Menu

مقاومة لن تٌٌهزم ... أبو يوسف ، أبو عطايا ، أبو عوض ، أبو عبد الرحمن ، أبو إبراهيم

قــــاوم / خاص /

القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين عبد الكريم القوقا " أبو يوسف " ...

أبو يوسف القوقا , ولد في مدينة غزة عام 1962 حيث أتم دراسته الثانوية من مدرسة الكرمل بغزة وحصل على بكالوريوس لغة عربية من كلية الآداب التابعة لجامعة بيروت العربية فرع الإسكندرية .

وبرز الشيخ أبو يوسف في الانتفاضة الأولى كأحد قياداتها الميدانيين العاملين على الساحة الداخلية وكان من الناشطين في حركة فتح , ماكان له من دور بارز في إشعال جذوتها وزيادة فعالية نشاطاتها الميدانية , حيث كان يعمل كمسئول لمدينة غزة لفترة عامين .

وعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني الى مطاردة الشيخ القوقا حتى باتت أعين الصهاينة وعملائهم تلاحقه لمدة ستة شهور مما دعاه للخروج من البلاد عن طريق الحدود عام 1990 و الانتقال إلى جمهورية مصر, وزار أكثر من دولة عربية إلى أن استقر به المقام في الجزائر لحين عودته عام 1994 مع العائدين لأرض الوطن بعد اتفاق أوسلو وقيام سلطة الحكم الذاتي .

القوقا وأوسلو

اعتبر الشيخ من أشد الرافضين لاتفاقية أوسلو التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني رفضاً قاطعاً على الرغم من انضمامه لجهاز الأمن الوقائي .

حيث استمر في عمله الكفاحي والنضالي رافضاً الانصياع لأي أمر أو تنفيذ لأي مهمة أوكلت له حينها, مما أدى لسجنه في سجون السلطة مرات عديدة .

انتفاضة الأقصى المباركة

ومع اشتعال انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000 انطلقت جموع المجاهدين لمواجهة العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك وكانت انطلاقة لجان المقاومة الشعبية والتي كانت في الطلائع الأولى بضرب العدو الصهيوني ولقد تم تأسيس الجناح العسكري للجان والذي عرف باسم ألوية الناصر صلاح الدين .

وقد أوكلت القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية إلى الشهيد الشيخ أبو يوسف قيادة الجناح العسكري " ألوية الناصر صلاح الدين " فأصبح القائد العام له حيث عرف بأن أبو يوسف أكثر ميلا للمقاومة على حساب العمل السياسي .

أبو يوسف الرجل العسكري

مثل العامين الأولين للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين, عبر أربع عمليات نوعية و متتالية لتفجير الدبابة الصهيونية الشهيرة " الميركافاه 3 " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الصهاينة الأمر الذي وضع قادة الألوية في دائرة الاستهداف الصهيوني المتواصل , وبحسب أحد المقربين للقوقا فان أبو يوسف كان أحد أبرز مهندسي عمليات الميركافاه 3 .

مطور ومصنع الصواريخ الأول

ومع تطور العمل العسكري للمقاومة وصعوبة الاستهداف للدبابات الصهيونية وزيادة التحصينات فقد دخلت الفصائل الفلسطينية في مرحلة تصنيع الصواريخ .

وكان للألوية نصيب في هذا المجال عبر تصنيعها لصواريخ الناصر بمراحله الثلاث المختلفة حيث يؤكد قادة الألوية أن أبو يوسف الذي يرغب كثيرا في لبس الزى العسكري كان له الفضل في تصنيع صاروخ " ناصر 3 " .

كما برز أيضاً علاقاته القوية والتنسيق العالي ومواقفه العلنية حيث يشير المقربين إلى أن الأقرب إلى قلبه والشخص الذي جمعته معه مراحل المقاومة خلال الانتفاضة هو عدنان الغول أحد أبرز مهندسي كتائب القسام والذي استشهد قبل عامين في قصف صهيوني .

حياة المجاهدين الأوائل

عاش الشيخ الشهيد أبو يوسف القوقا في بيت متواضع في معسكر الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة .

