قـــاوم_قسم المتابعة / رغم التهديدات الصهيونية والاستفزازات الاستيطانية، لم يترك أهالي حي الشيخ جراح وخاصة أصحاب البيوت المهددة بالإخلاء مظاهر الاحتفاء بأجواء عيد الأضحى كما هو الحال في كل عام، معلنين عن نيتهم استقبالهم للزوار والأهالي؛ للمعايدة على مداخل الحي الذي تمنع قوات الاحتلال الزوار من الدخول إليه والتضامن مع أهله.
ويتهدد حي الشيخ جراح بأكمله مخطط صهيوني استيطاني، يتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيه، وسط الحي العربي الواقع في شرقيّ القدس المحتلة.
وأدى أهالي الحي ضمن أكثر من 100 ألف مصلٍّ، الثلاثاء، صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى وباحاته، وعقب الصلاة انطلقت المسيرات الداعمة للمقاومة الفلسطينية ولصمود أهالي الشيخ جراح.
وبدأ المقدسيين بالاحتشاد في باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى، رغم تشديدات الاحتلال، وشهدت ساحات المسجد الأقصى تكبيرات المرابطين. في المقابل، أدى المبعدون عن المسجد الأقصى المبارك صلاة عيد الأضحى قرب باب الأسباط.
انتظار المحاكم!
الناشطة والمرابطة المقدسية منى الكرد، قالت إنّه رغم محاولة أهالي الحي الاحتفاء بأجواء العيد وإدخال البهجة على بيوت أهاليهم وذويهم، إلا أنّ عيونهم ترقب محكمة قريبة في الثاني من أغسطس القادم، قدّمت فيها أربع عوائل مقدسية استئنافاً بعد صدور قرار إخلاء (الاستيلاء) منازل بحقهم.
وأوضحت الكرد أنّ عائلات "الكرد، والقاسم، والجاعوني، والسكافي" هي التي تنتظر المحكمة، مؤكّدة عدم قناعتهم بهذه المحاكم التي وُجدت لخدمة الاستيطان والمستوطنين.
وعبّرت المرابطة المقدسية عن أملها بالوجود والتكاتف الشعبي مع أهالي الحي في كل وقتٍ وحين، وهو ما يشكل عنصر ضغط على الاحتلال للتراجع عن قراراته، موضحةً أنّ "قضيتنا هي قضية سياسية وليست قانونية كما يحاول الاحتلال أن يصورها".
أجواء العيد
"سأحمل تيرموس القهوة، وجاط الكعك إلى مداخل الحي لأستقبل أعمامي وأخوالي هناك، ونوجه رسالة للاحتلال ومستوطنيه أننا سنحتفل بأجواء العيد حتى ولو على أبواب الحي" تقول الناشطة الكرد، مؤكّدة أنّ قوات الاحتلال التي تفرض حصاراً على حي الشيخ جراح تمنع الزوار والأهالي من زيارة أقاربهم في الحي المهدد بالتهجير.
وتصف الكرد أنّ الأجواء في حي الشيخ جراح ليس مثل أي منطقة أخرى في العالم أو فلسطين، وأضافت: "العيد مختلف؛ لا زيارات للبيوت، ولا معايدات في وضعها الطبيعي، ولكن سنستقبل العيد وزوارنا على مداخل الحي رغم كل شيء، ونوصل رسالة للعالم وللاحتلال بحقنا في هذه الأرض، حتى زوال الاحتلال وإلغاء قراراته التعسفية بحق الأهالي هنا".
دعوة للمعايدة
ودعت المرابطة المقدسية أهالي القدس وكل من يستطيع أن يصل إلى بوابات ومداخل حي الشيخ جراح للقدوم والمعايدة هناك، وقالت: "نحن هنا سنكون في استقبال كل من يصلنا للمعايدة، رغم تجهز قوات الاحتلال لقمع أي حراك شبابي أو شعبي للتضامن مع أهالي الحي".
وتابعت: "لكن الشباب لن يكلّ ولن يملّ وهمه أن يستقلّ، فسيبقوا يتظاهرون لأجل حقوقهم ليس فقط هنا، بل في كل المناطق المهددة بالتهجير القسري" تقول الكرد.
ووجهت حديثها لكل المقدسيين: "تعالوا عيّدوا عنا هنا بالشيخ جراح، فنحن بحاجتكم لتقفوا معنا في كل وقتٍ وحين وخاصة في هذا الوقت بالذات"، فالعيد في الشيخ جراح مختلف وتحيطه الحواجز، ويملؤه الخوف والقلق من مصير قرارات محاكم الاحتلال الصهيونية.