Menu

"النبي صموئيل": قرية فلسطينية يسعي الكيان الصهيوني لاجتثاثها وسرقتها

قــاوم_قسم المتابعة / ما زالت قرية النبي صموئيل الواقعة شمال غرب مدينة القدس، تواجه حملة شرسة وممنهجة من الاحتلال  في تشديد الحصار المفروض عليها منذ سنوات بهدف ترحيل سكانها لصالح الاستيطان والمستوطنين، وكان آخرها تنظيم اقتحام شارك فيه المئات من المستوطنين تحت قيادة عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير ضد القرية بعد توجيه دعوات تحريضية لتنظيمها.

مراقبون ونشطاء، حذروا من استمرار انتهاكات الاحتلال المتصاعدة ضد القرية المعزولة عن باقي مناطق الضفة المحتلة ويبلغ مساحتها1000 دونم ويزيد، وتأتي محاولة سيطرة العدو عليها ضمن سياسة احتلالية في السيطرة على محور المدينة المقدسة واجتثاتها وتحويلها لمدينة ذات طابع يهودي.

رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، حذر، من أن استمرار الحصار واقتحام المستوطنين لقرية النبي صموئيل ينذر بالخطر الشديد الذي تهدف من وراءه حكومة الاحتلال لمزيد في ترحيل أبنائها البالغ  عددهم نحو 300 نسمة.

وقال خاطر إن "ما تسمي بحكومة الاحتلال تستهدف القرية المحاصرة منذ سنوات عدة في إطار سياسة السيطرة على المدينة المقدسة لصالح الاستيطان والمستوطنين بحيث تصبح مدينة يهودية".

وأضاف أن الاحتلال يعزلها تمامًا عن باقي مناطق الضفة إذ يمنع مواطنيها من دخول القرية التي حولها الاحتلال لجحيم لا يطاق، مشيرًا إلى أن المستوطنين استولوا على مسجد القرية الوحيد المكون من ثلاثة طوابق وحولوا الطابق الأرضي لمعبد "يهودي" ومنعوا إقامة صلاة الجمعة فيه.

وبخصوص الاقتحام الأخير للقرية، أوضح خاطر، أن اقتحام عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير برفقة  المئات من المستوطنين على مداخل القرية ذات الموقع والمكان الجغرافي الاستراتيجي الهام، يأتي لكسب تأييد المستوطنين لصالح مكاسب انتخابية لاحقة.

واقتحم مئات المستوطنين بقيادة بن غفير، (الجمعة)، قرية النبي صموئيل، تحت حماية مشددة من قوات الأمن الصهيونية. وجاء الاقتحام استباقاً لفعالية احتجاجية لأهالي القرية ضد السياسات الصهيونية ورفضاً للتضييق المفروض عليهم.

وحاصرت قوات الاحتلال خلال ساعات الصباح من يوم الجمعة، القرية ونشرت حواجز عسكرية في محيطها، في أعقاب مناشدات من الأهالي لـ"كل حر" بضرورة التوجه للقرية من أجل التصدي للمستوطنين.

وذكر خاطر، أن القرية تشهد مواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال المدججة بالسلاح التي تنفذ حملات اعتقال ضد العشرات، كما وتقمع أي تظاهرة بقوة العنف المفرطة.

وشدّد رئيس مركز القدس، على ضرورة العمل على حماية القرية التي تعاني من الإهمال والتهميش وانعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية فيها ، ودعم أهلها في تعزيز صمودهم وترسيخ جذورهم في أرضهم.

وفي كل يوم جمعة، ينظم سكان النبي صموئيل، وقفة احتجاجية أسبوعية في خيمة الاعتصام التي أُقيمت على أراضي القرية، مطالبين بوقف انتهاكات الاحتلال عليهم.

وشارك مئات المواطنين في مسيرة قرب حاجز بلدة الجيب شمال غرب القدس، ورفع هؤلاء أعلام فلسطين ولافتات ترفض إجراءات الحكومة الصهيونية ضد القرية، في حين قمعت قوات الاحتلال الوقفة، وأوقعت إصابات بين صفوف المشاركين بجروح متفاوتة.

مضايقات

من جهته، قالت نوال بركات، رئيس جمعية نسوية  النبي صموئيل الخيرية: إن "القرية تتعرض لهجمة شرسة من قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين"، مشيرًا إلى أن الجنود ما زالت تعتقل وتلاحق ضد الشبان.

وأضافت بركات -في تصريحات صحفية- أن قوات الاحتلال وبدعم من حكومتهم، ينفذون عمليات تنكيل وتضييق خانق على سكانها بفعل الحواجز العسكرية الحديدية والأسمنتية.

وتابعت رئيس جمعية نسوية القرية، إن "الجمعية وجهت قبل أيام مناشدات لكل المقدسيين من أجل التوجه لقرية النبي صموئيل لمؤازرتهم في حماية السكان من اقتحامات المستوطنين التي تمت ظهر يوم الجمعة الماضي، بحماية أمنية وعسكرية مشددة وبدعم من الحكومة الصهيونية

ووصفت الوضع القائم بالقرية بأنه "خطير وصعب"، مطالبةً بضرورة التدخل لإنهاء معاناة سكانها، وتوفير أبسط احتياجاتهم، وحقوقهم الأساسية.

ويتبع الاحتلال أساليب التجويع والحرمان والتهجير القسري ضد أهالي قرية صموئيل التي تعد من أعلى تلال القدس، ويوجد بها موقع قبر يعتقد أنه للنّبي صموئيل عليه السّلام، ومنه اكتسبت اسمه، ويعتبر مقاماً مُقدساً للمسلمين والمسيحين واليهود لقرون طويلة، ويعود بناء مسجد النبي صموئيل إلى عام 1720.