Menu
استشهادين فتح خيبر

عملية « فتح خيبر »: دقة التخطيط وبراعة التنفيذ

قـــاوم / كان اللقاء سهلاً بين الصادقين من أبناء الأمة.. وكان الهدف واضحاً وضوح الشمس.. وكانت القدس في العيون ودروب الوطن الذي رسمته ذاكرة الأجداد شارعاً شارعاً.. وبيدراً بيدراً وكانت في أنوفهم رائحة ليمون يافا وتخصبت جباههم بحناء الحنون الممتزج بتراب الأرض التي باركها الله.

كانت فلسطين في مثل هذه اليوم 9/23 على موعد مع انتصار جديد وبطولة سجلت بالدماء والأشلاء في قاموس العزة والإباء بمعركة الصراع المتواصلة إلى يوم الدين بين تمام الحق وتمام الباطل.

لم يشعر الاستشهاديين الأبطال « عماد عطوة عودة أبو سمهدانة » من لجان المقاومة الشعبية و « محمد زهير سعيد العزازي » من سرايا القدس و« يوسف عبد الله عمر » من كتائب الشهيد أحمد أبو الريش للحظة أنهم يمثلون أسمائهم.. بل كانوا قد انتبوا أنفسهم نيابة عن الشعب كله.. كان جميع المقاومين والمجاهدين حاضرون بلا تسميات اللهم إلا الصدق الذي نطقت به بنادقهم .

شارك مجاهدونا الأبطال في رصد هدفهم على مدار أسابيع واربطوا على الحدود أياماً طويلة لتخترق عيونهم الثاقبة تحصينات العدو التي صممها احرص الناس على الحياة.. وكانت مغتصبة موراج المحررة تشتهر بشدة تحصيناتها وكثرة جنودها كونها كانت تمثل امتداداً سرطانياً في قلب ارض رفح.

تفاصيل العملية

بحلول صباح يوم الخميس 9 شعبان 1425هـ الموافق 23/9/2004م في مثل هذا اليوم المبارك هاجم ثلاثة استشهاديين من  ألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس ومن كتائب احمد أبو الريش مغتصبة ميراج الصهيونية واقتحموا الموقع العسكري فيها وخاضوا اشتباكا عنيفا مع جنود الموقع لعدة ساعات قتل خلالها 5 جنود صهاينة احدهم برتبة ضابط وأصيب عدد آخر.

بالإضافة إلى العديد من الإصابات، قبل ان يرتقي ثلاثتهم إلى علياء المجد مقبلين غير مدبرين. والشهداء هم: المجاهد محمد العزازي من سرايا القدس والشهيد المجاهد عماد أبو سمهدانة من لجان المقاومة الشعبية والشهيد المجاهد يوسف عمر من كتائب الشهيد أحمد أبو الريش.

وتحدث الشهيد القائد جمال أبو سمهدانة خلال مقابلة أجريت معه عن الدور البارز الذي لعبه الشهيد القائد محمد الشيخ خليل قائد سرايا القدس في قطاع غزة، والذي استطاع بدوره أن يجند دليل يوصل الشباب الثلاثة إلى داخل المستوطنة، وأوضح أبو سمهدانة أنه تم إعداد خطة مشتركة للهجوم على النقطة العسكرية الموجودة داخل المستوطنة من قبل اثنين من الاستشهاديين و استدراجهم نحو الاستشهادي الثالث يكون داخل الحمامات الزراعية وذلك كله بإشراف الشهيد القائد محمد الشيخ خليل.

ويتابع الشهيد أبو عطايا كلماته عن محمد الشيخ خليل وسط الدموع الحارقة على فراقه، ويضيف لقد كان الشهيد القائد حريصا على حياة الاستشهاديين، حيث قام بتفحص بنادقهم الرشاشة قبل الانطلاق إلى أرض المعركة، وعندما لاحظ أن تلك البنادق تصدر أصوات عالية قد تؤدي إلى كشف تحركات الاستشهاديين سارع إلى إصلاحها.

وأضاف أبو عطايا لقد عمل الشيخ خليل على تجهيز ملابس وعتاد الاستشهاديين وفي يوم تنفيذ العملية استيقظت من النوم وجدته يلمع في السلاح ويتفقده وقال لي توكل على الله وقد جمعنا المجاهدين الثلاثة في حقل التدريب في الليل وكنت أنا في خان يونس أتابع مع الدليل وضمنت دخولهم وجئت لمحمد وقلت له الأمور كما تحب فقال لي توكل على الله

التحرك نحو العملية

وأخذنا الاستشهاديين في المساء ووصلناهم إلى شجريتين في الأحراش بعيدا عن المستوطنة حوالي 200متر شمال شرق المستوطنة وعندما وصل المجاهدين كان الشهيد عماد أبو سمهدانة والشهيد محمد العزازي ويوسف عمر وبقينا في خانيونس لنتابع معهم من خلال أجهزة الاتصال التي أعدها القائد الشيخ خليل للاستشهاديين، لمتابعة مجريات الأحداث معهم وهم في ارض المعركة الأمر الذي يرفع من معنوياتهم.

انطلاق العملية

وأضاف الشهيد أبو سمهدانة: بعيد صلاة الفجر، تلقينا اتصالا من الإخوة في أرض المعركة وأخبرونا بأنهم على جاهزية تامة لبدء الهجوم، وعندها أعطيناهم إشارة البدء في الهجوم، وعندها تقدم الدليل باتجاه السلك الذي يحيط بالمغتصبة وفتح فيه ثغرة تمكن من خلالها الاستشهاديون من الدخول الى المغتصبة، وكان كل استشهادي مزود بعبوة ناسفة الى جانب سلاحه الرشاش وعدد من مخازن الرصاص، حيث تمكنوا من زرع العبوات الناسفة في منطقة الحمامات الزراعية، وقد تم تعيين الاستشهادي العزازي مسئولا عن التعامل مع تلك العبوات.

