Menu
أستشهادين عملية البرق الصاعق المشتركة

16 عام على عملية البرق الصاعق المشتركة

تفاصيل عملية «البرق الصاعق» قيلولة الصهاينة تتحول إلى كابوس التي نفذ

قـــاوم / في غرفة العمليات المشتركة "لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة " ، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.. صمم طاقم العملية أن يصلوا إلى عمق صفوف العدو وأن يوقعوا في صفوفه أكبر قدر من الخسائر، وذلك رداً على عمليات الاغتيال المتكررة بحق قيادات الشعب الفلسطيني ورموزه المقاومة، وتكريساً لنهج المقاومة الذي يشكل القاسم المشترك بين كل الأحرار.

التخطيط للعملية:

1- تـــم اختيـــار الــــهدف والمكان بعد رصد طويل ودراسة ميدانية للمكان هدف العملية الذي يقع في منطقة «النكبة 86» وهي منطقة تقع شمال قرية القرارة التي تقع بدورها إلى الشمال من محافظة خان يونس، وقد اختير المكان بعد دراسة المسافات بين الأبراج العسكرية الصهيونية ونقطة الالتحام، والمسافة بين المنطقة الآمنة ونقطة الالتحام.

2- اختــار الطــاقم أن يكون الهجوم يوم أحد، وذلك بسبب زيادة حركة المستوطنين في يوم الأحد من كل أسبوع في هذا الطريق، وقد صمم الطاقم أن يكون التنفيذ يوم الأحد في 2/5/2004 الذي توافق مع عملية التصويت على خطة المجحوم شارون.

3- تــم تحــديــد عـــدد أفراد الخلية المنفذة بإثنين، وتم تحديد نوعية السلاح المطلوب للعملية وكمية الذخائر بناء على طبيعة الهجوم الذي حدد معالمه طاقم العملية، وقد كان التسليح عبارة عن رشاش كلاشنكوف وخمسة مخازن محشوة بالذخيرة لكل مقاتل، وتلقى الاستشهاديان المزيد من التدريبات على الرماية من مسافات مختلفة، كما تم تدريبهما على العدو السريع لمسافة 100 متر، وهي المسافة بين أقرب مكان آمن وبين الهدف نقطة الالتحام.

4- اختار الطاقم طريق التنقل وآلية لوصول المجاهدين لموقع العملية تتلاءم مع البيئة البدوية المحيطة، حيث كانت الوسيلة عبارة عن عربة يجرها حمار، وقد زار المجاهدان الموقع المحدد هدف العملية عدة مرات قبل التنفيذ، وكانا يبيعان خضاراً على العربة.

5- اختار الــطــاقــم وقــت الــظـهـيـرة لتنفيذ العملية في أوقات قيلولة وارتخاء للجنود الصهاينة، كما أنه وقت مباغت وفي وضح النهار.

يوم تنفيذ العملية:

● في ليلة يوم الأحد 2/5/2004، التقى طاقم العملية بالمجاهدين لوضع اللمسات الأخيرة على خطة التنفيذ.

● انطلق المجاهدان صباح اليوم المذكور من قلب مدينة خان يونس راكبين على عربة الحمار المحملة بالخضرة كالعادة، وقد اخفيا سلاحيهما تحت الخضار وارتديا جعبة الذخائر تحت سترتيهما.

● تحرك المجاهدان كبائعين متجولين واقتربا من المكان المحدد في منطقة من أصعب المناطق الأمنية المحاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة الحصينة والعديد من الدوريات المتتابعة.

ساعة الصفر:

في تمام الساعة 12:48 من ظهر اليوم المذكور تقدم المجاهدان من نقطة الهجوم وعبرا السلك الشائك باستخدام قطع من السجاد، ثم قطعا المسافة المكشوفة بزمن 6 إلى 10 ثوان بسرعة البرق، وفي لحظة وصول الاستشهاديين للإسفلت عبرت إحدى سيارات المستوطنين، فقام المجاهدين بإطلاق النار عليها، لكنها فرت مسرعة من المكان.