و تعرض الشيخ الشهيد أبو يوسف القوقا خلال الانتفاضة لثلاث محاولات اغتيال كادت أن تنال منه بدأت باستهداف سيارته في حي الزيتون شرق مدينة غزة ثم باستهداف منزله مرتين على التوالي من خلال طائرات الاباتشي والزوارق الحربية ونجا من جميعها كما أن اسمه برز في معظم قوائم المطلوبين الفلسطينيين في قطاع غزة .

وشكلت كل هذه الأحداث والاستهداف الواضح دافعا قويا لدى الشيخ الشهيد أبو يوسف باتخاذ إجراءات أمنية خاصة حيث ضاعفها في الآونة الأخيرة قبيل مع تزايد حملة الاستهداف الصهيونية ضد فرسان عمليات إطلاق الصواريخ والتي تعد الألوية أحد روادها .

الجمعة الحزينة

في الجمعة الأخيرة من شهر مارس لعام 2006م اتشحت فلسطين بالسواد بعد تناقل المواطنون نبأ استشهاد فارس المقاومة الفلسطيني ونبراسها الشيخ أبو يوسف القوقا , وقد نجح الكيان الصهيوني في أن يصل إلى الشيخ الشهيد أبو يوسف عبر استهدافه بسيارة  مفخخة على غرار عملية استهداف رفيقه أبو الوليد الدحدوح قائد سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حيث انفجرت أثناء مرور أبو يوسف بالقرب منها متجها لمسجد مرج الزهور خلف جامعة القدس المفتوحة وسط مدينة غزة لأداء صلاة الجمعة .

الأمين العام المؤسس جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " ...

الشهداء هم قادة نهج المقاومة, هم بوصلتها الصحيحة، هم المرابطين القابضين على جمرة الدين و الجهاد و الماضيين في طريق ذات الشوكة ابتغاء مرضاة الله، وها هو أبو عطايا القائد و المؤسس الذي كان أسداً هصوراً للدفاع عن حمى العقيدة والأرض, أبو عطايا قائد مجاهد كان الأسبق نحو العطاء والجهاد والأسبق نحو السيرة العطرة وتواضع المجاهدين و عزوفهم عن الدنيا و ملذاتها, أبو عطايا مؤمن أدار ظهره للدنيا و تاجر مع الله فكانت تجارة رابحة بإذنه تعالى فمضى يرافقه أخيه الشهيد أحمد مرجان ، وعلى دربه كان القادة المؤسسين الشهداء بهاء الدين أبو السعيد و إسماعيل أبو القمصان و أبو يوسف القوقا وعامر قرموط  " أبو الصاعد " وهشام أبو نصيرة وجبر الأخرس و رمضان عزام و مصطفى صباح و رفيق دغمش و أحمد أبو جاموس و عماد أبو سمهدانة و غيرهم الكثير ممن هم في القلوب أغلى و أعز و هناك من ينتظر و ما بدلوا تبديلا .

يعتبر الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة الشهير بـ " أبو عطايا " قائد ومؤسس لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية وأحد أبرز المطلوبين الفلسطينيين للكيان الصهيوني خلال السنوات الانتفاضة الفلسطينية حيث تصدر اسمه قوائم الشخصيات المطلوبة للاغتيال من قبل قوات الاحتلال الصهيونية .

ولادة شهيد من عائلة قدمت الشهداء

ولد الشهيد القائد أبو عطايا في اليوم الثامن من فبراير عام 1963 بمخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة ، حيث قضى طفولته ، ثم انتقلت أسرته للعيش برفح جنوبيّ قطاع غزة ، درس " أبو عطايا " المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والثانوية بمدرسة بئر السبع لينخرط بعدها بصفوف حركة فتح متأثراً بأسرته حيث اعتقل والده الحاج عطايا عدة مرات وأمه وسبعة من اخوته فضلاً عن اخويه صقر وطارق اللذين انضما لحركة فتح وقاتلا حتى استشهد صقر عام 1975 وطارق إبان انتفاضة 1987.

وما  أن  انضم " أبو عطايا " إلى حركة فتح حتى بدا فصلاً جديداً من فصول حياته قد بدأ، حيث كلفته الحركة بتشكيل مجموعات عسكرية في قطاع غزة ، وبدأ جيش الاحتلال بمطاردة " أبو عطايا " عام 1982 لينتقل على أثرها إلى مصر ومنها إلى دمشق  فالمغرب ثم إلى تونس حيث مكث عامين .

