Menu
الانسحاب الصهيوني من غزة

ما الذي دفع المتطرف شارون للانسحاب من غزة وتغيير ثوابته الأمنية والاستراتيجية؟

قـــاوم _ قسم المتابعة / كشف الإعلام العبريفي الذكرى السنوية الخامسة عشر للانسحاب الصهيوني من قطاع غزة- عن السبب الحقيقي الذي دفع ما يسمي برئيس الوزراء الصهيوني آنذاك أريئيل شارون للانسحاب.

وذكر الإعلام العبري ضمن سلسلة تقاريرها في ذكرى الانسحاب، أن سبب هزيمة المجحوم شارون وانسحابه من القطاع، هو عملية "نتساريم" التي قتل فيها 3 جنود صهاينة ، واعتبرها الإعلام العبري "القشة التي قصمت ظهر البعير".

وخلال احتلال قطاع عزة وقعت عدة عمليات "مؤلمة" هناك، رغم أنها كانت متقطعة، وأحيانا متباعدة زمانيًا، إلا أنه كانت مستمرة، حتى أنه خلال تلك الفترة كادت تدفعه العلميات في الضفة أيضا إلى الانسحاب منها بفعل تراكم النضال الفلسطيني المستمر.

ولسنوات عديدة، كان الكتاب الصهاينة يميلون للتعتيم على سبب الانسحاب الصهيوني من القطاع، ويقولون إن شارون أعلن الانسحاب فجأة، ودون مقدمات، ودون أن يعلم أحد سبب ذلك الانسحاب.

وخلال التقرير، أوضح ما يسمي بقائد أركان الجيش الصهيوني خلال تلك الفترة ، أنه عارض فكرة الانسحاب والخروج من غزة، مشيرا إلى أنه تم نسيان الأمر حتى عام 2004، إلى أن قرأ مقالا ليوءال ماركوس أن المجحوم شارون ينوي الخروج الكامل من غزة، متابعا "ماركوس سمع عن هذا القرار قبلي".

أما ما يسمي برئيس مجلس الأمن القومي الجنرال المتقاعد جيورا إيلاند، قال "عندما سمعت بالانفصال (الانسحاب) فهمت أن شارون نفسه لا يعرف إلى أين يتجه، موضحا "أنه لم تكن لديه خطة واضحة".

المجحوم شارون الرجل الذي كان معروفا بوقوفه مع الاستيطان أكثر من الكل، والذي كان يقول قبل عدة أشهر من الانسحاب أن وضع "نتساريم" كوضع "تل الربيع "، هو نفسه من أعلن أنه حان الوقت لترك المستوطنات في قطاع غزة.

وقال شارون أثناء إعلان الانسحاب "جزء من المستوطنات سيتم نقلها من أجل أن نقلل الاحتكاك، ومن أجل الدفاع بالطريقة الصحيحة جدا عن جنودنا، وعن المستوطنين وعن سكان القدس ومركز البلاد".

الجنرال الصهيوني المتقاعد يعقوب عمدور، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، قال إن مفاجأته كانت كبيرة جدا عندما سماعه قرار الانسحاب وخصوصا أن شارون غير رأيه بشكل متطرف وبشكل متناقض مع وعوده الانتخابية.

انسحاب مماثل من الضفة

وكشف النقاب عن خطة مماثلة للانسحاب من أجزاء واسعة من الضفة ، بدأ ما يسمي برئيس الوزراء في حينها الصهيوني أرئيل شارون في إعدادها، وأن لجنة من كبار المسؤولين في حكومته استعدت لإقرارها، ولكن مرضه وشلله التام منع تنفيذها.

وقد جاء هذا الكشف في تقرير مطول، في الإعلام العبري وتم نقله على لسان ما يسمي برئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي كان شريكاً في الخطة، وحاول تطويرها عندما خلف شارون في رئاسة الحكومة، وكذلك على لسان دنيس روس، المبعوث الأميركي السابق لـ«الشرق الأوسط» الذي أدار مفاوضات لسنين طويلة بين الصهاينة والفلسطينيين.

وقال الصهيوني أولمرت إنه بعد تفاهمه مع الصهيوني شارون على التوجه للانفصال عن الضفة ، سافر إلى الولايات المتحدة، وخطر بباله أن يبلغ الأميركيين بالخطة.

 وعلى الرغم من أن المجحوم شارون لم يحب الفكرة فإنه لم يمنعه من طرحها في واشنطن.

وقد أبلغ أولمرت بها وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، قائلاً إن خطة الانفصال عن غزة لم تكن سوى مقدمة لانسحاب أهم في الضفة. وقد أعجبت رايس بالفكرة، واهتمت برد فعل الفلسطينيين.

ثم أطلع أولمرت شارون على نتائج اللقاء مع المسؤولين الأميركيين بعد عودته من الولايات المتحدة، مؤكداً أنهم معه في إطلاقها.

وأكد الصهيوني أولمرت أن شارون بدأ يفكر في مخطط «فك ارتباط» مع الضفة الغربية، في حال فشلت خطة «خريطة الطريق» التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في 2002 لتسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني، ووصلت المفاوضات مع الجانب الفلسطيني إلى طريق مسدود.

وقال إن المداولات في الموضوع لم تكتمل بسبب مرض الصهيوني شارون، وغيبوبته الطويلة.

وقال روس إنه قبل تعرض شارون للغيبوبة إثر إصابته بالجلطة الدماغية، قام بتعيين طاقم لتحديد الإطار الذي يتم على أساسه الانسحاب القادم داخل الضفة، مشيراً إلى أن وزيرة خارجيته تسيفي ليفني كانت شريكة في اتخاذ هذا القرار.

وتألف الطاقم من كل من: أهرون أبرموفتش مدير عام ديوان رئيس الوزراء، والجنرال موشيه كبلينسكي النائب السابق لرئيس أركان الجيش الصهيوني ، والدكتورة شبيط ماتياس نائبة المستشار القضائي للحكومة، المتخصصة في شؤون القانون الدولي. وتم تكليفه بوضع خطة مفصلة لحدود الانسحاب من مقاطع واسعة من الضفة الغربية، وتبعات ذلك على الصعيد الأمني والاقتصادي والقانوني.

يذكر أن المتطرف شارون بدأ يطرح خطة الانسحاب من قطاع غزة منذ سنة 2003، بعد فشل «خريطة الطريق»، وراح يدحرجها في مؤسسات حزب «الليكود» بداية، وعندما رأى أن الحزب يعرقل مساره انسحب منه، وبالتوازي انسحب شمعون بيرس من حزب «العمل»، وأقاما معاً حزب «كديما» الذي أقر ونفذ الخطة في مطلع سبتمبر (أيلول) من سنة 2005، وسميت خطة الانفصال.

وبموجبها انسحب الكيان الصهيوني من قطاع غزة، وقامت بإجلاء المستوطنين وتدمير المستوطنات التي كانت قائمة في أرجاء القطاع (21 مستوطنة عاش فيها 8500 مستوطن)، إلى جانب إخلاء 4 مستوطنات أخرى في شمالي الضفة الغربية.