Menu
المسجد الأقصي

"صلاة اليهود" في الأقصى.. "تقسيم" على أرض الواقع

قـــاوم _ قسم المتابعة / يوماً بعد يوم تتقدم الجماعات اليهودية في القدس المحتلة نحو هدفها الأبرز والأول، والذي يتمثل بهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.

وتشكل الاقتحامات المكثفة والتلاعب بأوقات صلاتهم المزعومة بالأقصى، خطوة متقدمة نحو الهدف الأكبر، في إطار صمت عربي وفلسطيني رسمي وشعبي مطبق وغير مسبوق.

وتركز ما تسمى بـ"جماعات الهيكل" المتطرفة على استهدافها الإستراتيجي للمسجد الأقصى المبارك، حيث تعمل بتحريض ودعم وإمكانيات من الحكومة الصهيونية حيث تتسع دائرة نشاطها ونفوذها يوماً بعد يوم.

تصاعد الاقتحامات

مدير المسجد الأقصى الدكتور عمر الكسواني أنّ الاقتحامات للمسجد الأقصى، قائمة ومستمرة وبأعداد كبيرة منذ عام 2003، إلا أنّها تتزايد وتتسع يوماً بعد يوم، مبيناً أنّ الاحتلال يحاول بهذه الاقتحامات تغيير الواقع عبر فرض سياسة الأمر الواقع من خلال هذه الجماعات المتطرفة.

وتعد جماعة "إحياء الهيكل" من أبرز الجماعات الدينية المتطرفة التي تتربص بالأقصى، وهي الأكثر تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة.

 وهناك جماعات متطرفة أخرى تسعى لتحقيق الهدف ذاته، وهي "جماعة حراس الهيكل، وبناء الهيكل، وإسرائيل الفتاة، وكاخ، وأمناء الهيكل، وحركة نساء من أجل الهيكل، والتاج الكهنوتي، وإعادة التاج، وجماعة الاستيلاء على الأقصى، وحركة عائدون إلى الجبل".

وعادةً ما تُصعد هذه الجماعات خلال الأعياد اليهودية أنشطتها الترويجية لهدم الأقصى وبناء "الهيكل"، ودعواتها لتغيير الوضع القائم في المسجد، وإتاحة المجال لليهود لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية بداخله دون قيود أو شروط.

ويؤكّد الكسواني أنّ محاولة الاحتلال عبر التحريض وقوة السلاح تغيير الواقع لن يمنح الحق لليهود بالمسجد الأقصى المبارك، ويشير إلى أنه "ورغم ضعف حالة التضامن مع الأقصى، إلا أنّ هناك ثلة من المرابطين والحراس والمصلين الذين لا يكلون من التصدي لهذه المجموعات اليهودية المتطرفة".

ويحذر مدير المسجد الأقصى من تصاعد الاقتحامات في الفترات القادمة للمسجد الأقصى المبارك، وأشار إلى أنّ نحو 1180 متطرفا صهيونيا اقتحموا -الخميس الماضي- المسجد الأقصى، وهو العدد الأكبر منذ سنوات طويلة.

وحمّل في الوقت ذاته ما تسمي بحكومة الاحتلال تبعات هذه الاستباحة التي يمكن أن تشعل فتيل حرب دينية لا تحمد عقباها في المسجد الأقصى.

ويشير الكسواني إلى أنّ التحريض على اقتحام المسجد الأقصى برنامج ممنهج من ما تسمي بحكومة الاحتلال لتغيير الواقع في داخل الأقصى، مؤكّداً أنّ الاحتلال لن ينجح في ذلك؛ فهبة باب الرحمة ليست بعيدة عما يجرى.

مشروع عالمي

الخبير في شؤون القدس خالد زبارقة، اختصر المشهد وقال: "كل ما يجرى في المسجد الأقصى المبارك هو مرتبط بالهدف الأخير والأكبر للاحتلال والمشروع الصهيوني العالمي في المسجد، والذي يسعى من خلاله لهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

وأوضح زبارقة أنّ المؤلم في ما يجرى أنّ الاحتلال يجند كل قواه وأذرعه ونفوذه وإمكانياته نحو هذا الهدف، إلا أنّ المسلمين والعرب باتوا الآن أبعد ما يكون عن نصرة المسجد الأقصى.

التصرف العربي والفلسطيني

ويعبر الخبير بشؤون القدس والأقصى، عن استيائه الشديد من الحقيقة المرة التي يتعامل معها الفلسطينيون والعرب بواجبهم نحو المسجد الأقصى.

 وقال: "في السابق كان هناك نوع من التصدي ومقاومة الاحتلال والوقوف في وجه المخططات. للأسف الشديد اليوم بالرغم من أن الجميع يعلم إلى ماذا يرمي الاحتلال في مخططاته، إلا أنّنا أصبحنا نفتقر لهذه النصرة والتضامن، وهو ما يشجع الاحتلال للمضي قدماً في مخططاته".

ومضى يقول: "الأعمى الذي لا يرى إلى أين تريد أن توصلنا السياسيات الصهيونية إلا أنّه للأسف بتنا نشهد تساوقاً تاماً بين أنظمة عربية وإسلامية مع الاحتلال على المسجد الأقصى".

وبين أن الأخطر من ذلك أن هناك بعض الأكاديميين والإعلاميين والسياسيين العرب، باتوا يتبنون الرواية الصهيونية، بل وينّظرون لها، وفق قوله.

ويشير زبارقة إلى الصمت المطبق للنظام العربي الرسمي ومنها السلطة، وصمت الشعوب العربية والإسلامية.

وقال: "في السابق كنا نشهد المظاهرات المليونية التي كانت تخرج لنصرة القدس والأقصى في كل شيء يحدث، والدور الشعبي الذي كنا نعتد به في السابق، أصبح غائباً"، متسائلاً: "أين دور الشعوب؟!".

ويشير زبارقة إلى أنّ فعل الاحتلال لا يستدعي الاستغراب، بل صمت السلطة والفصائل والشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، وصمت الشعوب العربية هو ما يستدعي أشد الاستغراب، وهو ما يشجع الاحتلال للمضي قدماً في سلم استهدافه للمسجد الأقصى.

وأضاف: "المطلوب أن نتحرك ونقرأ قراءة صحيحة؛ فمطلوبٌ التحرك الجماهيري على أعلى المستويات حتى لا يكون للمطبعين والصهاينة العرب دور في تمرير الرواية الصهيونية على الوعي العربي والإسلامي".