Menu
عملية دهس

الذكرى السنوية "ال 17" لعملية البرق الصاعق المشتركة التي تعد من أبرز العمليات البطولية التي عجلت برحيل العدو الصهيوني عن قطاع غزة.

الذكرى السنوية  "ال 17" لعملية البرق الصاعق المشتركة التي تعد من أبرز العمليات البطولية التي عجلت برحيل العدو الصهيوني عن قطاع غزة.

التفاصيل الكاملة لعملية البرق الصاعق المشتركة التي نفذتها الوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة في فلسطين وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين والتي نفذها الاستشهادي البطل "فيصل محمد ابونقيرة ابن الوية الناصر صلاح الدين " والاستشهادي البطل "محمد ابراهيم حماد "ابن سرايا القدس 


في غرفة العمليات المشتركة لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين ، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي صمم الطاقم المشرف على العملية أن يصلوا إلى عمق صفوف العدو وأن يوقعوا في صفوفه أكبر قدر من القتلى والجرحى ، وذلك رداً على عمليات الاغتيال المتكررة بحق قيادات شعبنا الفلسطيني ورموز المقاومة ، وتكريساً لنهج المقاومة الذي يشكل القاسم المشترك بين كل الأحرار من أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط .

· التخطيط لعملية البرق الصاعق : لماذا وكيف تم اختيار المكان والزمان والتوقيت لهذه العملية .

1- تم اختيار الهدف والمكان بعد رصد طويل ودراسة ميدانية للمكان حيث ان هدف العملية الذي يقع في منطقة " التبة 86 " وهي منطقة تقع شمال قرية القرارة التي تقع بدورها إلى الشمال من محافظة خانيونس ، وقد اختير المكان بعد دراسة المسافات بين الأبراج العسكرية الصهيونية ونقطة الالتحام ، والمسافة كذلك بين المنطقة الآمنة ونقطة الالتحام .

2- اختار الطاقم أن يكون الهجوم يوم أحد وذلك بسبب زيادة حركة المستوطنين في يوم الأحد من كل أسبوع في هذا الطريق ، وقد صمم الطاقم أن يكون التنفيذ يوم الأحد الموافق 2/5/2004م الذي توافق مع عملية التصويت على خطة شارون ، فقط للتأكيد على أن الاحتلال سيرحل مجبراً عن أرضنا ، وأننا مصممون على انتزاع النصر في معركتنا المصيرية مع الاحتلال بإذن الله .

3- تم تحديد عدد أفراد الخلية المنفذة وكان عددهم اثنين ، وتم تحديد نوعية السلاح المطلوب للعملية وكمية الذخائر بناءاً على طبيعة الهجوم الذي حدد معالمه طاقم العملية ، وقد كان التسليح عبارة عن رشاش كلاشنكوف وخمسة مخازن محشوة بالذخيرة لكل مقاتل .

4- وقع الاختيار على المجاهد البطل " فيصل محمد أبو نقيرة "من ألوية الناصر صلاح الدين ، والمجاهد البطل "إبراهيم محمد حماد" من سرايا القدس لينفذا هذه المهمة والصعبة ، وقد تم تدريبهم على الرماية من مسافات مختلفة ، كما تم تدريبهما على الجري  السريع لمسافة 100 متر ، وهي المسافة بين أقرب مكان آمن وبين الهدف نقطة الالتحام .

5- اختار الطاقم المشرف على العملية ، طريق التنقل وآلية وصول المجاهدين لموقع العملية بما يتلاءم مع البيئة البدوية المحيطة ، حيث كانت الوسيلة عبارة عن عربة يجرها حمار ، وقد اطلع الاستشهاديان على مكان و هدف العملية عدة مرات قبل التنفيذ ، وكانا يبيعان خضروات على العربة .

6- تم اختيار وقت الظهيرة لتنفيذ العملية حيث يكون وقت قيلولة وارتخاء للجنود الصهاينة ، كما أنه وقت مباغت وفي وضح النهار .

