Menu
الصّحفي عمارنة

الصّحفي عمارنة… عينٌ وثّقت جرائم الاحتلال ففقئت

قـــاوم _قسم المتابعة / لا زال الآلاف من مُحبّي المصوّر الصحفي معاذ عمارنة يتضامنون مع عينه التي فقأها جنود الاحتلال أثناء عمله الصحفي في الخليل، بأن غطّوا إحدى عيونهم، ونشروا صورهم التي انتشرت سريعًا وبكثافة في مواقع التواصل الاجتماعي.

عمارنة (34 عاماً) ابن مخيّم الدهيشة خسر عينه اليُسرى الجمعة أثناء توثيقه قمع قوّات الاحتلال متظاهرين فلسطينيين في أراضٍ ببلدة صوريف شمال الخليل؛ تنديداً باستيلاء الاحتلال على مساحات من أراضي البلدة، لصالح الأنشطة الاستيطانية.

ذات المصوّر وثّق بذات عينه وعدسته إعدام قوّات الاحتلال للشّهيد عمر البدوي في مخيم العروب شمال الخليل، قبل أربعة أيام فقط من فقدان عينه.

وحول ملابسات الاعتداء، يقول زميله الصحفي رائد الشريف الذي كان بجواره لحظة الإصابة، إنّ معاذ كان يوثّق بكاميراته أحداث الفعالية، عقب أداء المحتجين صلاة الجمعة على أراضيهم المهددة بالمصادرة.

ويلفت إلى أنّه سمع صوت صراخ بجواره، ليكتشف أنّ معاذ قد أصيب برصاص الاحتلال في عينه.

ويتابع: صُدمت ولم أعرف ما يتوجّب فعله، قبل أن يستنجد معاذ بزملائه الصحفيين في المكان، ويتمكنوا من نقله على أكتافهم إلى مكان قريب من طواقم الإسعاف، رغم محاولات جنود الاحتلال اعتراضهم.

ويقول الشريف إن معاذ احتمى في مكان يعتقد أنّه آمن من رصاص الاحتلال، في وقت خالجه شعور سيء لحظة بداية التصوير، قبل أن يصاب.

وتفاعلت قضية الصّحفي عمارنة، بعد أن تبين أنّ استهدافه يأتي بعد أيام معدودة من توثيقه جريمة إعدام الشّهيد عمر البدوي برصاص الاحتلال في مخيم العروب للاجئين شمال محافظة الخليل.

الصحفي سامر حمد من بيت لحم يقول إنّ الصحفيين باتوا مستهدفين اليوم، لافتاً إلى أنّ ما تعرّض له الزميل عمارنة وما تلاه من قمع للصحفيين، يشير إلى حالة الاستهداف التي يعيشها القطاع الصحفي بالضّفة المحتلة.

وطالب حمد بحماية دولية للصحافة الفلسطينية، حتّى يتمكنوا من نقل الصورة، وتوثيق ما يجري من انتهاكات من جانب الاحتلال بحقّ الصحافة الفلسطينية.

أما عن الحالة الصحية لمعاذ، يوضح ابن عمّه الصحفي أُسيْد أنّ هناك خشية من جانب الأطباء في مستشفى هداسا الصهيوني من وقوع نزيف في الدّماغ، إن أزالوا الرصاصة المستمرة داخل تجويف العين، وهناك أيضًا خشية أخرى على مستقبل النظر بالعين اليسرى إذا بقيت الرصاصة.

وأشار إلى أنّ الاحتلال أصدر منعاً أمنيًا طال كافة أفراد عائلة عمارنة، يحول دون تمكنهم من زيارته أو الوقوف إلى جنبه في مستشفى "هداسا" بمدينة القدس المحتلة.