وأضاف: وبعد زراعة العبوات تقدم الاستشهاديان الآخران باتجاه الغرب من الحمامات وزحفوا حوالي 150 متر بجانب ساتر ترابي و بعهدها اتصلوا علينا وأبلغونا عن الموقف و قالوا لنا الموقع يبعد عنا حوالي سبعين متر، وقلنا لهم كل واحد يضع سلاحه في يده و يجهز حاله وكل واحد يتجه باتجاه إحدى الأبراج العسكرية الموجودة على البوابة وعند سماع أية حركة من قبل جنود الاحتلال سارعوا الى القاء القنابل، وقد كنت حينها على اتصال مباشر مع الشهيد العزازي ليكون على جهوزية تامة.

اقتحام الموقع العسكري بدون أي طلقة

وتابع الشهيد القائد أبو سمهدانة، « اقتحم المجاهدين الموقع بدون أن يطلقوا أي رصاصة و اتصلوا علينا و قالوا لي يا حاج نحن الآن في الموقع و القلب العسكرية فارغة لم يوجد بها احد و الآن الساعة السابعة صباحا والجنود يتناولون الإفطار وعندها طلبت منهم بدء الهجوم، حيث سمعت من خلال الهاتف الذي كان بحوزة الشهيد العزازي أصوات الرصاص، وبقيت مع العزازي على اتصال حتى الساعة الثامنة صباحا وقلت له ان الهدف من وراء عملية اقتحام الموقع استدراج الجنود باتجاهك لتقوم بقنصهم وقتلهم. وقد استمرت مدة خمسة ساعات كنت أنا والشهيد محمد الشيخ خليل على اتصال مباشر مع الاستشهاديين

صمود وصبر العزازي

وأضاف القائد أبو سمهدانة ان الشهيد العزازي حرص على الحفاظ على حياته أكبر قدر ممكن وذلك بهدف قتل اكبر عدد ممكن من جنود الاحتلال، لكن المفاجأة ان قوات الاحتلال لم تتقدم باتجاهه لكنها قدمت من جهة أخرى غير التي كانت متوقعة، وبدأت الجرافات تجرف في الحمامات والطيران يضرب والدبابات تقصف، ومحمد العزازي كان صبره عظيم وتحمل الكثير، وكانت تعليمات محمد الشيخ خليل واضحة يجب أن تنتظر، وأثناء ذلك أخبر العزازي الشهيد القائد الشيخ خليل، بقدوم دبابة باتجاهه وسأله أن يفجرها، إلا ان القائد الشيخ خليل طلب منه الانتظار، لتفجيرها في الجيبات، وعندما حاول تفجير العبوات لم تنفجر بسبب تقطيع الأسلاك وعندها أعلنت قوات الاحتلال انتهاء العملية وسمحت للصحفيين بدخول المنطقة.

ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما خرج الاستشهادي العزازي عن صمته وفاجأ جنود الاحتلال وأمطرهم بوابل من رصاصه المقدس ليضرجهم بدمائهم بين قتيل وجريح.

وقد اعترف العدو الصهيوني في أعقاب انتهاء العملية البطولية بمقتل خمسة من جنوده أحدهم برتبة ضابط، وإصابة عدد آخر بجراح بينهم ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية بجراح.

هجوم على »موراج« تم التخطيط له بدقة فائقة

نقل موقع يديعوت احرونوت الالكتروني، عن قائد كتيبة »شاكيد« التابعة لوحدة غفعاتي العسكرية الصهيونية، العميد عوفر ليفي، قوله أن الهجوم الذي نفذه مقاتلون فلسطينيون صباح اليوم على موقع عسكري صهيوني في قطاع غزة »تم التخطيط له بدقة فائقة« .

وأضاف القائد العسكري الصهيوني أن المقاتل الفلسطيني الثالث »العزازي« كان ينوي على ما يبدو وضع عبوة ناسفة بين دفيئات مستوطنة موراغ لكي تنفجر بالجنود الصهاينة عندما يقومون بملاحقته ». ومضى يقول انه قد يكون هناك فلسطينيون آخرون قدموا المساعدة للمقاتلين الفلسطينيين الثلاثة قبل تنفيذ الهجوم وخلاله.

عملية « موراغ » تسفر عن مقتل نائب قائد وحدة المجمّع الاستيطاني « غوش قطيف »
أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال الصهيوني في حينها أنه تم فتح تحقيقٍ حول كيفية تمكّن ثلاثة مقاومين فلسطينيين من اقتحام مستعمرة « موراغ » اليهودية جنوب قطاع غزة ، لا سيّما الوصول إلى أماكن غرف الجنود في قاعدةٍ عسكرية

وذكر الناطق ، للإذاعة العبرية، أن العملية أسفرت عن مقتل ضابط رفيع المستوى هو نائب قائد وحدة المجمع الاستيطاني « غوش قطيف » اليهودي في جنوب قطاع غزة، إضافة إلى 4 جنود وإصابة آخر ، إضافة إلى إصابة صحافي صهيوني من صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية .

ويتبيّن من التحقيق الأوليّ أن المجاهدين الثلاثة تمكّنوا من دخول الموقع العسكري في مستعمرة « موراغ » مستخدمين طريقاً تستخدمه دبابات الجيش الصهيوني ، مشيرة إلى أنهم دخلوا إلى إحدى الغرف الخاصة بالجنود و أطلقوا النار على جنديين ما أسفر عن مقتلهم . و في طريقهم أطلقوا النار باتجاه نائب قائد وحدة « غوش قطيف » ما أدّى إلى مقتله و إصابة جنديّ آخر بجروح.