Menu
جوازات سفر للاجئين الفلسطينيين في لبنان؟!!

جوازات سفر للاجئين الفلسطينيين في لبنان؟!!

قــاوم-قسم المتابعة: قضية الفلسطينيين في لبنان تعود إلى الواجهة مجددا مع انطلاق الحكومة الجديدة المتعددة الأطياف والاتجاهات , تعود هذه المرة من أعلى الجوانب الرسمية والدبلوماسية حيث من المتوقع أن السيد عباس ضيفا على لبنان قريبا حاملا معه ملفا هاما للغاية هو جواز السفر الفلسطيني للفلسطينيين، وغني عن الذكر ان الفلسطيني في لبنان يحمل جواز سفر خاص به كلاجئ، مع العلم أن هنالك الكثير من الفلسطينيين الذين لا يمكنهم الحصول على هذا الجواز بسبب عدم تسجيلهم كلاجئين في وكالة الأونروا.   وتعد الدوائر الدبلوماسية الرسمية في لبنان لزيارة يقوم بها السيد عباس لبيروت قريبا،ً يكون موضوعها الأبرز البحث مع المعنيين في إصدار جوازات سفر صادرة عن السلطة الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان , وتوقعت المصادر أن هذا التطور أن يثير توجه السلطة هذا موجة من السجالات والخلافات بين الفلسطينيين . ولم تلق الأضواء بعد على هذه القضية التي لا يزال البحث فيها يدور خلف أبواب مغلقة وفي إطار من التكتم , تشارك في البحث دول عدة تهتم بحل عقدة اللاجئين الفلسطينيين من جهة، وتثبيت الإستقرار في لبنان من جهة أخرى، حيث تظهر وتسود بين وقت وآخر وساوس تبلغ حد الهواجس من احتمال ’توطين’ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .   هواجس يبررها ويعللها المسيحيون عموما بخشية من مزيد من الإخلال بالتوازن الديمغرافي بين المسيحيين والمسلمين، والمسلمون عموما من جهة بأسباب قومية معلنة ، إذ يريدون بكل جوارحهم أن يكون للفلسطينيين وطنهم المستقل والسيد كبقية الأوطان إنهاء مأساتهم المتمادية في الزمن، ومن جهة ثمة خشية مضمرة لا تعلن أبداً من أن يؤدي ’التوطين’ إلى الإخلال بالتوازن بين المسلمين أنفسهم.   ويبدي بعض المسؤولين في التنظيمات الفلسطينية في لبنان خشية من أن يكون توزيع جوازات السفر إنهاء للقضية، ويشرحون قائلين إن غالبية من سكان مخيمات اللاجئين في لبنان ستغادر هذه البلاد إلى كندا وأميركا وأستراليا ودول أوروبا الشمالية ، فضلا عن دول الخليج العربي فور حصولها على هذه الجوازات الرسمي، وذلك بحثاً عن حياة أفضل ومستوى عيش كريم , فتكون ضاعت تضحيات أكثر من نصف قرن، تمثلت في التمسك بإبقاء اللاجئين في مخيمات مؤقتة قرب فلسطين، ليبقى الشعب الفلسطيني المهجّر عن أرضه مستعدا ومتحفزا للعودة إلى دياره وأرزاقه عند أول فرصة .   ويقول هؤلاء :’ إن الكيان الصهيوني قد ترضى بعودة بعض فلسطينيي أراضي 1948، لكن هؤلاء سيكونون بأعداد محدودة ، وحتى هذه العودة المحدودة ستتطلب حلا شاملا يبدو بعيد المنال، ولن يتحقق على الأرجح مع حكومة بنيامين نتنياهو , خصوصا أن ’المبادرة العربية للسلام’ تبدو موضوعة في الثلاجة وليست أولوية حالياً في اهتمامات الإدارة الأميركية، رغم الوعود التي أغدقها الرئيس باراك أوباما بالدفع قدماً فيها إلى الأمام على قاعدة ’مبادرة السلام العربية’.   ومن جهة السلطات اللبنانية، قال مسؤول دبلوماسي :’ إن إعطاء اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات جوازات سفر سيكون موضوع ترحيب طبعاً، لأنه يعني الإنتهاء من نغمة ’التوطين’ الذي يرفضه اللبنايون جميعا على تنوع انتماءاتهم، والفلسطينيون الذين يرفعون شعار ’حق العودة’ , لكنه يقر بأن هذا الحق لم يقر في قرارات دولية خلافا للإعتقاد السائد، كما أن موازين القوى مع الكيان لا تسمح به، وإذا حصلت عودة فلن تكون كاملة على الإطلاق.   ويلفت الدبلوماسي إلى أن إنشاء وزارة دولة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وإسنادها إلى الوزير وائل أبو فاعور ( من الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط) لم يأت من عبث، وهو يعبر عن رفع الإهتمام اللبناني بهذا الملف إلى أقصى حد.   وكان رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني السفير خليل مكاوي قد قدم استقالته من موقعه هذا إلى رئيس الحكومة سعد الحريري باعتبار أن الإزداوجية لا تجوز، وقال : ’الملف الفلسطيني ملف حساس وسياسي بامتياز، ولا يمكن أن يتولى إدارته شخصان ، المصلحة الوطنية تقضي بأن أفسح المجال وأسهّل الأمور’.   إلا أن الدبلوماسي اللبناني الذي لفت إلى أن الوزير أبو فاعور صغير السن ومن جيل حفيد السفير مكاوي وبالتالي لا يمكن السفير أن يعمل معه، فضلاً عن أن الأمر الطارىء ، وهو موضوع الجوازات للاجئين لم يكن في دائرة القضايا الكثيرة التي تعاطاها السفير مكاوي خلال مهمته التي استمرت أربع سنوات.   وتجدر الإشارة عنا إلى أن أرقام وإحصاءات عن أعداد الفلسطينيين في لبنان غير دقيقة ، فبعضهم يقول إنهم يناهزون 350 ألفا، في حين تتحدث مصادر أخرى عن 250 ألفاً.