Menu
الشهيد المجاهد أمجد العمريطي

الذكري 13 لاستشاد المجاهد أمجد العمريطي " أبو قصي"

داعي المجاهدين...فارس الرحلة الثلاثية

ارتقا مقبلا غير مدبراً

هذا الشاب الراحل عنّا, توقدت بداخله حماسة تتفجر غيرة على وطنه ودينه وأعراض أمته , لم يرتضى الجلوس في البيت وإخوانه المسلمون في غزة يضطهدون صباح مساء , ترك الدنيا وبهجرها الكذاب , ترك الفراش الوثير الدفء , والثياب الفاخرة ,فقد اطار عذاب المسلمين العُزل في القطاع نومه , وباعه نفسه ابتغاء وجه الله , فمضي يعرض نفسه في مزاد الله في كافة ميادين"وأسواق " الجهاد علّ الله يشتري منه النفس بالثمن الغالي , وهو الجنة . فقد رخصت نفسه وتواضع بين يدي الله وهو يرتقي في دنياه الأخيرة, وقد سبق له أن عرض على الله بيع نفسه مرتين سابقتين .

يا لها من حياة يا أبو قصي , وقد عرفناك أسدا جسورا, لا ترتضي الدنية في دينك , ولسانك دائم اللهج بالدعاء لإخوانك المجاهدين ,وأنت الفتى الورع التقي,صاحب الوجه المشرق الباسم , الذي اذا ما نظرا اليه المرء تذكر صحابة رسول الله , في إقدامهم وتقواهم وورعهم , وفروسيتهم وشجاعته وحبهم للجهاد والمقاومة, والاستشهاد في سبيل الله... فأنت من بعت نفسك رخيصة في سبيل الله ,والله اشترى, فربح البيع أبا قصي .

حياته ونشأته

في أحد أحياء الشجاعية البطلة , نشأ فارسنا المجاهد أمجد العمريطي, ابن نسل العائلة المجاهدة ,الرابطة على جمرتي الدين والعقيدة,في كنف عائلة عرفت طريق حب الله وعشق سنة رسوله , فكانت من العائلات التي تقدم خيرة أبناءها في الصفوف الأولى لتدافع عن دينها ووطنها ضد أعداء الله من أحفاد القردة والخنازير. فكان الفتى الماجد ,الزاهد العابد الذي نشأ وترعرع ينهل من منهل قويم ,تلقي تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس الحكومة في الشجاعية, إلى أن وصل إلى المرحلة الجامعية كي يواصل مشواره في تحصيل العلم حيث أجاد في ذلك كثيرا .

فكان أن اختار تخصص اللغة الإنجليزية ,من اجل مساندة إخوانه المجاهدين في إيصال رسالة إخوانه ويبلغ عن جهادهم بالكلمة الأجنبية الموجهة إلى بلدان الغرب الكافر, فأحسن وأبدع في ذلك , حتى وقع الاختيار عليه ليكون أحد فرسان المكتب الإعلامي لألوية الناصر صلاح الدين , نظرا لبراعته في اللغة الإنجليزية التي أتقنها أيما إتقان فكان لذلك الأثر العظيم في نفوس إخوانه والمجاهدين .

صفاته واخلاقه...

أبو قصي كان من الشبّان الذين يشار إليهم بالبنان , فهو الرجل الأسيف سريع البكاء ,وسريع الغضب لدين الله , كانت تربطه علاقات أخوية قويمة مع إخوانه المجاهدين ,ما جعل محبته تنتقل إلى إخوانه ليبادلوه إياها. فأنعم الله عليه بعقل لبيب ,مدرك لما يحدث حوله, فتميز بين إخوانه ,بسرعته واتقانه لاكثر من تخصص فكان ,يتقنّ فن التصوير ويخرج برفقة إخوانه لتصوير العمليات الجهادية وتصوير وصايا المجاهدين , كان رحمه يتمتع بصفات القائد الرحيم المقدام,والشجاعة المفرطة كدأب إخوانه في كتائب الناصر صلاح الدين .

فلا همته تطيق الركون ولا معتقده يريد الاستكانة إلى تهديدات العدو , فكان في كل مرة يأتي لإخوانه المجاهدين بأساليب وأفكار جديدة من اجل تطوير العمل الجهادي ,من اجل الإيقاع بالعدو الصهيوني الخسائر الكبيرة ,كرد بسيط جراء عدوانه على الأرض والإنسان .

جهاده ومقاومته

كان فارسنا المجاهد أمجد من الشباب المبادرين في حقل الجهاد , فلا تراه يرضي برباط ليلة واحدة وإنما كان يعشق الرباط في سبيل الله , ويقول قائده العسكري أن الشهيد امجد العمريطي خرج في عمليتين استشهاديتين , لكن قدرة الله ومشيئته حالت دون تنفيذه ,بعد أن سجل وصيته لوداع أهله وأحبائه . وشارك أبو قصي في تصوير عمليات قصف البلدات والمغتصبات الصهيونية بصواريخ الناصر وقذائف الهاون , حتى أنه كان في اغلب الأحيان يطلق الصاروخ بنفسه تجاه المغتصبة الصهيونية . ويقول قائده المباشر : أن شهيدنا أبو قصي كان يرصد أهدافا عسكرية صهيونية من اجل تنفيذ عمليات استشهادية من اجل كنس العدو من كل مكان. ولتأكيد حبه وعشقه للجهاد والمقاومة كان أبو قصي الذي تلقي عدد من الدورات العسكرية , في صفوف كتائب الناصر صلاح الدين , يصرف من جيبه الخاص على الدورات العسكرية والتي تم تخريج إحداها , من جيبه الخاص .

فكان خير مثال للمجاهد الذي ينفق بماله ونفسه وكلمته في سبيل الله.

استشهاده

خرج شهيدنا أبو قصي في موعد المقرر للرباط في سبيل الله فكان مع الشهادة فجر الخميس 28-2-2008 ,حيث باغتتهم طائرات العدو الصهيوني بقصف استهدف نقطة متقدمة للمرابطين شرق غزة, حيث قضى شهيدنا امجد برفقة أخيه الشهيد احمد السمري