Menu
منزل الشهيد أشرف نعالوة

لحظات عز وفخار بمنزل نعالوة.. إجماع شعبي يبث روح المقاومة من جديد

قــــاوم/لم يكن هدم منزل الشهيد أشرف نعالوة ليمر بسهولة أمام إصرار المواطنين على حماية المنزل، في مشهد بدا مختلفا عما جرت عليه أحوال هدم منازل سابقة.

كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية عشرة ليل الإثنين (17-12-2018) وهي الساعة التي تنتهي فيها مهلة الاحتلال لهدم منزل الشهيد نعالوة والتي تتزامن أيضا مع قرار ما تسمي بحكومة نتنياهو الأخير بهدم منازل منفذي العمليات خلال 48 ساعة.

حراك شعبي

دقت عقارب الساعة الثانية عشرة ليلا ليكون ذلك إيذانا بحراك شعبي كبير في طولكرم، إذ لم يختفي المواطنون في منازلهم مع توقع مداهمة الاحتلال للمنطقة في أية لحظة بل بدأت ألسنة الدخان الاستباقية تشتعل على مداخل طولكرم قبل اقتحام الجيش الصهيوني.

وأمام حشود المواطنين التي تقاطرت لمنزل نعالوة ساعات ما قبل الهدم وقف الخطيب ملقيا كلماته الحماسية أمام المرابطين قائلا: "الله غايتنا.. الله مبتغانا الرسول قائدنا.. الجهاد سبيلنا.. الموت في سبيل الله أسمى أمانينا، إن كثير من الشعوب العربية والإسلامية يتمنى أن يقف مقامكم.. صححوا النيات، إنكم في أرض الرباط مرابطون".

وتابع: "أعلنوها أنني مرابط في هذه الأرض في سبيل الله، لأغيظ المحتل، ولأطرد المحتل منها، من كانت هذه نيته، له أجر الرباط، وأجر الرباط عظيم...".

تزامنا مع ذلك تجمع شبان مخيم نور شمس، وهو المخيم الذي يقع على مدخل طولكرم الرئيسي وأشعلوا الإطارات ووضعوا المتاريس في انتظار اقتحام قوات الاحتلال للمدينة، فيما كان شبان شويكة يشعلون الإطار في مداخل الضاحية استباقا للموعد المؤكد، وبدا مشهد التلاحم الشعبي واسعا وكبيرا ويؤكد أن روح التضامن تسيطر على الجميع.

عدو يراقب

وليس بعيدا عن ذلك المشهد البطولي، كانت أعين مخابرات الاحتلال تراقب عن كثب ما يجري، فغيرت من مخططاتها بعدما رأت التفافا جماهيريا حول منزل نعالوة، فداهمت طولكرم بطريقة التفافية وبدل أن تتوجه لضاحية شويكة داهمت ضاحية ذنابة ومناطق في المدينة وشنت حملة اعتقالات ومداهمات اعتيادية ثم انسحبت من المدينة دون أن تصل لمنزل نعالوة.

بحسب مواطنينا فإن قوات الاحتلال أرادت من ذلك الإيحاء للمواطنين بأنها لن تهدم المنزل الليلة وأنها اقتحمت المدينة وانسحبت باعتقالات اعتيادية.

ساعات قليلة بعد ذلك بدأ الدخول المباغت مرة أخرى لشويكة ومحاصرة منزل الشهيد نعالوة في ساعات ما بعد الفجر لتشرع الجرافة العسكرية بهدم أجزاء منه ثم يقوم الجنود بهدم أجزائه الداخلية بمعدات يدوية.

وبرغم مناورة الاحتلال وتغيير توقيت عمليته لم يكن سهلا عليه تمرير عمليته العسكرية دون احتجاج الأهالي ليتحول محيط المنزل لمسرح للمواجهات، حتى أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص العشوائي على منازل المواطنين المجاورة.

تسع إصابات كانت حصيلة المواجهة ، وبحسب أحد أخوال الشهيد أشرف السيد مراد مهداوي فإن مشهد المواطنين استفز جنود الاحتلال فيما وقف الجميع وقفة مشرفة.

في نظر كثيرين ليس المهم أحجار المنزل التي هدمت، ولكن الأهم كم أشرف نبت من جديد، وكم بدا عظيما هذا الشعب الذي ظن كثيرون أن روح المقاومة قد خبت من بين أضلعه، هدمت جدران المنزل مع بزوغ شمس تلك الليلة ولكن لمعت شمس المقاومة.

بيان لجان المقاومة في فلسطين:

أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن هدم منزل "الشهيد البطل أِشرف نعالوة" يأتي ضمن مسلسل الجرائم الصهيونية المستمرة بحق أبناء شعبنا الابي ، معتبرة أن هذه الجرائم لن تكسر عزيمة وإرادة شعبنا ومقاومته.

وأوضحت لجان المقاومة في حديثها ، أن تصعيد جرائم العدو الصهيوني ضد أهلنا وذوي منفذي العمليات البطولية ، يعبر عن حالة العجز والفشل الأمني والعسكري الصهيوني في مواجهة العمليات والضربات المتصاعدة ضد جنود جيشه المهزوم وقطعان مستوطنيه.

وأشادت لجان المقاومة أن العدو الصهيوني وعلي رأسها حكومته الفاشية ستدفع ثمن جرائمها بحق أبناء شعبنا عاجلاً ام اجلا  ، مشيرة إلى  أن مقاومة  وانتفاضة شعبنا في الضفة ستتصاعد رداً علي هذه الجرائم.

وحيت لجان المقاومة في ختام حديثها جماهير شعبنا في طولكرم وضاحية شويكة الأبطال الذي احتشدوا بقوة أمام منزل الشهيد "نعالوة" لحمايته من بطش الصهاينة ، داعية إلي المزيد من التعاضد والوحدة والالتفاف حول خيار ونهج المقاومة.