· يوم تنفيذ العملية :

1- في ليلة يوم الأحد 13 ربيع أول 1425 هجري الموافق 2/5/2004م ، التقى الاخوة المشرفين على العملية  بالاستشهاديان  وجلسا في جو إيماني جهادي لوضع اللمسات الأخيرة على خطة تنفيذ العملية .

2- بعد التوكل على الله انطلق الاستهاديان صباح اليوم المذكور من قلب مدينة خانيونس يقودان عربة الحمار المحملة بالخضار كالعادة ، وقد اخفيا سلاحهما تحت الخضار وارتديا جعبة الذخائر تحت سترتيهما .

3- تحرك الاستشهاديان كبائعين متجولين واقتربا من المكان المحدد في منطقة من أصعب المناطق الأمنية المحاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة الحصينة والعديد من الدوريات المتتابعة .

· ساعة الصفر :

في تمام الساعة 12:48 من ظهر اليوم المذكور تقدم الاستشهاديان من نقطة الهجوم وعبرا السلك الشائك باستخدام قطع من السجاد ، ثم قطعوا المسافة المكشوفة بزمن 6 إلى 10 ثوان بسرعة البرق ، وفي لحظة وصول الاستشهاديان للإسفلت عبرت إحدى سيارات المستوطنين ، فقاما بإطلاق النار عليها ، لكنها فرت بسرعة من المكان دون اصابتها

على اثر ذلك بادر المجاهدين بنصب كمين وما هي إلا لحظات ، و تقدمت سيارة أخرى للمغتصلين فحانت لحظة الثار والانتقام لدماء الاف الشهداء الاطهار والجرحى والاسرى ولعذابات شعبنا المجاهد في كل مكان فأطلق الأخوة أبطالنا النار عليها فقتل جميع من كان فيها .

أيضاً وبتوفيق من الله قدمت سيارة ثالثة متجهة من الغرب إلى الشرق فأطلقوا النار عليها فأصابوا سائقها إصابة بليغة فتوقفت سيارته في المكان .

كمن الاستشهاديين بين السيارتين مما أربك جنود الحراسة في الأبراج ، وكان هذا جزءاً من الخطة المرسومة بعناية ودقة بالغة ، وبالفعل لم يبادر أي من جنود الحراسة في الأبراج بإطلاق النار المباشر عليهم خوفاً من إصابة من في السيارات .

وفي نفس الوقت تقدم جيب عسكري صهيوني من جهة الشرق لصد الهجوم ، فقام الأخوة المجاهدين بإطلاق النار عليه بكثافة من مسافة قريبة جداً ، تساقط على أثره زجاج الواجهة الأمامية وأصيب عدد ممن كانوا في الجيب ، بعدها تراجع الجيب متقهقراً أمام هذا الهجوم الصاعق وتوقف على مسافة بعيدة عن مرمى نيران المجاهدين ، وقد اعترف العدو بذلك وبأن هناك إصابات خطيرة بين جنوده ، وقد توفي أحدهم لاحقاً جراء إصابته البليغة و اكتمل المشهد البطولي  وزادت روعته عندما كبر الاستشهاديين وتعانقا وكأنهما يهنئان بعضهما بالنصر .

و تمكنا من الانسحاب ، إذ سبق أحدهما الآخر ووصل إلى مكان آمن بجوار أحد المنازل واحتمى به مغطياً انسحاب رفيق دربه ، لكنه فوجئ بإصابته ، إذ وجده مصاباً في ساقه من رصاص أحد الأبراج .

وهنا تجسدت روح الأخوّة والمحبة الربانية وروح الفداء بين الاستشهاديان، حيث خرج الفارس الأول إلى أخيه وسحبه واحتمى معه بأرض المعركة حيث تمكنا من نصب كميناً آخر ، معلينين انه قد حانت لحظات التضحية بالروح لأن ذلك كان المبتغى ، و أصر الاستشهاديين على تطبيق شعار إما نصر أو استشهاد وتعاهدا على ذلك .

