Menu
القائد أحمد سليم السميري

القائد الميداني في ألوية الناصر صلاح الدين

الذكري 13 لاستشهاد المجاهد القائد أحمد سليم السميري" أبو صهيب"

عاهد الله ...فأوفاه الله وعده

من بيت متواضع تملؤه الحيوية والنشاط, ووسط عائلة نشأت على حب الجهاد وعشق المقاومة, شق هذا الفتى طريقه نحو علياء ربه , يعد العدة , ويجهز عتاده عسى الله أن يكرمه ما عاهد الله عليه . ويبقى نور الشهداء نبراس يضيء الطريق لمن يخلفهم بأن يحملوا الراية , من اجل مواصلة الطريق, لإعلاء كلمة الله ولتكون كلمة الذين كفروا هي السفلى.تلك شيم هؤلاء الأبطال التواقين الى لقاء الله والذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الذود عن دين الله وحياض الأمة الإسلامية ,ليراق دمهم الطاهر يفوح عطرا فواحا أطيب من ريح المسك.

على هذا مضى الشهيد احمد سليم السميري-الحويطي- أبو صهيب , أمير المرابطين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة .

حياته ونشأته

على موائد الرحمن كانت نشأة فارسنا المجاهد وأحد أسود الوحدة الصاروخية في ألوية الناصر صلاح الدين ,ترعرع في عائلة إسلامية متدينة عرفت بالتزامها خط الجهاد والمقاومة وجماعة الأخوان المسلمون, فكانّ من السبّاقين إلى خوض درب المعارك وأتقن لغة مقارعة العدو مبكرا. ففي العام 1983 خرج للنور الطفل أحمد, وكانت عائلته قد عزمت ان يكون اسمه على اسم النبي محمد  ,فكان اسمه أحمد وكان كثير الحمد كما عرفه إخوانه, وكثير العبادة والصلاة والتعبد لله رب العالمين , هكذا عرفه صحابة مسجد ذو النورين في منطقة الشعف بحي الشجاعية.

تزوج أبو صهيب من أخت فاضلة أعانته على حمل الأمانة والمضي قدما نحو تحقيق الأهداف والغايات السامية لشعبنا المجاهد, فأنجب منها طفلين "بنت وولد" ,وكان قد أتم المرحلة الثانوية خلال مرحلة تحصليه العلمي.

صفاته واخلاقه...

عُرف عن أخينا الشهيد أبو صهيب دماثة أخلاقه , حسن صيته وسيرته ,فكان رجلا بأمة , دائم الابتسامة ,يدفع الظلم عن إخوانه ,وينصرهم متى احتاجوا إلى عونه . وعرفه إخوانه كثير الضحك لما يمتلك من بشاشة الوجه ,حتى كان يمازح إخوانه في أحلك الظروف للتخفيف عنهم كاهل المعارك والرباط في سبيل الله . ويستذكر احد رفاقه بأن أبو صهيب كان يمازح إخوانه بالقول:" أنا امتلك ار بي جي رشاش,فكانوا يستغربون منه,ولكنه مداعباته وملاطفته لا تفارقه أبدا". ونشط شهيدنا في المجال الدعوي والجماهيري, فكان أول من يزين الجدران بتهاني الأعياد الإسلامية ,وفي بيوت عزاء إخوانه الشهداء , ورفع الرايات الموشحة بكلمة التوحيد.

جهاده وإقدامه

شبّ أبو صهيب حديثا ,يحمل هموم أمته وعقيدته ,ليكون بذلك من الجند المخلصين الذين بذلوا كل ما يملكون في سبيل نصرة دين الله ورسوله الذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل الغرب الكافر, فما كان من أبو صهيب الا ان يدافع عن حبيبه ورسوله الأكرم الا باللغة التي يدركها كل لبيب, بلغة الحراب. وقد التحق شهيدنا المجاهد في صفوف ألوية الناصر صلاح الدين منذ العام 2002 , وقد حصل خلالها على دورتين عسكريتين ساهمتا في صقل موهبته نظرا لإقدامه وشجاعته وبطولاته , حتى رأى المجاهدين ضرورة إلحاق أبو صهيب بدورة خاصة حتى مكنّه الله من الالتحاق بصفوف الوحدة الخاصة لمنطقة الشجاعية ومن ثم عضو الوحدة الصاروخية للألوية في شرق غزة, إلى رأى المجاهدون في أبو صهيب القدرة والكفاءة في تولي إمارة المجاهدين المرابطين شرق غزة , فكان قرارا صائبا, حيث لم يخيب شهيدنا المجاهد ظنون قادته الذين قدموه لهذا الموقف.

ولم يكن أبو صهيب يترك أي اجتياح صهيوني الا ويشارك فيه وعلى حسابه الخاص, وكان ذلك أخر اجتياح شارك فيه شهيدنا عندما توغلت القوات الصهيونية في منطقة الزيتون واستشهد حينها 18 شهيدا. ويقول قائد الشهيد المباشر في ألوية الناصر صلاح الدين شرق مدينة غزة , أن الشهيد أبو صهيب شارك في كافة عمليات قصف الهاون وصواريخ الناصر الأخيرة وخلال الحملة التي عرفت تحت اسم :" عواصف الخريف" ردا على مؤتمر الخزي والعار في أنابوليس. وكان أبو صهيب قد نجا من محاولة اغتيال فاشلة حينما استهدفت الطائرات الصهيونية نقطة رباط متقدمة كان يتولى قيادتها الشهيد , لكن الله سلم وحفظه برفقة إخوانه المجاهدين .

استشهاده

كان أبو صهيب على موعد مع الشهادة فجر الخميس 28-2-2009ومن منطلق مسئوليته عن المرابطين ,خرج أبو صهيب مودعا زوجته وولديه فلذة كبده لمتابعة شؤون إخوانه المجاهدين الذين خرجوا في هذه الليلة العصيبة من أيام العدوان الصهيوني ,حيث حضر أبو صهيب متأخرا قليلا عن إخوانه, وطلب من احد المجاهدين المغادرة إلى منزلة للراحة وأخبره بأنه هو من سيرابط بدلا منه , فكان أخر ما طلبه منه شهيدنا هو الدعاء له ولإخوانه المجاهدين بالثبات في ساحتهم, حتى باغتتهم طائرات العدو الصهيوني حيث قضى شهيدنا احمد برفقة اخيه الشهيد أمجد العمريطي عضو المكتب الإعلامي لألوية الناصر صلاح الدين .