Menu

أعمال القلوب وأهميتها في حياة المسلم

*أعمال القلوب وأهميتها في حياة المسلم* الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..أمابعد: القلب هو مصدر الإيمان الحقيقي، ومنبع وجوده، وموطن ثباته، وإيمانه أهم أجزاء الإيمان، وأعظم أركانه، فهو أصل كل أعمال الجوارح، إن أفسدته فسد الكل، وإن أصلحته صلح الكل، فبصلاحه تصلح الجوارح . عن ‏ ‏علقمة بن وقاص الليثي ‏ ‏قال: سمعت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏يقول: ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏’ ‏إنما الأعمال ‏بالنيات ‏وإنما لكل امرئ ما نوى...’ سنن أبي داود . وعن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه‏ ‏قال :‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏’ ‏إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم’ مسند الإمام أحمد ، ومسند أبي هريرة رضي الله عنه . فحقيقة الإيمان كما قال أهل العلم ( قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية( وليس الإيمان مجرد عمل بالجوارح دون نية في القلب، لأن عمل القلب هو روح العبادة وأساس الدين وعماد العمل في الإسلام... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’ ألا وإن في الجسد ‏مضغة ‏إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب’ رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه في صحيح البخاري . وحتى نسعى إلى إصلاح هذا القلب -كما قيل عنه أنه ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده- علينا أن نعرف أولاً أقسامه وأنواعه.. **أنواع القلوب: القلوب أربعة أنواع، كما جاء في الحديث:عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ’‏ القلوب أربعة قلب ‏ أجرد ‏ ‏فيه مثل ‏السراج ‏يزهر، وقلب ‏ ‏أغلف ‏ ‏مربوط على غلافه، وقلب ‏‏منكوس، ‏وقلب‏ ‏مصفح ،‏ ‏فأما القلب ‏الأجرد ‏فقلب المؤمن ‏سراجه ‏فيه نوره، وأما القلب ‏الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب ‏المنكوس ‏فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب ‏المصفح ‏فقلب فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل ‏‏البقلة ‏ ‏يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه’ مسند الإمام أحمد . جعل الله قلوبنا وإياكم من القلب الأجرد وأبعدها عن مهاوي القلب الأغلف والمنكوس.. وأما النوع الأخير من القلب وهو المصفح فدواؤه وإنعاش حياته مما يخالطه من شبه وأهواء يكون بأخذ هذا الزاد العلاجي العملي له، ليحييه ويرتقي به إلى دروب الهدى وآفاق السعادة.. وهذا العلاج الفعال في إحياء القلب يسمى}أعمال القلوب{ **معنى أعمال القلوب: الأعمال القلبية هي الأعمال الباطنية التي يكون محلها القلب . **ماهي أعمال القلوب؟ : أعمال القلوب كثيرة وعظيمة ، من أهمها: الإيمان بالله تعالى والتوحيد الخالص له، ومحبه رسوله صلى الله عليه وسلم، والإخلاص لله تعالى في القول والعمل والحال، والمحبة المطلقة له سبحانه، والخوف والخشية منه، والرغبة والرجاء فيما عنده، والتوكل عليه والاستعانة به في كل حال، والخشوع له، واليقين، والتأمل، والتسليم، والإخبات(الخضوع الكامل والمطلق)،والإنابة، والصبر والتقوى والتوبة والزهد والرضا والذكر...وغيرها. **أهمية أعمال القلوب: قال ابن القيم رحمه الله:{ أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح{ وقال أيضًا رحمه الله: }ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد من الأعمال التي ميزت بينهما؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم فهي واجبة في كل وقت{وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أعمال القلوب: }وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، مثل محبةالله ورسوله صلى الله عليه وسلموالتوكل على الله وإخلاص الدين لله والشكر له والصبر على حكمه والخوف منه والرجاء له، وهذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق أئمة الدين{ **ثمار أعمال القلوب: ثمار أعمال القلوب تُحصد عندما تُزرع بذورها في القلب، فحين تُروى بماء الصبر،وتُعرض لنفحات الملازمة ونور الإخلاص؛؛ تصبح شجرة راسخة لحياة القلب وجنته ونعيمه في الحياة الدنيا،، يتغذى الروح من ثمارها اليانعة، وتستظل النفس بظلالها الوارفة. نسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا بهذه الأعمال ،، وأن يقويها بالطاعة ،،وأن يجعلها من القلوب التي تخلص العبادة لخالقها جلَّ في علاه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا. إعداد // الأخت شمس العلوم