Menu
شهداء جنين

شهداء جنين.. روح مقاومة تواجه دموية المحتل

قـــاوم_قسم المتابعة / ما جرى في جنين يؤكد بما لا يضع مجالا للشك أن قوات الاحتلال تريد استعادة كرامتها المهدورة بعد الهزيمة النكراء التي تلقتها من المقاومة بغزة.

وروى مواطنون كيف تسلل جنود الاحتلال بالزي المدني لملاحقة المطارد جميل العموري من مخيم جنين ورفيقه لقتلهما ردا على إطلاق النار على حاجز الجلمة التابع للاحتلال، والذي يتعرض لهجمات مقاومين اتهم العموري بقيادتها في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب شهود عيان؛ فقد ساقت الأقدار خلال الملاحقة أن يقع الاشتباك على شارع الناصرة قرب مقر الاستخبارات العسكرية الفلسطينية؛ حيث أطلق الجنود المتنكرون بزي مدني النار على مركبة الشاب العموري الذي انسحب باتجاه مدينة جنين فلاحقته القوة الصهيونية، بعد أن اشتبك معها إلى داخل المدينة، ليتم القتل قرب المقر الأمني.

تقول المصادر: إن عناصر الاستخبارات الفلسطينية لم يعرفوا في البداية أن إطلاق النار يتم من الاحتلال أو من جهات مسلحة محلية؛ لأن الجنود كانوا بلباس مدني وسيارة مدنية فلسطينية ليتم تبادل إطلاق نار أسفر عن استشهاد اثنين من الضباط من عناصر الحراسة على مدخل المقر الأمني في تلك اللحظة، وهما الشهيدان أدهم عليوي وتيسير العيسة وإصابة ثالث بجراح حرجة.

واعتقلت قوات الاحتلال رفيق الشهيد العموري الذي كان معه في المركبة، واحتجزت جثمانه، وغادرت الموقع لتعلن في وسائل إعلامها ودون اكتراث بأن المجزرة التي جرت كانت نتيجة سوء تنسيق بين الجانبين، حيث إن الجانب الصهيوني لم يبلغ نظيره الفلسطيني بالاقتحام.

وسادت جنين حالة من الغضب الشديد، ولكن الذاكرة عادت من جديد إلى روح المقاومة والاستشهاد التي سبق وتصدرت لها المنطقة خلال الثورات والانتفاضات السابقة، وكانت منطقة حاجز الجلمة ومحيطها مسرحا لها.

وبالعودة إلى المطلوب الرئيس في هذه المواجهة؛ وهو المقاتل من المقاومة جميل العموري فتتهمه قوات الاحتلال بأنه المسؤول عن إطلاق النار المتكرر على حاجز الجلمة، وهو أمر لم يكن العموري يخفيه، وكان يقوم به شبهَ علني وباستمرار خاصة وأنه تحول إلى مطارد منذ العدوان الأخير على غزة.

برز العموري ورفاقه مطاردين بعد خوضهم أكثر من اشتباك مسلح منذ العدوان الأخير، فكان من قوات الاحتلال أن كمنت للعموري كما تفعل بدموية مع المقاومين المطاردين.

بحسب المصادر فإن العموري يمثل حالة شبابية مقاومة تنهض في جنين في الأسابيع الأخيرة وتتصدى للاحتلال في اقتحاماته المتكررة للمدينة ما جعلها في دائرة الاستهداف المباشر في حين ينمّ ولوغ الاحتلال في الدم بهذه الطريقة على رغبته في ترميم صورة الردع التي تآكلت بعد العدوان الأخير على غزة.

يقول مصدر مقرب من العموري إن العموري كان يحاول باستمرار استنهاض الشباب في مخيم جنين وشكّل مجموعات لكي يعيد روح المقاومة من جديد، ونجح في الأسابيع الأخيرة في إعادة تحفيز الشباب للعمل المقاوم ما أدى بالاحتلال لمعرفة خطورة توجهاته والقرار بقتله.

ويضيف: لم يكن حال  الضفة يرضي العموري الذي قرر أن يكون مقاوما في أوضاع صعبة ومكشوفة في الضفة، ولكنه لم يستسلم وبادر، في حين يبدو أنه ليس استثناءً في الجيل الجديد في المخيم والمنطقة.

لم يعتد الفلسطينيون عبر تاريخهم أن يتوقف زحف مقاومتهم نتيجة اغتيال مقاوم، ولكن الاحتلال لا يتعلم الدرس في حين تكون دماء الشهداء وقودًا لمرحلة جديدة.