Menu

أبو الحسن : حالة الصمت على عرقلة الاحتلال إعادة الإعمار لن تدوم طويلًا

قاوم / قسم المتابعة / اكّد القيادي علي الششنية " أبو الحسن" مسؤول العلاقات الوطنية باللجان المقاومة ، في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال"، أن ملف إعادة إعمار ما دمّر الاحتلال الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة بمايو (أيّار) الماضي، لم يشهد أي تقدم عمليّ.

وقال الششنيّة، "ملف إعادة الإعمار من الناحية الميدانية ما زالت على حالها؛ إلّا من إزالة جزء كبير ركام الأبراج المباني السكنيّة المدمّرة، بمعدّات وسواعد مصرية".

وأشار إلى أن قوى وفصائل المقاومة بالقطاع تعقد لقاءات دورية ومكثّفة لمتابعة هذا الملف، إذ أنها أرسلت رسائل تحذير عبر الوسطاء، وفي مقدمتهم مصر، أن حالة الصمت على التلكّؤ وعرقلة الاحتلال لإعادة الإعمار، والتشديد من قيود حصاره الشامل المفروض على غزة لن تدوم طويلًا.

وأضاف "نحذّر العدوّ من المراوغة في ذلك، ومحاولة فرض معادلات جديدة، والضغط على شعبنا الفلسطيني لربط ملف إعادة إعمار، بملف جنوده الأسرى لدى المقاومة بالقطاع، وعليه تحمّل تبعات ما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية، حال بقاء المعطيات على ما هي عليه الآن".     

وفي هذا الصدد، أشار إلى تفعيل مجموعات شبابية في قطاع غزة إطلاق "البالونات الحارقة" تجاه مستوطنات ما يسمى "غلاف غزة"، كوسيلة شعبية للضغط على الاحتلال، وإرغامه على تلبية حقوق شعبنا، وتنفيذ استحقاقات اتّفاق وقف إطلاق النار، وكسر حصار غزة.

ووصف هذا الاتفاق بـ "الهشّ والمعرّض للانهيار في أيّ لحظة"، مرجعًا ذلك إلى "مواصلة العدو عربدته اليومية وسياساته العدوانية تجاه شعبنا، خصوصًا في مدينة القدس وأحيائها: الشيخ جراح، وسلوان، وبطن الهوى، وعموم مدن الضفة الفلسطينية المحتلة، وقطاع غزة".

وحذّر الاحتلال من قصفه لمواقع المقاومة بالقطاع، بذريعة الرد على "البالونات الحارقة" المنطلقة منه، لافتًا إلى أن حكومته الاحتلال الجديدة "الهشّة" بزعامة "نفتالي بينيت" ستفشل في فرض هذه المعادلة على شعبنا ومقاومته، وعلى "بينيت" العودة إلى الوراء قليلًا، ليتذكر معركة "سيف القدس"، والمعادلات التي فرضتها المقاومة فيها.

وخلال الساعات الماضية، قصفت طائرات الاحتلال الحربية، مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ بدعوى إطلاق بالونات حارقة على مستوطنات الغلاف.

وتشهد القضية الفلسطينية منذ انتهاء العدوان يوم 21 من الشهر ذاته، وساطات من قبل الإدارة الأمريكية ودول إقليمية فاعلة؛ لتثبيت وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والاحتلال، وإعادة إعمار ما دمّره الأخير بالقطاع.

وبلغ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة بفعل العدوان 16800، منها 2000 وحدة غير صالحة للسكن، و1000 وحدة هدمت كليًّا، فيما بلغت قيمة الإضرار 350 مليون دولار، وفق أحدث أرقام لوزارة الأشغال العامة والإسكان، في حين استُشهد 255 شهيدًا، بينهم 69 طفلًا، و40 سيدة، و17 مسنًّا، إضافة إلى 1980 مصابًا، بينها "حرجة وخطيرة".

في سياق آخر، أوضح القيادي في لجان المقاومة إن التوصل إلى مصالحة حقيقية، سيبقى بعيد المنال، طالما استمرت "سياسة القمع والقهر والإذلال التي تمارسها السلطة الفلسطينية ضد شعبنا بالضفة المحتلة".

وقال إن "المدخل الحقيقي لتحقيق وحدة وطنية، "هو إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل مجلس وطني جديد لها يضم القوى والفصائل الوطنية كافّة".

وتابع "نريد من الإخوة في حركة فتح إظهار التزامات جادّة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، انطلاقًا من المنظّمة، والضغط على السلطة الفلسطينية لوقف حصارها والعراقيل التي تفرضها على شعبنا في قطاع غزة"، على حدّ قوله.

ومنذ يونيو (حزيران) 2007، تشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، إذ لم تفلح وساطات واتفاقيات عدة في إنهائها حتى حينه.

أما بشأن رغبة السلطة العودة مجدّدًا إلى مسار المفاوضات مع الاحتلال، أوضح أنها بتلك الرغبة "تضع نفسها في استمرار مخالفة إرادة الشعب الفلسطيني بأكمله، خصوصًا أن هذا البرنامج العبثيّ لم يكن إلّا مظلّة للاحتلال لاغتصاب أرضه وتهويد قدسه وسرقة حقوقه الوطنية".    

ونوّه إلى أن "شعبنا في كل جغرافيا فلسطين التاريخية خياره واضح، وهو ملتفّ فقط حول برنامج المقاومة وخيار البندقية، وهذا ما أثبته مؤخرًا خلال معركة سيف القدس".

وأشار إلى أن "اتفاق أوسلو الموقع سنة 1994، والذي أفرز السلطة الفلسطينية، يعد جرمًا كبيرًا، واستخدمها الاحتلال كضابط إدارة مدنية لذبح الشعب الفلسطيني"، وفق تعبيره، مشدّدًا على أن "عودة السلطة للمفاوضات العبثيّة وللغة الاستجداءات لن تجدي نفعًا مع هذا العدوّ، الذي لا يفهم إلّا لغة القوة".