في خضم هذه اللحظات المباركة حضرت إلى المكان تعزيزات من قبل جيش العدو الصهيوني لمد العون لنقاط الحراسة والجيب ، و دارت خلالها معركة عنوانها الثار والانتقام لدماء الشهداء الاطهار ولكل عذابات اهلنا وشعبنا المرابط و تمكن خلالها مجاهدينا من إيقاع إصابات مؤكدة بين صفوف العدو ، وواصلا القتال بعزيمة الأبطال ، وقاتلا حتى الرمق الأخير .

· حصيلة العملية :

اعترف العدو الصهيوني بمقتل خمسة مستوطنين وجندي ، و إصابة مستوطن إصابة بالغة وستة جنود آخرين منهم إصابتين بالغتين .

كما أستشهد في المعركة المجاهدين البطلين بعد أن سجلا انتصارا تاريخياً في معركتنا مع الجيش الصهيوني الغاصب .

وقد قام الجنود الصهاينة من شدة غيظهم وحقدهم بالتمثيل بجثتي المجاهدين ، وذلك بتعليقهما في ناقلات الجند ، وهكذا يوقع الجنود الصهاينة صك الهزيمة معبرين عن طبيعتهم الخسيسة حيث كانت أرواح الاستشهاديين رحمها الله وتقبلهم في جنان النعيم قد ارتقت  إلى ربها راضية مرضية منتصرة تهزأ بهؤلاء القتلة المجرمين .

ارتقى  الاستشهاديين أبطال عملية البرق الصاعق ليلحقا بمن سبقوهم من رموز المقاومة والجهاد الذين سطروا للتاريخ أروع آيات الجهاد والاستشهاد  .

الأبعاد السياسية لعملية البرق الصاعق :

1- أن هذه هي عملية مشتركة بين فصيلين مختلفين من فصائل المقاومة ، وهذا إيحاء ينم عن توحد صفوف المقاومة نحو هدف واحد ، ألا وهو دحر الاحتلال الغاصب عن أرضنا ، وفي هذا أيضاً تجسيد لقول الله تعالى " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص " .

2- العملية جاءت بعد أن ظن العدو الصهيوني أن المقاومة الفلسطينية باتت غير قادرة على الرد على جرائمه التي ارتكبها بحق قادة ورموز المقاومة الفلسطينية .

3- إن تنفيذ العملية جاء في وقت كان فيه العدو يتمتع بأقصى درجات الاستنفار ويعيش حالة طوارئ قصوى ، وبالتالي شكلت هذه العملية بنتائجها الكبيرة ضربة نوعية أسقطت النظرية الأمنية وعملت على احداث إرباك كبير في المنظومة الامنية والعسكرية الصهيونية ، بحيث باتت غير قادرة على حماية أمن جنودها قبل حماية أمن المستوطنين .

4- جاءت العملية والعدو الصهيوني لحظة التصويت على قرار  خطة الانفصال أحادية الجانب التي ابتدعها المجرم شارون بمباركة  بوش ...

جاءت هذه العملية المباركة في وقت الاستفتاء الصهيوني على خطة الهروب من قطاع غزة لتؤكد على أن الشعب الفلسطيني لن يستجدي حلاً من أحد ، ولن ينتظر من شارون أن يمن عليه بالخروج على طريقته الخاصة من أرضنا ، بل سيخرج من الأرض الفلسطينية المغتصبة مرغماً يجر أذيال الخزي و الخيبة والهزيمة ويلعق جراح جنوده النازفة .

نسأل الله عز وجل ناصر المؤمنين والمجاهدين ومذل المستكبرين والمجرمين أن يتقبل شهيدينا البطلين مع النبيين والصديقين والشهداء ، ونعاهد الله تعالى أن نستمر على دربهم درب الجهاد والاستشهاد ، وأن نستمر في مقاومة الاحتلال الصهيوني وضربه حتى يرحل عن أرضنا مدحوراً بإذن الله .

المكتب الاعلامي للجان المقاومة في فلسطين .
الاحد 2 مايو /ايار 2021م الموافق 20 رمضان لعام 1442 هجري .