على اثر ذلك بادر المجاهدان بنصب كمين وما هي إلا لحظات، حتى تقدمت سيارة أخرى للمستوطنين فأطلق المجاهدان النار عليها فقتل جميع من كان فيها.

أيضاً قدمت سيارة ثالثة متجهة من الغرب إلى الشرق فأطلقا النار عليها وأصابا سائقها إصابة بليغة فتوقفت سيارته في المكان.

كمن المجاهدان بين السيارتين مما أربك جنود الحراسة في الأبراج، وكان هذا جزءاً من الخطة المرسومة، وبالفعل لم يبادر أي من جنود الحراسة في الأبراج بإطلاق النار المباشر عليهم خوفاً من إصابة من في السيارات.

تقدمت بعد ذلك سيارة جيب عسكرية صهيونية من جهة الشرق لصد الهجوم، فقام المجاهدان بإطلاق النار عليها بكثافة من مسافة قريبة جداً، تساقط على أثره زجاج الواجهة الأمامية وأصيب عدد ممن كانوا فيها، مما اضطرها للتراجع والتوقف على مسافة بعيدة عن مرمى النيران، وقد اعترف العدو بذلك وبأن هناك إصابات خطيرة بين جنوده، وقد توفي أحدهم لاحقاً جراء إصابته البليغة. 

تمكن المجاهدان من الانسحاب، سبق أحدهما الآخر ووصل إلى مكان آمن بجوار أحد المنازل واحتمى به مغطياً انسحاب رفيقه، لكنه فوجئ بإصابته في ساقه من رصاص أحد الأبراج.

أسرع المجاهد الأول إلى رفيقه وسحبه واحتمى معه بأرض المعركة ناصبين بذلك كميناً آخر..

في هذه اللحظات حضرت إلى المكان تعزيزات من العدو لمد العون لنقاط الحراسة والجيب، فدارت معركة حامية الوطيس تمكن خلالها المجاهدان من إيقاع إصابات مؤكدة بين صفوف العدو، وواصلا القتال حتى النفس الأخير والاستشهاد.

حصيلة العملية:

اعترف العدو الصهيوني بمقتل خمسة مستوطنين وجندي، وإصابة مستوطن إصابة بالغة وستة جنود آخرين منهم إصابتين بالغتين.

ومن شدة الغيظ، قام الجنود الصهاينة بالتمثيل بجثتي المجاهدين، وذلك بتعليقهما في ناقلات الجند.

الأبعاد السياسية لعملية البرق الصاعق:

● إنها عملية مشتركة بين فصيلين مختلفين من فصائل المقاومة، وهذا ينم عن توحد صفوف المقاومة نحو هدف واحد، وهو دحر الاحتلال.

● جاءت العملية بعد أن ظن العدو أن المقاومة الفلسطينية باتت غير قادرة على الرد على جرائمه التي ارتكبها بحق قادة المقاومة الفلسطينية ورموزها.

● إن تنفيذ العملية جاء في وقت كان فيه العدو يتمتع بأقصى درجات الاستنفار ويعيش حالة طوارئ قصوى، وبالتالي شكلت هذه العملية بنتائجها الناجحة ضربة نوعية أسقطت النظرية الأمنية وعملت على إرباك رجالات التخطيط والأمن في الأجهزة العسكرية الصهيونية، بحيث باتت غير قادرة على حماية أمن جنودها قبل حماية أمن المستوطنين.

● جاءت العملية والعدو الصهيوني يصوت على خطة الانفصال أحادية الجانب التي ابتدعها الصهيوني شارون وباركها بوش...

جاءت في وقت الاستفتاء لتؤكد بأن الشعب الفلسطيني لن يستجدي حلاً من أحد، ولن ينتظر من المجحوم شارون أن يمن عليه بالخروج على طريقته الخاصة من أرضنا، بل سيخرج من الأرض الفلسطينية المغتصبة مرغماً.