Menu

الذكرى ال18 لانتفاضة الأقصى.. "الحجر والصاروخ"

قــاوم_قسم المتابعة/اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب اقتحام آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من ما يسمي برئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.

وتجوّل المتطرف شارون في ساحات المسجد، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة صهيونية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الصهاينة، واستشهد سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا صهيونيا.

ولاحقا، شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة وقطاع غزة، وسميت بـ"انتفاضة الأقصى".

ويعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر/أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل (11 عاما) الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.

وأثار إعدام جيش الاحتلال للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال.

كما نفذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن المحتلة، استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، نجم عنها مقتل مئات الصهاينة.

ووفقا لأرقام فلسطينية وصهيونية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيا إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحا، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.

وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الصهيونية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.

وتعرضت مناطق الضفة وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وكذا تجريف آلاف الدونمات الزراعية.

اغتيال القيادات

ومن أبرز أحداث الانتفاضة الثانية، اغتيال وزير السياحة بالحكومة الصهيونية، رحبعام زئيفي على يد عناصر من المقاومة.

وعمل الصهيوني شارون على اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول بالأحزاب السياسية والحركات العسكرية الفلسطينية، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وفي مقدمتهم أحمد ياسين، وعدد من كبار رجال المقاومة.

وخلال انتفاضة الأقصى زجّ الاحتلال بكلا القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات في السجون وعشرات من قادة الفصائل الفلسطينية، واتُّهم سعدات وتنظيمه بالمسؤولية عن اغتيال ما يسمي بوزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي.

وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء الجدار العازل لمنع دخول الفلسطينيين من محافظات الضفة داخل الخط الأخضر ومدينة القدس المحتلة.

وشهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي كان أبرز أدواتها الحجارة والزجاجات الحارقة.

توسعت بشكل كبير، عُدّة وعتاداً، وباتت تمتلك صواريخ تضرب بها المدن والبلدات الصهيونية.

وعملت الفصائل الفلسطينية على تطوير أجنحتها العسكرية التي وكانت مستوطنة "سديروت" على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، أطلقته المقاومة بعد عام من انطلاق انتفاضة الأقصى يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، لتطور المقاومة بعد ذلك وعلى نحو متسارع من قدراتها في تصنيع الصواريخ.

وكانت الانتفاضة الأولى أو "انتفاضة الحجارة"، قد اندلعت يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين.

ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة إلى دهس سائق شاحنة صهيوني مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون شمال القطاع.