قــــاوم _ قسم المتابعة / عاد وضع غزة إلى الغليان من جديد بعد تراجع العدو الصهيوني عن تطبيق التفاهمات بتحسين الواقع الإنساني. الوعود بـ«تنفيس الضغط»، التي ينقلها الوسطاء منذ بداية العام، لم تعد تجدي نفعاً مع ترسخ اقتناع ما يسمي ببنيامين نتنياهو بأن السير في هذا المسار صار مادة دسمة لهجوم خصومه عليه خلال المرحلة الانتخابية
وعلمت بعض المصادر أن الفصائل أبلغت الوسيطين المصري والأوروبي أنها أعطت أكثر من فرصة لتطبيق التفاهمات لكن العدو لا يزال يماطل، ووسط ذلك وصلت حالة الحصار والتضييق الاقتصادي «مراحل صعبة جداً»، ولذلك قررت إرسال «إنذار أخير بأن ذلك سيدفع إلى تصعيد كبير في غلاف غزة كمرحلة أولى، عبر الأدوات الميدانية التابعة لمسيرات العودة، بالإضافة إلى المحافظة على معادلة القصف بالقصف والدم بالدم، وهو ما قد يجر إلى معركة لا يرغب فيها أي طرف».
يقول المصدر إن اجتماعات ستُعقد اليوم وغداً لـ«الهيئة العليا لمسيرات العودة» في هذا الشأن، بالإضافة إلى اجتماع مرتقب لـ«غرفة عمليات المقاومة» من أجل تحديد طبيعة المواجهة في حال قرر العدو الرد عسكرياً، بما في ذلك الدخول في مواجهة مشابهة لتلك التي تلت كشف القوة الصهيونية الخاصة قبل شهر ونصف شرق خان يونس جنوبي القطاع. والدافع وراء تلويح المقاومة بالمواجهة، وفق المصدر، ينبع من مماطلة الاحتلال المرتبطة بالأوضاع الصهيونية السياسية الداخلية، فضلاً عن تنصّله من تعهداته، بما فيها موضوع المنحة القطرية، التي نقلها الوسطاء قبل الجمعة، ولا سيما الوفد المصري.
بالتزامن مع تهديدات المقاومة، يُجري جيش العدو، منذ الأحد الماضي، تدريبات ومناورات في المجلس الإقليمي ـــ إشكول لمحاكاة اندلاع حرب مع غزة. وتحاكي المناورات وقوع إصابات في صفوف المستوطنين في كيبوتسات قرب الحدود، وكذلك اندلاع حريق في مصنع جراء سقوط صواريخ، وإغلاق طريق إشكول، وانقطاع التيار الكهربائي في مستوطنات غلاف غزة كافة بفعل إصابة شبكة الكهرباء بصواريخ، بالإضافة إلى إخلاء المستوطنات. وقال ما يسمي برئيس المجلس، غادي يركوني، إن التهديدات آخذة بالازدياد، وعلينا أن نكون يقظين لأي سيناريو.
في هذا الإطار، دعا ما يسمي برئيس هيئة الأركان الصهيونية المنتهية ولايته، غادي أيزنكوت، إلى تفادي الأزمة الإنسانية في القطاع مع ضرورة خلق الظروف الكفيلة بإعادة الصهاينة المحتجزين لدى المقاومة. وقال أيزنكوت أمس: «المقاومة حددت لنفسها هدفاً لتجديد الانتفاضة وفشلت في تحقيق هذا الهدف وغيره، وقد أدى الاحتجاج عند السياج إلى إحداث الضرر بأمن سكان منطقة غزة...
في شأن متصل، وضمن أزمة إغلاق معبر رفح، ردّت المقاومة على مطالبة السلطة الفلسطينية بإيجاد ضمانات لعودة الموظفين إلى المعبر بأنها لا مانع لديها في ذلك، نافية أن تكون هناك مضايقات سابقة بحقهم عدا ملف واحد يتمثل في تقديم أحد موظفي السلطة في المعبر معلومات أمنية خاصة تتعلق بالمقاومة لجهات معادية، وهو ما رأت أنه أمر لا يمكن السكوت عنه أبداً.
وعلى رغم إبداء القاهرة استعدادها لفتح معبررفح من دون وجود عناصر السلطة، أي عبر لجنة فصائلية بالتعاون مع وزارة الداخلية في غزة، فإن هناك مماطلة مصرية في ذلك، كما يوضح مصدر «حمساوي».
أما حكومة رام الله فرفضت على لسان المتحدث باسمها، عاطف أبو سيف، مقترح إدارة المعبر عبر الفصائل، واصفاً إياه بأنه تهرّب من المشكلة الحقيقية... المطلوب وقف التجاوزات على المعبر وتنفيذ الاتفاقات في هذا الشأن.