Menu
وفاء الأحرار

9 أعوام على صفقة "وفاء الأحرار".. العيون ترقب صفقة مماثلة

قـــاوم _ قسم المتابعة / توافق اليوم الذكرى التاسعة لإبرام صفقة "وفاء الأحرار" بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني في واحدة من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع المحتل، فيما ينتظر الفلسطينيون صفقة مماثلة مقابل الضباط والجنود الصهاينة الأسرى حاليًا لدى كتائب القسام.

وأخلت المقاومة في مثل هذا اليوم قبل تسعة أعوام سبيل جندي سلاح المدفعية الصهيوني جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرًا وأسيرة تم إطلاق سراحهم على دفعتين.

وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق عملية التبادل في 11 من أكتوبر عام 2011 بوساطة مصرية في عهد المجلس العسكري، فيما جرت عملية التبادل في 18 من الشهر ذاته؛ لتسطر واحدة من أضخم عمليات المقاومة للإفراج عن الأسرى.

وتوّجت صفقة "وفاء الأحرار" نجاح المقاومة في إخفاء الجندي شاليط حيًا لأكثر من خمسة أعوام ليرغم الاحتلال على عقد صفقة تبادل الأسرى مقابل استعادته، بعد فشله في الوصول إليه بهدف قتله أو تحريره لإفشال هدف المقاومةز

تفاصيل الصفقة

في الـ 25 من يونيو تم أسر الجندي شاليط في عملية نوعية نفذتها وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"  وجيش الإسلام.

وتم خلال العملية أسر شاليط من داخل دبابته شرق محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، واستشهد خلال تأديتها اثنان من منفذيها وعدد من المخططين لها لاحقًا.

ونفَّذت العملية بمهارة وتقنيّة عسكريّة عالية المستوى تخطيطًا وأداءً خلال 8 دقائق في الموقع العسكري الصهيوني شرق رفح، وانسحب المنفذون ومعهم شاليط دون أن يتمكن الاحتلال من تعقبهم.

وتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة "وفاء الأحرار" بعد مفاوضات مُضنية قادت وساطتها مصـر بين قيادة المقاومة والكيان الصهيوني لتتم عملية التبادل على مرحلتين.

وأنجزت المرحلة الأولى من الصفقة بالإفراج عن 450 أسيراً و27 أسيرة من سجون الاحتلال مقابل إطلاق المقاومة سراح شاليط، في حين تمت المرحلة الثانية بعد شهرين بالإفراج عن 550 أسيرًا، وسبق الصفقة الإفراج عن 20 أسيرة وأسيرين سوريين بشريط فيديو يُظهر شاليط وهو حي.

ولاحقًا كشف أحد قيادات المقاومة عبد الحكيم حنني أن نائب القائد العام للقسام الشهيد أحمد الجعبري أخبرهم أنه أرسل فرقة كاملة من الاستشهاديين مع الجندي "شاليط" خلال تنفيذ صفقة "وفاء الأحرار".

وقال حنني في مقابلة تلفزيونية "كل واحد منهم كان على وسطه حزام ناسف، وكان قرار القسام إذا كان هناك أي خيانة، يجب ألا يسلم شاليط حيا".

إنجاز تاريخي

وتُعد صفقة "وفاء الأحرار" إنجازًا تاريخيًا للمقاومة الفلسطينية، ورسمت لوحة وطنية مشرقة، إذ شملت قيادات فلسطينية تقضي محكوميات عالية في السجون الصهيونية تصل إلى 745 عامًا، كما أنها تضمنت الإفراج عن أقدم أسير وأسرى من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني.

كما شملت أسرى من كافة الأراضي الفلسطينية، من قطاع غزة والضفة المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة، وآخرين من الجولان السوري المحتل، وهو ما عكس حرص المقاومة على شمولية الصفقة.

في المقابل على مدار سنوات فترة احتجاز شاليط لدى المقاومة فشل الكيان الصهيوني بكافة أدواته وأجهزته الاستخبارية في الوصول إلى أي معلومة أو طرف خيط حول مكانه.

وطوال فترة احتجازه حاول الكيان الصهيوني الاستفادة من عنصر الزمن في البحث عن الأسير، وفي الضغط على المقاومة، وفي القيام بحملات القتل والتدمير، وفرض الحصار لكنه فشل في كل ذلك.

كما مورست ضغوط سياسية على المقاومة في محاولة لتسليم شاليط دون مقابل ومنها طلبا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكنها رفضت ذلك.

لكنَّه في الوقت نفسه ترك المجال للتفاوض بشأن عملية تبادل الأسرى، مراهناً على أن إطالة أمد التفاوض ستخفف من الشروط الفلسطينية، وخصوصاً بشأن أعداد الأسرى وشخصياتهم ونوعية الأحكام التي يواجهونها.

العدو الصهيوني أصر على عدم الالتزام بمبدأ التزامن في إطلاق السراح، وفي اختيار من تشاء من الأسرى لإطلاقهم وهو ما كانت ترفضه المقاومة الفلسطينية التي تمسكت بالإفراج عن عدد كبير من أصحاب المحكوميات الطويلة.

وبإتمام الصفقة كشفت "وفاء الأحرار" عن وهمية الردع الصهيوني، وبينت أكاذيبه فيما يتعلق بأسطورة "الجيش الذي لا يُقهر".

وتمكنت المقاومة الفلسطينية رغم سنوات الصبر والحوار والمثابرة، الانتصار على الاحتلال وكسر لاءاته التي كانت تتعلق بعدم الإفراج عن القدامى والمؤبدات وبعض الأسيرات، وتحقيق شروطها التي تمسكت بها.

بانتظار صفقة مماثلة

وتبقى صفقة التبادل في ذكراها "فاتحة خير" لما هو قادم في ظل احتفاظ المقاومة الفلسطينية ب4 ضباط وجنود صهاينة منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة صيف 2014.

وخلال حرب 2014 الأخيرة على قطاع غزة أسرت المقاومة الفلسطينية الضباط في لواء "جفعاتي" هدار غولدين، والجندي في لواء "غولاني" أورون شاؤول، إضافة إلى الجنديين إبراهام منغستو، وهشام السيد.

كما لمحت المقاومة مرارًا إلى صندوق أسود لديها وبشرت الشعب الفلسطيني في عدة مناسبات بقرب النصر للأسرى في سجون الاحتلال دون أن تقدم أي معلومات مجانية بذلك. 

وأعلن قياديون في المقاومة الفلسطينية مرارًا أن المقاومة لن تفتح ملف مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة إلا بإفراج الاحتلال مسبقًا عن محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد اعتقالهم من الضفة والقدس المحتلتين.

وأكدت المقاومة أن ما يسمي برئيس حكومة العدو الصهيوني يكذب على الصهاينة ويضللهم، فيما وضعت على خلفية ناطقها العسكري صورة لأربعة جنود قالت إنها: "لن تقدم معلوماتٍ حولهم دون ثمن".

وكانت والدة "شاؤول" كشفت عن قنبلة مدوية، عندما أكدت أن ابنها لا زال حيًا وأن لديها إثباتات على ذلك، بعكس ما تتحدث ما تسمي بحكومة العدو وكان مصدر بالمقاومة أفاد لوكالة "صفا" بأن شاؤول انهار عند مشاهدة جنازة والده الذي توفي بالسرطان.