Menu
اغتيالات صهيونية

تقدير صهيونية : الاغتيالات تقضي على الأشخاص وليس على الأفكار

قـــاوم _ قسم المتابعة / قال كاتب صهيوني إن "اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني فرصة للحديث عن الاغتيالات التي نفذها الكيان الصهيوني بين حين وآخر، ومدعاة لطرح السؤال: ماذا تغتال الاغتيالات؟ دون أن يعني بالضرورة التوقف عن ملاحقة المنظمات الفلسطينية ، أو عدم الرد على أعداء الكيان الصهيوني، لكن السؤال يتعلق بمدى جدوى هذه الاغتيالات في حل الصراعات السياسية والأيديولوجية، ومنها الصراع الفلسطيني الصهيوني".

وأضاف الصهيوني إيتاي لينسدبيرغ نيبو في مقاله أن "الكيان الصهيوني بعد أن اغتالت الشيخ أحمد ياسين في غزة، حصلت بدلا منه على إسماعيل هنية ومحمد الضيف، اللذين شهد عهدهما العمليات التفجيرية في الأنفاق والعمليات التي استهدفت مواقع العدو الصهيوني في القطاع، ثم جاء يحيى السنوار في تطوير القذائف الصاروخية والمسيرات الشعبية على حدود القطاع".

وأشار نيبو، المخرج التلفزيوني ومنتج الأفلام الوثائقية، إلى أن "الاغتيالات التي ينفذها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وتطال عناصر ميدانية متوسطة في التنظيمات الفلسطينية، تكون قد مست بقدراتهم القيادية العملياتية، لكن للأسف فإن مجيء آخرين خلفهم يقدم بشرى سيئة للكيان الصهيوني، لأنهم يكونون أكثر تطرفا وإصرارا".

وأوضح أن "اغتيال الكيان لأبو جهاد خليل الوزير الرجل الثاني في منظمة التحرير في تونس، لم يقضي على منظمة التحرير ذاتها، وحين تم التوقيع على اتفاق ما يسمي بأوسلو عادت بكامل هيئتها للمناطق الفلسطينية، وعلى رأسها ياسر عرفات، كما أدت المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل إلى إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، الذي أسس لفكرة اختطاف الجنود الصهاينة منذ سنوات التسعينات".

وأكد أنه "حين قررالكيان الصهيوني إبعاد قادة المقاومة إلى لبنان في التسعينات، ثم عادوا من جديد، رفعوا من وتيرة العمليات المسلحة، وبعد أن اغتال الكيان بهاء أبو العطا القائد العسكري للجهاد الإسلامي مؤخرا، أدى لذك إلى قصف مكثف على الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني".

وانتقل الكاتب للحديث عن الاغتيالات الأمريكية، ففي حين أن "اغتيال قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن زاد من وتيرة العمليات العسكرية ضد الولايات المتحدة، ولم يؤد إلى تصفية التنظيم من الأساس، حتى أن اغتيال أبو بكر البغدادي لم يؤد إلى تغييب تنظيم نهائيا، بل تحول فقط إلى دعاية انتخابية أمريكية، وهنا يطرح السؤال: ما هي رسالة الاغتيالات؟".

وأكد أن "الفكرة الكامنة خلف منظري أسلوب الاغتيالات مفادها أن القضاء على هذا القيادي أو ذاك ستؤدي حتما إلى وقف العمليات والهجمات المضادة، مع العلم أن اغتيال شخص ما محدد تبدو مهمة واضحة من الناحية الفيزيائية الملموسة، لكن اغتيال الجاهزية والدافعية والأيديولوجية أمر آخر، وهذه فكرة راسخة لدى الملايين ممن يتبعون هذه الأيديولوجيات والأفكار، لأنهم يعتنقونها انطلاقا من قناعات وتعليم وتاريخ".

وختم بالقول إن "صاروخا أو طلقة يمكن لها أن تقتل، لا أن تقنع، لأن المشاكل السياسية لا يمكن لها أن تعثر على حلول واقعية من خلال ضربة سكين واحدة، والدليل على ذلك أن الجهود التي يبذلها الكيان الصهيوني اليوم للتوصل إلى تهدئة مع المقاومة إثبات أكيد على عدم قدرتها على حسم الصراع مع فصائل المقاومة بالوسائل العسكرية".