Menu

سيف القدس".. المعركة التي كشفت الثّقل المقاوِم للضفة

قاوم_قسم المتابعة/ما زالت الضفة المحتلة تعيش معركة "سيف القدس" بعد عام من انقشاع غبارها، ولم تتوقف حناجر الغاضبين في المسيرات وجنازات الشهداء عن المناداة والهتاف باسم القائد محمد الضيف.

فرغم أن ساحتها الأساسية كانت الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، إلا أن الضفة كانت حاضرة في التفاعل مع غزة وإسنادها والمساهمة بضريبة الدم.

واشتعلت عشرات نقاط التماس على طول الضفة وعرضها، وتواصلت العمليات الفردية من محاولات طعن ودهس، وعلى مدى أيام المعركة الأحد عشر قدمت الضفة أكثر من 30 شهيدا ومئات الجرحى والمصابين.

وسهر الضفاويون على أسطح منازلهم ومع كل رشقة صواريخ تنطلق من غزة كانت قلوبهم تتابعها بالتكبير والدعاء حتى سقوطها في أهدافها.

وبينما كانت صواريخ المقاومة تتساقط على المستوطنات الصهيونية فيلجأ المستوطنون للملاجئ، كان أهل الضفة يتسابقون لالتقاط الصور مع أي صاروخ ضلّ طريقه وسقط في أراضي قرية مجاورة.

أدرك الكيان الصهيوني ثقل الضفة بتلك المعركة فسعت لإخماد انتفاضتها، وشنت في سبيل ذلك حملات اعتقال ومطاردة ميدانية للعديد من القيادات الفاعلة والمؤثرة، خاصة في صفوف المقاومة.

كانت أنباء المجازر تتوالى من قطاع غزة، فخرجت الضفة بمسيرات ليلية بعضها بعد منتصف الليل تجوب الشوارع تنديدًا بتلك الجرائم وتوجه رسائل الدعم والتحية لأجنحة المقاومة المختلفة.

وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، خرجت الجماهير في مدن الضفة وقراها ومخيماتها لتحتفل مع غزة بانتصار المقاومة.

وكشفت معركة "سيف القدس" عن الأهمية التي تتمتع بها الضفة والثقل الكبير الذي يمكن لمقاومتها أن تلعبه في أي مواجهة قادمة.

ويؤكد المختص بالشأن الصهيوني ياسر مناع أن الأحداث التي شهدتها الضفة خلال معركة "سيف القدس" كان لها تأثير كبير على مجريات الأمور، وأن هذه الساحة أثبتت أهميتها ومنعت الاحتلال من الاستفراد بغزة.

وقال مناع إن الضفة شكلت امتدادًا لساحة المعركة، فامتداد المواجهة وانتشار نقاط التماس في كل الضفة بالتوازي مع اشتعال ساحات الداخل الفلسطيني وغزة، شكل عبئا على جيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية.

وأضاف "كان الكيان يقاتل على ثلاث جبهات؛ جبهة غزة بضراوتها، وجبهة الضفة وانتشار نقاط المواجهة، وجبهة الداخل الفلسطيني من ناحيتين: الجبهة الداخلية والقصف الصاروخي، والمواجهات مع الفلسطينيين في المدن المختلطة".

وبين أن تلاحم الجبهات الثلاث شكل أزمة حقيقية للمؤسسة الأمنية الصهيونية، لأن هذه الظاهرة لم تتكرر إلا في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000.