Menu
تقرير: لجان المقاومة مسيرة مباركة في الإصلاح بين المتخاصمين ونشر ثقافة الصفح والعفو بين المواطنين

تقرير: لجان المقاومة مسيرة مباركة في الإصلاح بين المتخاصمين ونشر ثقافة الصفح والعفو بين المواطنين

قـــاوم-خاص: لجان إسلامية , جهادية , اجتماعية , لعل طبيعتها التفاعلية وجذورها المتينة التي تنبع من أصالة هذه الشعب المتمسك بدينه ويتميز بأخلاقه الرفيعة , مكنت لجان المقاومة أن تؤسس لمناخ يسوده الإخاء والحب في الله ونزع الأحقاد ونشر الصفح والعفو , مسيرة طويلة وزاخرة بالانجازات , على صعيد لجنة الإصلاح المركزية للجان المقاومة , وفى مختلف مناطق قطاع غزة , كان لها الأثر الطيب والمساهمة الحقة , في الحفاظ على تماسك المجتمع وترابط عائلاته . يقول الله تعالى ’ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ’  وفى السيرة النبوية العطرة ما جاء عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ: ’ اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُم’ . قال ابن القيم رحمه الله : فالصلح الجائز بين المسلمين هو الذي يعتمد فيه رضىالله سبحانه ,  ورضى الخصمين فهذا أعدل الصلح وأحقّه , وهو يعتمد العلم والعدل فيكون المصلح عالما بالوقائع عارفا بالواجب قاصدا للعدل فدرجة هذا المصلح من درجة الصائم القائم. تحدّث المفسِّر الشهير الراغب الأصفهاني عن معنى الصلح فقال : « والصلح يختص بإزالة النفار بين الناس ، يقال منه اصطلحوا ، أو تصالحوا . ومن هذا المنطلق وإيماناً منها بأهمية الصلح والعفو في بناء المجتمعات , وتعزيز العلاقات الأخوية بين أبناء الشعب الفلسطيني , عملت لجان المقاومة ومنذ اليوم الأول لانطلاقتها على هذا الخيار , وجعلته من أولوياتها في الميدان الاجتماعي , فشهدت مدن وخيمات  قطاع غزة , نهضة بدماء جديدة لفكرة الصلح والمحبة والإخاء , ببصمات المجاهدين الذين زرع الله لهم القبول في قلوب الناس , فتحركوا فكل مشكلة وأنجزوا الصلح , وعلى أيديهم بتوفيق من الله , تم حقن الكثير من الدماء , وحفظ الكرامة للإنسان الفلسطيني , والحفاظ على ممتلكاته من العبث والفوضى .  لجان المقاومة صاحبة الحضور الدائم في سجلات الشعب الفلسطيني , بكل انتماء صادق وعطاء متواصل , في ميادين الجهاد والمقاومة , وفى ساحات العمل التطوعي , وفى السعي بالإصلاح بين الناس . لم يصرفها واجبها المقدس في قتال الصهاينة , أن يكون للمجتمع من جهادها نصيب , كيف لا وهي التي تري من ضروريات العمل المقاوم , تصليب الجبهة الداخلية وتقوية الصف الوطني , ونشر لغة المحبة وثقافة التسامح والصلح بين الأخوة , أبناء الدين الواحد , والبلد الواحد والهم الواحد. لقد أرسى الشهيد الشيخ جمال عطايا أبو سمهدانة , هذه الثقافة المباركة وسعى إلى نشرها في المجتمع الفلسطيني , من خلال تفكير متقدم وعميق , بأهمية نشر مفهوم التصالح والصفح بين الناس , كأحد موانع الاختراق للمجتمع الفلسطيني المقاوم , لقد تحرك الشيخ الشهيد أبو عطايا في كل قضية كانت تحتاج إلى حل , ويصمم بكل ثقة على انجاز الصلح فيها , بما يرضى الله عزوجل ويطمئن قلب المتخاصمين لهذا الحل , وكان رحمه الله عليه يعتبر ذلك عملاً موازياً وضرورياً , كما هو العمل العسكري فلم يغفل عنه , ولم يؤجله في أحلك الظروف , وكان يسعى إلى الصلح بين المتخاصمين بشخصه , بالرغم من وضعه الأمني كأبرز المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني . حتى يسجل أخوانه أنه وقبل استشهاده بأيام , كان يضع اللمسات النهائية للصلح بين بعض المتخاصمين في مدنية رفح , وكان بينهم مشكلة كبيرة وببركة هذا الرجل الشهيد , وذلك النهج القويم , وفق الله الساعين للصلح لإتمامه وانجازه , في تلك القضية بعد استشهاد الأمين العام . وساهمت لجان المقاومة في إنهاء الكثير من المشاكل والاشتباكات , بين