويؤكد أن "الكيان الصهيوني متخوف من أن المجموعات المسلحة التي تتشكل في الضفة قد لا تنتظر الجيش ليأتي ويعتقلها أو يغتالها، فتبادر للخروج من مخيم جنين أو البلدة القديمة بنابلس لتنفيذ عمليات على محاور الضفة".

ويلفت إلى أنه منذ بداية الشهر الجاري نفذت 13 عملية إطلاق نار في الضفة، ويبدو أن هذا التصاعد يندرج ضمن هذا التوجه.

وينبه إلى أن هذا يثير مخاوف الاحتلال من عملية المحاكاة أو انتقال "العدوى" لأماكن جديدة كما حدث مؤخرا في بلدة النبي صالح برام الله والجفتلك بالأغوار.

ويشير رمانة إلى أن الجيل الفلسطيني الشاب يمتاز بالوعي والجرأة الشديدة وهو يخرج لمواجهة الاحتلال وصد الاقتحامات بصدرٍ عارٍ وهو يعلم أنه قد يستشهد.

ويبين أن التصريحات الأخيرة لرئيس أركان الاحتلال أفيف كوخافي التي عزا فيها اشتداد المقاومة إلى رفع يد السلطة عن المقاومين قد تكون حقيقية، وقد تكون محاولة لابتزاز السلطة ودفعها لتشديد قبضتها أكثر على المقاومة.

ويضيف رمانة أن "السلطة تبدو عاجزة ولا يوجد لديها ما تفعله، بعد أن حافظت على التنسيق الأمني دون أن تحصل بالمقابل على شيء من الاحتلال".

كما يرى المحلل السياسي د.عمر جعارة أن هناك حراكا فلسطينيا مقاوما شبه دائم في الضفة وليس مرتبطا بحالة معينة، وهذا يعود إلى أن الفلسطيني لا يقبل بالاحتلال بأي شكل من الأشكال.

ويستدل على ذلك بالتقارير التي تصدرها أجهزة الاستخبارات الصهيونية سنويا وتتحدث فيها عن إحباطها لمئات العمليات.

ويبيّن أن المقاومة في الضفة هي الآن على أشد ما يكون، بدليل وجود 80 شهيدًا فلسطينيًا منذ بداية الموجة الحالية، مقابل 20 قتيلا صهيونيا.

ويقول إن "الكيان الصهيوني دفع إلى الضفة منذ بداية الموجة الحالية 24 كتيبة من جنودها، وهو ما يعادل نصف الجيش الصهيوني".

ويعتبر جعارة في حديثه أن ما يحدث بالضفة حاليًا يثبت أن المقاومة الفلسطينية مستمرة بالرغم من إمكاناتها البسيطة، وأن الاحتلال بالرغم من كل ما يمتلكه فلن يستطيع إطفاء جذوة القضية الفلسطينية.