Menu
الاستشهادي محمد فروانة.. أعَزَّ أبناء شعبه ومرّغ أنف الصهاينة في التراب

الاستشهادي محمد فروانة.. أعَزَّ أبناء شعبه ومرّغ أنف الصهاينة في التراب

الاستشهادي محمد فروانة.. أعَزَّ أبناء شعبه ومرّغ أنف جيش الاحتلال في التراب مثل كثيرٍ من أمّهات شهداء فلسطين، استقبلت والدة الاستشهادي محمد فروانة (25 عاماً)؛ ابن ألوية الناصر صلاح الدين المهنّئين بتوزيع الحلوى عليهم لاستشهاد نجلها في عملية نوعيّة أربكت قادة جيش الاحتلال الصهيوني. أم محمد التي بدَتْ صابرةً في عرس ولدها الشهيد تستقبل السيّدات اللواتي قدِمْنَ من أنحاء مختلفة لتهنئتها باستشهاد محمد، قالت: ’أهنّئ نفسي وعائلتي باستشهاد ابننا محمد’. الفخر الذي تشعر والدة محمد بابنها لم يكنْ عبثياً، فالعملية التي نفّذها على معبر ’كرم أبو سالم’ شرق قطاع غزة اعتزّ بها جميع الفلسطينيّين، فقد مرّغت أنف جيش الاحتلال وقادته في التراب. فمنذ اللحظة التي استعدَّ فيها محمد للقاء ربه لم يقبَل الصمت والقبول بواقع جرائم الاحتلال الصهيوني التي أسفرت عن قتل الأطفال والمدنيين الفلسطينيين في الآونة الأخيرة، فقام بتنفيذ عملية نوعية كان من بين فرسانها أيضاً أخيه الشهيد المجاهد حامد الرنتيسي من أبطال ألوية الناصر صلاح الدين وبمشاركة كتائب القسام. نشأته: وُلِد الشهيد محمد فروانة في منزلٍ يقع بين أزقّة مدينة خان يونس عام 1983، وهو الثاني بين إخوته ومن أسرةٍ ملتزمة أسمت يوم شهادة ابنها بـ’عرس فلسطين الجديد’. تلقّى محمد تعليمه في المدينة التي يُكِنّ لها كلّ حبٍّ واحترام، والتحق بجامعة الأقصى ليدرس التربية. ذهبنا إلى مكان العرس فوجدنا فعلاً عرساً جميلاً في خضمّ مشاعر عارمة بالفرحة بالعملية. وتقول والدته ’أم محمد’: ’إني أقدّم نفسي وروحي وزوجي وكلّ أهل بيتي وما أملك فداء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله’. وتابعت: ’فلسطين ما زالت تنجب الرجال وما زال الرجال يجيبون صرخات الطفلة هدى ومحمد وكلّ أطفال فلسطين الذين ذاقوا الويلات من جرائم الاحتلال’. واسترسلت والدة الاستشهادي بقولها: ’اليوم أزفّ محمد لأغلى شيءٍ في الوجود، وهو الله ربّ العالمين، ويأتي الناس ليباركوا لي استشهاد ولدي محمد.. فأنا قدّمت لله فلذة كبدي.. والله إنّي راضية من كلّ قلبي.. وأنا صادقة بما أقول.. وهو قال لي سامحيني’. ومضت والدة الاستشهادي: ’قلت له أريد أنْ أزوّجك، قال لي: (لا.. فهل تختاري لي عروسةً في الدنيا وأترك 72 من الحور العين في الجنة.. أريدك أن تزفّيني إليهنّ). فقلت له : )أودعتك عندي أمانة).. واليوم أهنّئ نفسي بمحمد الغالي الذي اصطفاه ربه’، داعيةً الله أنْ يعوّضها فيه عوضَ خير. ويقول شقيق الشهيد، الشاب علي عزمي فروانة 25)  عاماً)، وهو متبسم: ’نحن نحتسب أخانا محمداً شهيداً عند الله، وهذه رسالة أولى للعدو رداً