Menu

بعد عملية "باب السلسلة" .. هل تشهد القدس هبّة جديدة؟

قـــاوم_قسم المتابعة / أعادت "عملية باب السلسلة" التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم، صباح الأحد، قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، أذهان المقدسيين إلى سلسلة عمليات الطعن الفردية، التي نفذها مجموعة من الشبان، قبل نحو خمسة أعوام.

 وأثارت العملية التساؤلات حول تداعياتها الأمنية والعسكرية على الاحتلال، واحتمالية تطورها إلى "هبّة" لمقاومة سياسات الاحتلال التصعيدية في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك.

عملية تتميز بالجرأة

ويرى المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، أن "ما يميز عملية القدس التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم، هي درجة الجرأة والتحدي لدى منفذها".

وأوضح أن "تخطيطها ناجح ومحكم؛ لأنها تتلافي رقابة أمن الاحتلال بالكتمان والسرية والاحتياطات الأمنية الفعّالة والكفاءة القتالية، وهو ما أحدث إرباكا لدى الجيش الصهيوني

وأكد أبو زبيدة أنَّ هذه العملية النوعية سجلت "نصراً عسكريًّا وميدانيًّا على الجيش الصهيوني، باستهداف مكان محصن، وبوصول المنفذ إلى عمق هذا الموقع مسلحاً، وإصابة أهدافه بدقة وبسرعة فائقة".

وتابع: "أثبتت هذه العملية فشل سياسة القبضة الأمنية ومحاولة ردع الشعب الفلسطيني، ووجهت رسالة للمطبعين بأن هناك احتلالًا ما يزال قائماً على هذه الأرض".

ونبّه أبو زبيدة إلى أن العملية أربكت التقديرات الأمنية للاحتلال؛ لـ"كون المنفذ هذه المرة، ليس من صغار السن، كما اعتدنا في العمليات السابقة".

وذهب إلى أن عملية القدس تؤكد أنَّ "المقاومة مستمرة ما وجد الاحتلال على أرض فلسطين، وأن تصاعد انتهاكات الاحتلال وعدوانه، سيدفع نحو المزيد من أعمال المقاومة".

 كسر الصمت

بدوره، قال المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو: إن ما حدث "طبيعي جدا بعد الضغط الشديد الذي تمارسه ما تسمي بالحكومة الصهيونية، وعدم تفاعل السلطة الفلسطينية مع قضايا الواقع من اعتداءات وتهويد يطال كل شيء في الضفة وغزة والقدس".

وأضاف سويرجو "انتهاكات الاحتلال خلقت حالة من الاحتقان الشديد ترجمت بهذا الشكل"، وبيّن أن "العملية كسرت حالة الصمت، في رسالة للجميع بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم".

الانفجار قادم

وأكد سويرجو: "الانفجار قادم في الضفة والقدس وغزة، وسنعود إلى مربع الانتفاضة العارمة، وهذه العملية لن تكون الأخيرة، بل مقدمة لعمليات أخرى كثيرة".

ويتوقع المحلل السياسي أن تشهد المدّة المقبلة مجموعة من العمليات، التي ستحاكي "عملية باب السلسلة"؛ لتميزها ونوعيتها من ناحية استخدام السلاح الناري ومكان استخدامه.

ورأى سويرجو في تجاوز منفذ العملية الأربعين عاما، "مؤشرًا على أن الشعب الفلسطيني يستعد لمرحلة جديدة ستتجاوز كل المراحل السابقة".

وتابع: "تداعيات العملية ستكون إيجابية على الواقع الفلسطيني، وسترفع الحالة المعنوية بعد مدّة طويلة من الركود السياسي، وترسل إلى الاحتلال رسالة أن سياساته التصعيدية، تشحن الفلسطينيين للقتال حتى التحرير".

وأسفرت العملية التي وقعت صباح الأحد، عن استشهاد منفذها برصاص جنود الاحتلال ، ومقتل أحدهم وإصابة ثلاثة آخرين.