المتناحرين على الساحة الفلسطينية في كثر من الأزمات , وتم بجهودها إيقاف كثير من شلالات الدماء وإطلاق سراح كثير من المختطفين , وكان التوفيق الرباني حليف كل تحرك , قامت به  لجان المقاومة ولجنة الإصلاح المركزية التابعة لها . يقول الأستاذ عدلي زنون ’ أبو محمود ’ أن الجهود التي تبذلها لجنة الإصلاح المركزية للجان المقاومة , بالاشتراك مع رجال الإصلاح والمخاتير والوجهاء , تعتبر واجباُ ملقى على عاتقنا لحماية دماء الناس, وأعراضهم وحماية المظلوم ورد الظالم , وهذه هي تعاليم ديننا الحنيف , وان الله عزوجل إذا رأى من العبد المصلح رغبة في تحقيق الإصلاح , فأنه يوفقه في ذلك ويسهل له الأمور , ويطوع له البشر في سبيل تحقيق الغاية الكريمة في الإصلاح وإقامة المحبة بين المتخاصمين .  وأكد الأستاذ أبو محمود زنون أن مسيرة الإصلاح بين الناس مستمرة , ولن تتوقف لانه إذا اختفى من المجتمع رجال الإصلاح , والساعين لإنهاء الخلافات وإحقاق الحقوق , فان الخلل يصيب العلاقات بين المواطنين , لان أهم ركيزة نقوم عليها في لجنة الإصلاح نزع الحقد من القلوب , وذلك بتوفيق من الله عزوجل , وهذا الأمر قد لا يتحقق بإنهاء الخلافات عبر القوانين والمحاكم , مع أننا نثمن دورها , إلا أن إتمام الصلح يحتاج إلى تصافى القلوب وتأكيد على العلاقة الأساسية بين المسلمين , القائمة على المحبة في الله وهذا ما نسعى إلى انجازه والتوفيق من الله عزوجل. وأوضح الأستاذ عدلي زنون أن قضايا كثيرة , ساهمت لجنة الإصلاح المركزية للجان المقاومة , بحلها وانجاز الصلح فيها وهى قضايا قتل ودماء , وهناك كثير من المشاكل العائلية والمشاجرات تم علاجها بشكل تام , وإنهاء تداعياتها السلبية التي من الممكن أن تصل إلى مراحل معقدة , أو أن يتم خلال ارتكاب جرائم قتل أو الأذى البليغ أو تخريب الممتلكات. وكشف الأستاذ أبو محمود زنون عن بعض القضايا , التي قامت لجنة الإصلاح عبر طواقمها بتفكيكها وإنهائها وعقد الصلح بين المتخاصمين فيها , وهى قضايا خطيرة وحدث خلالها حوادث قتل مؤسفة , حيث تمكنت لجنة الإصلاح من عقد راية الصلح بين عائلتي جرغون و عاشور في مدنية رفح على أثر حادثة قتل بالخطأ , وكذلك عقد راية الصلح بين عائلتي قشطة وزنون أثر حادث قتل بالخطأ في رفح , عقد راية الصلح بين عائلتي زعرب وأبو الحن على أثر حادث قتل بالخطأ في خان يونس , عقد راية الصلح بين عائلتي العصار والنواجحة على خلفية حادث قتل بالخطأ بمدينة دير البلح , عقد راية الصلح بين عائلتي أبو ماضي والشاعر  حادث قتل بالخطأ أثناء الانتخابات التشريعية ,  عقد راية الصلح بين عائلتي أبو ماضى ورضوان , حل الخلافات بين عائلة كوراع والأخوة في حركة حماس بمدينة خان يونس , توقيع هدنة والتزام بين عائلتي المصري وأبو طه بمدينة خان يونس , عقد راية الصلح بين عائلتي أبو هلال وأبو شباب قتل خطأ , عقد راية الصلح بين عائلتي زعرب وحجو قتل بالخطأ , حل نزاع عموم البشاشتة وعائلة أبو هلال وهو نزاع استمر لأكثر من 20 عام , حل نزاع عائلي داخلي  في عائلة جرغون , عقد راية الصلح بين عائلة شيخ العيد وأبو طه حادث قتل , حل خلاف عائلي دموي بين عموم عائلة شيخ العيد ساهم في انجاز الصلح وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين الشيخ الشهيد أبو عطايا جعله الله في ميزان حسناته . ولا زالت لجنة الإصلاح المركزية في لجان المقاومة , تمضى في قافلة الخير والإصلاح وتعزز المفاهيم الطيبة , التي تستمد من تعاليم ديننا الحنيف عبر نشر أجواء المحبة والعفو والاحتساب عند الله عزوجل , فمسيرة العطاء لن تنقطع مادام يقود الركب مجاهدينا الشهداء من سيماهم المحبة في الله , يرتقبون فجر الأمة , وفى حراكهم على مختلف الأصعدة يساهمون بولادة هذا الفجر الباسم , ويشاركون في بناء النهضة القادمة بإذن الله. تقرير خاص : قــــاوم