على جرائمه البشعة’. صفات مجاهد.. الصفات التي أخبرنا بها شقيقه علي توحي بأنّ محمداً وُلِد ومعه العمل الجهادي ويتّسم بها، فليس غريباً أنْ يشترك في عملية جهادية نوعية كهذه. أوضح علي أنّ أخاه محمداً كان يتّصف بالهدوء والكتمان والسرية التامة، فلم يكنْ يبوح بشيءٍ ولا يوحي لأحد أنّه منظّمٌ في تنظيمٍ فلسطيني يقارع الأعداء عن طريقه. وأشار إلى أنّ كلّ حديثه كان حول الجنة وملاقاة الصحابة الكرام، وأنّ الآخرة أفضل من الدنيا. ويشير إلى أنّه كان مولَعاً بمشاهدة العمليات الجهادية وسماع أخبارٍ عن المجاهدين، وكان كلّما سمع بمجزرةٍ صهيونية كان يغمّ ويحزن. مشاعر الأهل: وأكّد علي فروانة أنّ مشاعر الوالديْن جيّدة، وهما فرحان بسماع نبأ استشهاده خاصةً أنّه شارك في عمليةٍ ضدّ الاحتلال وأوقع فيهم القتلى والجرحى، واصفاً حياته معهما بأنّها كانت حياة أصدقاء ويسعى الشهيد لإرضائهما ونيل حبّهما لكيْ ينجح في حياته. ويقول شقيقه ’أبو المجد’: ’نحمد الله أنْ أكرمنا باستشهاد شقيقي محمداً في عملية (الوهم المتبدّد) التي شفَتْ غليل كلّ إنسانٍ غيور على وطنه، وكل إنسانٍ يرى دماء أبناء فلسطين على شاطئ البحر، ودماء قادة المقاومة والمجاهدين، لينصر راية الإسلام والحق والدين’. وتابع أبو المجد قائلاً: ’نسأل الله أنْ يكون هذا هو بداية الطريق السليم والصحيح للردّ على جرائم الاحتلال المتواصلة، وأنْ تكون رسالةً مطمئنة لكل قلبٍ يتعطّش للشهادة في سبيل الله، ونسأل الله لكلّ أبناء شعبنا والأمة العربية والإسلامية البعد عن الفتنة’. وعبّر أهل الشهيد وأقرباؤه بمشاعر الفرحة العارمة وكذا أصحابه. المواطن رائد فروانة أوضح أنّ شهادة ابن عمومته شرفٌ كبير للعائلة. فيما أكّد المواطن محمود (20 عاماً) أنّ عائلة فروانة تفخر بهذا العمل البطولي الذي كانت تنتظره على أحرّ من الجمر. وتوافد الأهل والأحبة إلى بيت عائلة الشهيد لتهنِئتهم باستشهاد ابنهم، كما أقيم سُرادق الفرح لتقبل التهاني من القادمين. حان الانتقام.. وكان الشهيد محمد فروانة قد استُشْهِد خلال تنفيذه عملية استشهاديّة مع إخوة له مجاهدين في ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب القسام، الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة ’حماس’، وكانت العملية قد استهدفت نقطةً صهيونية شرق مدينة رفح بالقرب من معبر كيرم شالوم الصهيوني، فجر يوم الأحد الموافق 25/6/2006، وتمكّن المجاهدون من اقتحام المنطقة واختراق السلك الإلكتروني على الحدود الفلسطينية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وبدأ المجاهدون بتفجير دبابة ’ميركافا’ وناقلة جندٍ، ومن ثمّ تمّ تدمير برج مراقبةٍ لثكنة عسكرية لجيش الاحتلال وبرج اللاسلكي التابع لأجهزة الاستخبارات الصهيونية. وأسفرت العملية عن مقتل وإصابة عشرات الصهاينة حسب اعتراف العدو.