Menu
الشيخ الخطيب: الأقصى في خطر غير مسبوق واللامبالاة تغري الاحتلال

الشيخ الخطيب: الأقصى في خطر غير مسبوق واللامبالاة تغري الاحتلال

قــاوم-قسم المتابعة: تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني وأذرعها التنفيذية، أعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، بتسارع كبير. فقد كُشِف النقاب مؤخراً عن عمليات حفر جديدة في طرف حارة الشرف على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى من الجهة الغربية، تمهيداً لشقّ نفقين وإقامة مصعدين كهربائيين يوصلان ما بين حارة الشرف – التي صادرتها سلطات الاحتلال سنة 1967، وساحة البراق وباب المغاربة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك. ويأتي ذلك بهدف إيصال أكبر عدد من الجماعات اليهودية والمستوطنين الصهاينة إلى حائط البراق وأبواب المسجد الأقصى، خاصة باب المغاربة، والذي تتم من خلاله اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد.   وعن ذلك يقول الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة سنة 1948، معقباً على الخطط الصهيونية التي كُشف النقاب عن جزء منها حتى الآن، والتي تهدف إلى تهويد القدس، إنّ ’هذا يثبت أنّ المسجد الأقصى في هذه الأيام يواجه خطراً أكثر من أي وقت مضى، وعندما قلنا في سنة 1996 إنّ الأقصى في خطر، كان هذا القول استناداً إلى قراءة صحيحة للواقع’.   وأضاف الشيخ خطيب في حوار خاص أجرته معه وكالة ’قدس برس’، أنّ ’ما يحصل اليوم يؤكد صدق ما قلناه، والتصريحات الصهيونية تؤكد المخاطر، فالكيان الصهيوني يسعى لتهيئة الرأي العام العربي والإسلامي لهدم المسجد’، مشيراً إلى أنّ فلسطينيي الداخل المحتل سنة 1948، هم اليوم ، ’الخط الأول للدفاع عن المسجد الأقصى’.   وتطرّق القيادي الفلسطيني إلى العلاقة الشائكة بين فلسطينيي 48 والدولة العبرية، وأوضاع الحركة الإسلامية وراء الخط الأخضر، في ظل تهديدات صهيونية متزايدة بـ’إخراجها عن القانون’. كما تناول الحوار علاقة الحركة الإسلامية بالأحزاب العربية وراء الخط الأخضر، ودورها في خدمة القضية الفلسطينية.   وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع وكالة ’قدس برس’، مع الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948. ـ ’الأقصى في خطر’، هذا هو الشعار المرفوع من جانبكم، ولكن إلى أي مدى يبدو المسجد الأقصى في خطر؟ وكيف ذلك؟ * الأقصى هذه الأيام يواجه خطراً أكثر من أي وقت مضى. في عام 1996 قلنا إنّ الأقصى في خطر استناداً إلى قراءة صحيحة للواقع، وما يحصل اليوم يؤكد صدق ما قلناه، والتصريحات الصهيونية بهذا الصدد تجاهه تؤكد المخاطر. فالكيان الصهيوني في نظرنا تسعى لتهيئة الرأي العام العربي والإسلامي لهدم المسجد. فنحن على قناعة بأنّ الكيان الصهيوني قام على إيديولوجية دينية من الدرجة الأولى، وارتباط الصهاينة بهذه الأرض وفق مزاعمهم هو ارتباط عقائدي وإيديولوجي. وقد نجح الكيان منذ قيامه في تصوير الصراع وكأنه صراع قومي، لكن الآن لن تستطيع