Menu
مواجهات غزة

مركز حقوقي: جيش الاحتلال يتعمد قتل متظاهري غزة دون مبرر

قـــاوم _ قسم المتابعة / اتهم مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان "بتسيلم" جيش الاحتلال بتعمّد قتل المتظاهرين الفلسطينيين، بتعليمات صادرة عن القيادة الصهيونية للقناصة المتواجدين على طول حدود قطاع غزة، خلال المسيرات الأسبوعية السلمية لكسر الحصار.

وأوضح المركز في تقرير له أن مئات الفلسطينيّين استشهدوا وآلاف جُرحوا جرّاء سياسة إطلاق النّار المخالفة للقانون التي يطبقها الكيان الصهيوني في مظاهرات "مسيرات العودة" في قطاع غزّة والتي حظيت بمصادقة محكمة العدل العليا.

وقال: إن جهات رسميّة في الكيان الصهيوني تعترف أنّها كانت تعلم جيّدًا أنّ" هناك من قُتلوا في هذه المظاهرات دون أيّ مبرّر حتى من وجهة النظر الصهيونية.

وأضاف أنه" رغم ذلك لا أحد من المسؤولين الصهاينة كلّف نفسه تغيير التعليمات، بل واصل الجيش الصهيوني العمل بطريقة التجربة والخطأ وكأنّ الفلسطينيّين ليسوا بشرًا يقتلهم الرّصاص الحيّ ويصيبهم بجراح، حيث تدمّرت حياتهم وحياة أسرهم إلى الأبد".

ولفت إلى أنه تبين قبل أيام أن "الجهات الرسميّة الصهيونية كانت طوال الوقت تدرك جيّدًا وجود فجوة بين تصريحات المسؤولين والواقع".

وتابع "لقد نشر الإعلام العبري أنّ الجيش قرّر الآن تغيير تعليمات إطلاق النّار الصّادرة للقنّاصة "بعد أن تبيّن أنّ التصويب على الجزء الأسفل من الجسم وفوق الرّكبة، سبّب الموت في معظم الأحيان مع أنّه لم يكن هذا هو القصد، التعليمات للجنود من الآن فصاعدًا هي أن يصوّبوا إلى ما تحت الرّكبة كملاذ أخير ولاحقًا قيل لهم إلى الكاحل".

وأضاف "ضابط 77 صرّح بأنّ هدف القنّاصة لا أن يقتلوا وإنّما أن يصيبوا ولذلك تخصّ إحدى العبر المستخلصة مسألة اتّجاه التصويب… في البداية قلنا لهم أن يصوّبوا نحو الأرجُل وعندما وجدنا أنّ هذا يسبّب الموت قلنا لهم أن يصوّبوا إلى ما تحت الرّكبة ولاحقًا حدّدنا التعليمات أكثر وقلنا التصويب إلى الكاحل".

وشدد "بتسيلم" على أن "قرار تغيير تعليمات إطلاق النار في هذا الوقت المتأخّر وبعد تطبيقها طيلة أكثر من سنة وتسبّبها في استشهاد ما لا يقلّ عن 206 فلسطينيّين من بينهم 37 قاصرًا وجرح الآلاف ليس معناه أنّ جيش الاحتلال يولي قيمة كبيرة لحياة البشر، بل عكس ذلك تمامًا".

وأكد أن ذلك يدلّ على أنّ جيش الاحتلال اختار وهو بكامل وعيه ألّا يعتبر من يقفون قبالته في الجانب الآخر بشرًا، وأن المحكمة العليا الصهيونية صدّقت ببراءة مصطنعة هذا الكلام وصادقت عليه، هؤلاء وأولئك يتحمّلون مسؤوليّة هذه السياسة الإجراميّة".

ويشارك الفلسطينيون منذ 30 آذار/مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.

وقال بتسيلم: "منذ البداية وحتى منذ الإعلان عن التظاهرة الأولى، عرّفت إسرائيل المظاهرات كخطر وجوديّ يتهدّدها واعتبرت المشاركين خطيرين".

وأضاف "من هذا المنطلق طبّق الجيش الصهيوني منذ المظاهرة الأولى سياسة إطلاق نار فتّاكة ومخالفة للقانون وغير أخلاقيّة يلوح فوقها علم أسود، حيث أجازت إطلاق الرّصاص الحيّ على متظاهرين في الجانب الآخر من الشريط العازل ولا يشكّلون خطرًا على أحد".