قـــاوم _ قسم المتابعة / توسعت الصحافة الصهيونية في الحديث عن جولة التصعيد العسكري في غزة خلال الساعات الماضية، وتباينت المواقف الصهيونية تجاه تقييم ما حدث.
فقد ذكر الكاتب الصهيوني أليئور ليفي أن المقاومة لم تعد تخشى إطلاق الصواريخ على وسط الكيان الصهيوني، بعد أن كان يعتقد الفلسطينيون قبل عشرة أيام فقط أن إطلاق صاروخ على تل الربيع يعني اندلاع حرب واسعة، لكن هذه الحرب لم تقع، الأمر الذي تمثل في عودة الفلسطينيين مجددا لإطلاق صواريخهم على وسط الكيان الصهيوني، والسماء لم تقع على غزة، هذا هو رهان المقاومة الذي نجح كما يبدو".
وأضاف في مقال "بالعودة إلى أسبوع ونصف من اليوم، حين أطلقت المقاومة صاروخين باتجاه تل الربيع، عاشت المقاومة حالة من الضغط الداخلي، وتباينت الآراء داخلها حول وجاهة هذا القرار من عدمه.
وأكد أن "الجانبين، المقاومة والكيان الصهيوني، بدا أن لديهما القدرة على إدارة الموقف، رغم أن هذا آخر ما توقعه الصهاينة، أن يأتي اليوم الذي تقصف فيه تل الربيع، ورغم المخاوف التي كانت تنتاب الفلسطينيين من أن هذه الخطوة تعني على الفور نشوب حرب واسعة، لكن تبين بعد إطلاق الصاروخ أن هذا التوقع بات من التاريخ، ليس أكثر، لأن الرد الصهيوني كان محدودا فقط، والسماء لم تسقط على غزة".
وأشار إلى أنه "منذ يوم الرابع عشر من آذار/ مارس الجاري، حين أطلق أول صاروخ على تل الربيع، بات من المتوقع بين حين وآخر أن تطلق قذائف صاروخية على تل الربيع دون أن يكون ذلك ضمن حرب واسعة، وبالفعل فقد حصل ذلك، وبسرعة لافتة، مع أن المقاومة استخدمت للمرة الأولى صواريخ من عيار 120 كلم، وسبق لها خلال حرب الجرف الصامد 2014 أن أطلقت صواريخ أبعد مدى".
وختم بالقول إنه "في حال لم يكن الرد الصهيوني على صاروخ تل الربيع حادا وحاسما، بأنه لن تمر عليه مرور الكرام بعيدا عن الهجمات الجوية المحدودة، فإننا سنعتاد من الآن فصاعدا على قصف تل الربيع بصورة دورية روتينية". آفي يسسخاروف، الخبير الصهيوني في الشؤون العربية بموقع واللا، قال إن "إطلاق المقاومة الفلسطينية للصاروخ على تل الربيع يعني أن المقاومة باتت تفهم الكيان الصهيوني جيدا، لكنها قد تأخذ بعين الاعتبار التبعات المتوقعة على هذا الفعل، المقاومة تعلم جيدا أن المتطرف نتنياهو يسعى للحفاظ على الهدوء في الجنوب بكل ثمن، وربما أدرك الجانبان أنهما قد يتوجهان إلى حرب، رغم أن نتائجها ليست إيجابية".
وأضاف في تقرير أنه "من الواضح أن المقاومة مستعدة لمعركة مستمرة من الناحية العسكرية قد تتسبب بأضرار كبيرة للكيان الصهيوني على صعيد الجبهة الداخلية، لكن السؤال يبقى عن الهدف الذي تسعى إليه المقاومة من هذه الحرب، لأن إمكانية تحقيق إنجازات للحركة قبيل الانتخابات تقترب من الصفر، كما أن نهاية أي حرب قد تعود بالطرفين إلى النقطة التي انطلقا منها".