الاستمرار في هذا النجاح إذ تبيّن أنه صراع ديني وحضاري من الدرجة الأولى. ولبّ البُعد الحضاري يتمثل في المسجد الأقصى المبارك. ولذلك فإنّ استهدافه ستترتب عليه انعكاسات تطال الشرق الأوسط برمته لا الكيان فحسب. صحيح أن المبنى في خطر لكنّ العدوان عليه يعني طمس بقية كرامة العرب والمسلمين. وعندما يلحظون بلادة ردة الفعل العربية والإسلامية على الانتهاكات التي يتعرّض لها المسجد الأقصى، فأعتقد أنّ هذا من الممكن أن يشكل عنصر دفع سريع وكبير للصهاينة في التفكير بالاعتداء على الأقصى وهنا يكمن الخطر أيضاً. ـ مهرجان ’الأقصى في خطر’، الذي تعقدونه سنوياً وتخصّصونه لقضية الأقصى، أصبح يتطرّق إلى قضايا أخرى، هل لك أن تشرح ذلك؟ * أولاً نحن نعتبر أنّ مهرجان الأقصى أصبح عرساً وطنيا فلسطينياً، خاصة أنه الملتقى الذي يحشد عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل (المحتل سنة 1948) وبمشاركة وفود من القدس المحتلة والجولان السوري، إضافة إلى ممثلين عن كافة الأحزاب والطوائف الدينية المسيحية. والتحريض الصهيوني على المهرجان، واعتباره حاضنة للتحريض على الدولة لم يكن عفوياً، إنما ينبع من الحيِّز الذي بات يشغله هذا المهرجان. ونحن في كل سنة نطرح في مهرجان الأقصى القضايا المهمّة التي تخصّ أبناء شعبنا.   ـ كنتم في الحركة الإسلامية من أشدّ المطالبين بإعلان الإضراب في ذكرى هبّة الأقصى، رغم مرور تسعة أعوام على ذلك. لماذا؟ * هنالك ظروف راهنة تحتم علينا أن نرفع صوتنا عالياً، والظروف التي تسبّبت في الانفجار عام 2000 تتكرر هذه الأيام. فهناك اقتحامات للمسجد الأقصى، كما أنّ توصيات لجته أور التي حققت في أسباب استشهاد ثلاثة عشر شاباً عربياً من الداخل لم تنفذ حتى الآن، وما زالت سلطات الاحتلال تماطل في تبني التوصيات. وسهولة الضغط على الزناد من قبل الصهاينة كانت سبب التصعيد. وقد شهدنا في مرات كثيرة كيف كان الكيان لا يكترث لعمليات التهدئة والهدنات التي بادر إليها الفلسطينيون، فكانت تعود وترتكب الجرائم والاغتيالات. وهناك أمثلة كثيرة، ما يعني أنّ الاحتلال هو المسؤول عن إراقة الدماء. واضح أنّ الانتفاضة كانت ردة فعل على خيبة الأمل من تلك الاتفاقات التي أُعطيت فرصة ستّ سنوات، استنتج الفلسطينيون بعدها أنها لم تحقق شيئاً بل زادت الطين بلّة. لذلك أعتبر أنّ البداية السيئة لمشروع أوسلو هي الأب الكبير لكل المظاهر السلبية التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم. وقديما قالوا إنّ سوء الختام بفساد الابتداء. ـ كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الظروف العربية والدولية الراهنة اليوم؟ * رغم كل الضعف الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والامتهان الذي تتعرّض له الأمة العربية والإسلامية؛ إلا أنني أنظر بتفاؤل إلى المستقبل. فنحن أمّة مرّت عبر التاريخ بامتحانات أصعب من الامتحان الراهن، وسبق وسيطرت علينا أقوام عديدة في ظروف أصعب. واليوم نحن لا نعتبر حالة الهيمنة لوحيد القرن الأمريكي وحالة التبني الكامل للكيان نهاية المطاف، فأمريكا خلقت جيلاً يُكِنّ لها الكراهية، يمتدّ من طنجة إلى جاكرتا، لا في فلسطين والعراق وأفغانستان فحسب. والكيان يعيش اليوم وضعاً صعباً، ولذا فإنّ حالة التفوّق الحالي لا تحسم وحدها الصراع. هناك عناصر أخرى خاصة بعد أن ثبت لأمريكا والكيان أنّ القوة العسكرية ليست طريقة الحسم، وأنا متفائل بأنّ المستقبل يحمل لنا بشائر الخير، رغم نكبتيْنا في فلسطين والعراق.   ـ من موقعك القيادي؛ إلى أي مدى أنت راض عن دور فلسطينيي 48 تاريخياً في مسيرة شعبهم نحو التحرّر؟ * رغم ما يمكن أن يتصوّره البعض، فالمطلوب منّا هو أكثر مما قدّمنا بكثير. إلا أنني أعتبر أننا الجزء المنسيّ من الشعب الفلسطيني. لقد اختار لنا الله دوْراً من الصعب على أحد من الشعوب العربية والإسلامية أن يؤديه. بقاؤنا هنا حافظ على هوية هذه الأرض وعروبتها وفلسطينيتها وإسلاميتها، بصرف النظر عمّا لاقيناه وما سنلقاه. ولذلك أعتبر أنه حتى في هذه المرحلة نحن خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، لأنّ أهالينا في الضفة وغزة عاجزون عن التواصل معه (المسجد) بعد بناء جدار الموت، بينما فلسطينيو الداخل هم القادرون على ذلك، وهذا ما يزعج الإسرائيليين. كما لا ننتقص من أهمية مشروعنا الكبير في إغاثة شعبنا منذ العام الأول للانتفاضة الأولى (1987 ـ 1993). فالحركة الإسلامية تقوم والحمد لله على كفالة 14 ألف يتيم في الأراضي المحتلة عام 1967 شهرياً إلى جانب الحملات الأخرى. ولا شك أنّ رفد أبناء شعبنا والتواصل معهم مع حفاظنا على مقدساتنا وهويتنا هي أمور هامّة جداً. صحيح أنها لم تردّ الهوية كاملة إلى أرضنا وبلادنا لكنّ هذا جهد المقل. رغم طموحي الكبير لكننا أدينا بعض الواجب. ـ هل أثّرت مشاريع الأسرلة التي تعتمدها السلطات الصهيونية على هوية فلسطينيي الداخل، وفق تقديرك؟ * لا شك أننا نشهد في المرحلة الراهنة هيمنة أمريكية مغلّفة بالعولمة تطمح إلى استيعاب واحتواء العرب والمسلمين. ومثل ذلك نحن نواجه محاولات هيمنة صهيونية علينا، لتشويه أخلاقياتنا وفكرنا وانتمائنا كفلسطينيين. ولا ننسى اليد الطولى الفظة للشاباك (المخابرات الصهيونية الداخلية) في تعيين المربِّين في مدارسنا، والأخطر من ذلك اعتماد أسلوب الطعن في ثوابتنا، فحتى الآن يتم تسويق النبي محمد في الكتب التعليمية العبرية على أنه ’لص وقاطع طريق وكذاب’، ما يشير إلى أنهم يتعاطون معنا من منطلق الحرب الحضارية والثقافية. ولكن ورغم كل هذه المخاطر لا يغيب عنا أننا نشهد جيلاً مباركاً أسمِّيه جيل ’الصحوة الإسلامية’، الذي يتمسّك بانتمائه الوطني الواضح، وهناك أمثلة عديدة منها تمسك طالباتنا في الجامعات الصهيونية بالزي الإسلامي. ويبدو أنّ السعي لفرض سلوكيات الغالبية علينا خلقت ردة فعل قوامها الانتماء والتمسك بالثوابت الوطنية والدينية.   ـ هدم للمنازل ومصادرات للأراضي نسمعها تجري بحق فلسطينيي 48 بشكل شبه يومي، فكيف يؤثر ذلك على علاقتهم مع السلطات الإسرائيلية؟ * أولاً تجب الإشارة إلى أنّ قتلهم لشبابنا لم يتوقف منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2000, فمنذ ذاك العام استشهد أكثر من 20 مواطناً عربياً (من فلسطينيي 48)، ما يعني أنّ دمنا لا يزال مستباحاً باعتبارنا خطراً امنياً ديموغرافيا، كما يقولون دائماً. لذلك فإنّ إمكانية انفجار الوضع مجدداً (قائمة)، ثم ماذا يتوقعون منّا عندما يدنِّسون مقدساتنا ويحرقون ويهدمون مساجدنا وينبشون عظام آبائنا وأجدادنا إضافة إلى تهميشنا واستمرار مصادرة الأراضي والتضييق علينا بالعمل والتعليم. كما أنهم لا ينفكون يطالبوننا كل صباح بأن نثبت حسن ولائنا وأننا ’غير مشاغبين’، وهو ما يجعلني أجزم بأنّ الفجوة بيننا وبينهم تتسع باطراد، مما يجعل الانفجار القادم مسألة وقت. ولا نغفل دور استباحة دماء وحقوق شعبنا في الضفة وغزة في تأجيج الكراهية.   ـ كيف هي علاقتكم مع الأحزاب الفلسطينية الأخرى داخل أراضي 48؟ * آمنّا دائماً بالتعددية واحترام الرأي الآخر. نتمنى أن يكون العالم كلّه مسلماً وأن يتبع كافة الناس الإسلام، ولكن هذا لا يعني التعاطي مع من هم خلاف ذلك بالعداء، وذلك أحرى عندما يجري الحديث عن أبناء شعبنا. صحيح أنّ آراءنا مختلفة؛ لكن علاقتنا مع الأحزاب الأخرى طيبة وتقوم على التكامل والتعاون تحت سقف اللجنة العليا لمتابعة شؤون فلسطينيي 48.   ـ كانت الحركة الإسلامية في الداخل قد انشقت إلى شقين بسبب رفضكم خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي في العام 1996. فهل تغيّر موقفكم اليوم؟ * رغم قناعتنا بقول الله تعالى ’واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا..’، وسعينا لتطبيقه؛ إلاّ أنه لم يراودني خلال السنوات الماضية شعور بالندم ولو للحظة واحدة. ما حصل لا يسرّ أحداً، لكننا لم نشكّ بارتكاب خطأ من طرفنا. بالعكس فإنّ الأحداث في السنوات الأخيرة أثبتت صدق موقفنا. انظر كيف انحسرت قوة الإخوة في الشق الثاني، عدا الأمور الأخرى التي لا حاجة للخوض بها. ثم إنّ واقع الأحزاب العربية الأخرى الممثلة بالكنيست (البرلمان الصهيوني) يعكس استنتاجاً مماثلاً. مع ذلك نتمنى أن تزول أسباب الخلاف وعودة اللحمة التي ننشدها مع العلمانيين من أبناء شعبنا، فما بالك والحديث يجري عن الإسلاميين. ولطالما آمنت أنّ الكنيست هي ’مقبرة الأحزاب العربية’ أو ’ثلاجة الأحزاب’، وحقيقة ما يحصل الآن أنّ هذه الأحزاب التي امتازت بحضورها وزخم عملها باتت في حالة ترهّل وضعف، ما يسمح لي بالقول إنّ أعضاء الكنيست العرب يضطرون هذه الأيام للتحليق والتجوّل عالمياً بحثاً عن الحضور لا لذات الحضور إنما علّهم يسعون لخدمة شعبهم بعد أن انحسرت إمكانات التأثير والتغيير الداخلي ولم تعد موجودة.   ـ وكيف تفسِّر شعبية الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948؟ * الحركة الإسلامية آمنت بإقران قولها بالعمل، فهي تقوم بسلسلة مشاريع أهمها ’مسيرة البيارق’، وهو مفخرة لكل الفلسطينيين، توفد بواسطته 400 ألف إنسان من أراضي 48 إلى القدس المحتلة كل عام للصلاة في الأقصى ودعماً للمدينة (القدس). كما أنّ الحركة تكفل اليوم 14 ألف يتيم من أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1967، ومشروع ’اقرأ’ لدعم التعليم الجامعي وبناء المرافق الطبية ورياض الأطفال وغيرها من المشاريع التي جعلت الفلسطيني في الداخل يوقن أنّ الحركة الإسلامية لا تجيد لعن الظلام إنما توقد الشموع، وهذا واحد من أسرار نجاحنا. كذلك الناس يروْن أنّ قادة الحركة لا يسعون إلى الوصول إلى المناصب، علاوة على حالة التحدي الحضاري ونحن نرى اليهود في حالة غير مسبوقة من التسابق للعودة أو التمسك بأخلاقيات اليهودية. ولذا فإنّ عنصر الدفاع عن النفس لن يتوفّر إلاّ عبر التمسّك بقيمنا وحضارتنا، وإلا يمكن أن نصبح لقمة سائغة للغزو الفكري الغربي واليهودي الموجّه ضدنا.   ـ كيف تنظرون إلى استمرار الحصار على قطاع غزة؟  * الحكومة الصهيونية تريد من الحصار الخانق الذي تفرضه على قطاع غزة، ومن التجويع ومنع الطعام والدواء كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأن تتدخل في القرار الداخلي الفلسطيني، وفي خياره، وفي اختيار قيادته وتوجّهه السياسي، وفرض توجّه سياسي جديد على الشعب الفلسطيني. وفي إطار تحقيق هذا الهدف؛ فإنّ الكيان الصهيوني لايراعي حرمة الشيخ المريض، الذي يريد دواء، ولا الطفل الجائع الذي يريد طعاماً. إنّ أسلوب الحصار من الأساليب الهمجية، التي يستخدمها الكيان في عدوانها على الشعب الفلسطيني. وهي تستخدم أسلوباً لا يقبل به إنسان ينتمي إلى الجنس البشري، بل هي خارجة عن الممارسات الحربية، بين الشعوب التي كانت تبقي مجالاً للقضايا الإنسانية. إلاّ أنّ الاحتلال الإسرائيلي، تجاوز كل الحدود، وواضح أنه مستعد لاستخدام أية وسيلة، بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني. لقد لجأ الكيان الصهيوني إلى أسلوب الحصار على قطاع غزة، بعد أن فقدت الكثير من إمكانياتها، وبعد أن استخدمت الأسلوب العسكري، لكنها لم تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وبالتالي لجأت إلى الحصار والتجويع، وهو باعتقادي سلوك الضعيف الذي يلجأ إلى تجويع الآخرين لابتزاز مواقف منهم. لكن ما يثير الاستنكار أيضاً وبشكل كبير، هو الصمت العربي والإسلامي، إزاء الحصار والعدوان على قطاع غزة، فهذا ليس صمتاً، بل مشاركة فاعلة في تجويع أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال عدم مساهمتهم في القيام بواجبهم. وقبل أن نطالب أوروبا بالتحرّك، كان أوْلى بأمتنا العربية والإسلامية أن تتحرّك، لكسر الحصار عن غزة، فصمتها غير مقبول، وإذا استمرّت في الصمت فنحن نقول للأمة العربية، إنها شريك بتجويع أهلنا في غزة.   ـ هل من كلمة أخيرة؟ * أود أن أقول لأمتنا العربية والإسلامية ألاّ تنبطح أمام الهيمنة الأمريكية، فالتاريخ يذكِّرنا بأنّ القوي لن يبقى قوياً إلى يوم القيامة. أنتم يا أهلنا من المحيط إلى الخليج تنتمون إلى أمة عزيزة كريمة، ولها من الأمجاد والمآثر ما يجعلها قادرة على أن تنفض ما عليها من غبار، وتسعى لتحقيق مستقبل أفضل بإذن الله.