Menu
فصائل المقاومة

جنرالات وساسة وصهاينة يتخبطون في التعامل مع المقاومة بغزة

قـــاوم _ قسم المتابعة / تختلف تقديرات المحللين والمختصين الصهاينة ، حول مستقبل المقاومة في قطاع غزة، وكيفية تعامل ما تسمي بحكومة نتنياهو التي تعاقبت على حكم الكيان الصهيوني خلال 10 سنوات مضت معها، ما بين الهدوء والحرب.

ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن خلق الهدوء في قطاع غزة جزء من سلسلة خطوات "براغماتية" أوصى بها الجيش والجهات الأمنية الصهيونية ، يرى البعض الآخر في شن عدوان على القطاع الحل الأمثل، فيما يرى الثالث أنه مع العدوان لكنه لا يوجد بديلا للحكم والاستقرار في حال "القضاء" على المقاومة، وأن الفوضى هي التي ستحل.

وقال الكاتب الصهيوني ألحان ميلر في مقال نشره "في الوقت الذي تصدر فيه تهديداتصهيونية بالقضاء على المقاومة في غزة، تتخذ ما تسمي بالحكومة  الصهيونية سلسلة خطوات براغماتية للحفاظ على الهدوء، وتحقيق التفاهمات مع المقاومة، كما أوصى بذلك الجيش والأمن، مما يشير لحالة من صراع القوى بين المستويين السياسي والعسكري داخل الكيان الصهيوني حول السلوك المطلوب تجاه المقاومة في غزة، والمستور فيه أكثر من المكشوف".

وأضاف ميلر وهو باحث أيضا بالدراسات الإسلامية، ومتخصص في السياسة الفلسطينية بصندوق بيرل كتسنيلسون " أنه "بين حين وآخر تتسرب وثيقة، أو يصدر تصريح، يكشف عن السلوك البراغماتي للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية تجاه المقاومة في غزة أمام النظرية الصقرية لحكومة المتطرف نتنياهو، وجاء هذا الخلاف نتيجة ما خاضه إلكيان الصهيوني في 2014 من حرب الجرف الصامد بغزة، التي حصدت أرواح 2100 فلسطينيا و73 صهيونياً".

وأكد ميلر أن "تدهور المعركة آنذاك باتجاه مواجهة شاملة سببه سوء التفكير بالطرف الآخر من جهة، ومن جهة أخرى عدم الوضوح الاستراتيجي لديهما، وأسفرت المعركة عن نشوء فرضيتين داخل الكيان الصهيوني تجاه معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بغزة: أولاهما إعداد ترتيبات استراتيجية مع المقاومة، هدفها النهائي التوصل لهدنة أو تهدئة يشتري الكيان الصهيوني بموجبها هدوءا في جبهتها الجنوبية".

وأوضح أن "الهدنة مع المقاومة ستسفر عن توتر مع السلطة الفلسطينية، لأنها ستساعد المقاومة على تثبيت دعائم حكمها في القطاع، وتعني تراجع الكيان الصهيوني عن فرضية إسقاطها، رغم حديث وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان عن "آخر معركة مع المقاومة"، وانتقاد "اليد الرخوة" للجيش تجاهها، وأن الاتفاق الوحيد الذي سنبرمه معها .

وأضاف أن "وزير التعليم الصهيوني نفتالي بينيت رفض ما اعتبره خضوعا للمقاومة في إيصال الأموال القطرية للقطاع، مع أنه اقترح خلال حرب 2014 اجتياحا بريا للقطاع دون تقديم بديل للمقاومة هناك، مع أن وثيقة تم تسريبها من الجيش، وطرحت خلال مداولات حرب 2014 كشفت أن تطهير غزة من سلاحها سيستغرق خمس سنوات، ويجبي من الفلسطينيين قتلى بالآلاف، ويكلف الاقتصاد الصهيوني عشرة مليارات شيكل".

واستدرك قائلا إن "الجنرال دان شيئون قائد وحدة طيران سابق، وجه انتقادا للقيادة العسكرية الصهيونية، واتهمها بعدم القدرة على إخضاع المقاومة في غزة بثمن معقول، ولعلها لا تريد ذلك، بسبب أن الجيش بدأ العمل منذ التسعينيات وفق نموذج الجيش المعاصر "المودرن"، المردوع من سقوط القتلى في صفوفه، ويفضل الحلول التكنولوجية على الاحتكاك المباشر مع العدو".

وأضاف منتقدا أن "الجيش الصهيوني بات يتأثر بتوصيات منظمات المجتمع المدني، وينشغل بإدارة المواجهات مع الفلسطينيين بديلا عن حسمها، ويكتفي بتحصيل صورة انتصار معهم، بدل الانتصار الفعلي على الأرض".

لكن الصهيوني يورام كوهين رئيس جهاز الأمن العام الشاباك السابق، دعا في أيار/مايو 2018 إلى "التوصل لتسوية مع المقاومة، لأنها لا تنطلق في سلوكها السياسي من فرضيات إسلامية أيديولوجية فقط، وإنما رغبتها بأن تكون دولة كباقي الدول، وشعبا مثل الشعوب الأخرى، وبدلا من القضاء عليها، يمكن الذهاب لخيار تحسين ظروف الحياة الاقتصادية في القطاع".

وزاد على ذلك باستحضار رأي الصهيوني يوفال ديسكين الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك بعد أشهر فقط من انتهاء حرب غزة الأخيرة، بقوله إن غزة يجب أن تكون أكثر رخاء اقتصاديا، وفي حال قرر الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي الاستثمار الاقتصادي فيها، فإن المقاومة ستفضل هذا الوضع على قتال الكيان الصهيوني".

أما الجنرل الصهيوني غيورا آيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي ورئيس شعبة العمليات في الجيش الصهيوني، فقد "امتلك النظرة الإيجابية ذاتها في التعامل مع غزة، باعتبارها باتت دولة، وأمرا واقعا منذ 12 عاما، والمصالح تبدو متشابهة بين غزة والكيان الصهيوني في المدى القصير، وتتمثل بتحقيق هدوء ورخاء اقتصادي، من خلال بناء محطات طاقة، وتحلية مياه، ومشاريع صرف صحي، مما سيجعل المقاومة مكبوحة الجماح أكثر".

وختم بالقول بأنه "في ظل الفروقات بين المستويين السياسي والعسكري في الكيان الصهيوني تجاه السلوك المفضل تجاه المقاومة في غزة، فقد اختارت ما تسمي بالحكومة الصهيونية السير بين النهجين اللذين يبدوان متعارضين؛ من خلال عدم الاعتراف الرسمي بالمقاومة في غزة، وفي الوقت ذاته إمدادها بالمساعدات كي تقوى على البقاء، رغم استمرار فرضيات خوض جولات عسكرية بين