في عام 1985م التحق الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " للعمل في جاهز الأمن الموحد مع الشهيد أبو إياد , ومن ثم سافر الشهيد أبو عطايا إلى المغرب للدراسة الجامعية  في المغرب حيث درس لمدة عام العلوم السياسية والاقتصاد, إلا أن الشهيد " أبو عطايا " كان بحاجة إلى دراسة من نوع أخر تعينه على جهاد الصهاينة والاستمرار في مسيرة الثورة .

وعندما لاحت له الفرصة بحصوله على منحة دراسية إلى ألمانيا الشرقية سارع إلى السفر والالتحاق في الكلية العسكرية والتي تخرج منها برتبه ملازم وذلك في عام 1989م .

وانتقل بعدها الشهيد " أبو عطايا " إلى الجزائر ثم إلى بغداد حيث شهد في العاصمة العراقية العدوان الأمريكي وقوات التحالف لها عام 1991م .

وعقب انتهاء حرب الخليج رجع " أبو عطايا " إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة في تنقلاته الخارجية قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993م على الرغم من معارضته للاتفاق .

تزوج " أبو عطايا " من الأخت المجاهدة أحلام محمد زعتر " أم عطايا " بتاريخ 2/8/1991م حيث اعتقلت في السجون العربية لمدة عام لخدمتها في صفوف الثورة الفلسطينية , حيث إنها ذاقت الأمرين في رحلة شهيدنا القائد " أبو عطايا  " وأنجبت لفلسطين خمسة من الأبناء

أكبرهم " عطايا " و " عماد " و " ريم " و " محمـد " و أصغرهم " يحيى عياش " ·

عودة الشهيد ” أبو عطايا” إلى أرض فلسطين :

عاد شهيدنا البطل إلى أرض الوطن مع قوات الأمن الفلسطيني ولكن ما زال مغروساً في ذهنه حب ملاقاة الأعداء ومحاربتهم , حيث إنه من لحظة العودة وهو يفكر ويجهز ويدبر كيف يحارب هذا الاحتلال البغيض الذي يغتصب الأرض وينتهك الحرمات, فاستأنف المشوار بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ,لذلك سارع بتشكيل صداقاته مع قيادات العمل العسكري والوطني الفلسطيني من مختلف التوجهات , ووثق العلاقات معهم على أمل الانطلاق في موجة عمليات عسكرية ضد الكيان الصهيوني وقواته , التي لازالت تحتل أجزاء كبيرة من أراضي قطاع غزة , منهم الشهيد يحيى عياش, والشهيد عدنان الغول, والشهيد جهاد العمارين , والشهيد محمد عبد العال والشهيد محمد الشيخ خليل والشهيد " أبو يوسف القوقا " ·

إلا أن شهيدنا " أبو عطايا " لم يترك العمل التنظيمي والاجتماعي على أمل الإصلاح وتصويب البوصلة الفلسطينية , حيث شارك في عام 1996م في الانتخابات التنظيمية , وتم انتخاب الشهيد " أبو عطايا " بأغلبية في قيادة إقليم حركة فتح في مدينة رفح ,حيث كان يمتاز بالموقف الشجاع هو وبعض رفاقه في إقليم رفح , وبسبب مواقفه المشرفة والفعاليات الجماهيرية التي قادها الشهيد " أبو عطايا " لقي " أبو عطايا " معارضة قوية وحرب شرسة ضده في داخل حركة فتح , والتي قامت  بطرده من صفوفها بناءً على توصية من جهاز الأمن الوقائي ,عقب مشاركته في مظاهرة تحت شعار مناهضة فساد السلطة والغلاء الفاحش , الناتج عن السمسرة والاستغلال السيئ للمنصب من قبل بعض رموز السلطة, وهنا نذكر بأن شهيدنا قد أوصى بأن يبقى قرار طرده موجوداً في جيبه على أن يدفن معه .

وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة ,قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي لمدة سنة وسبعة أشهر , بسبب مساعدته لحركة الجهاد الإسلامي في نشاطات عسكرية وعمليات نفذتها ضد أهداف صهيونية .

ولقد شارك الشهيد " أبو عطايا " في كل التحركات الجماهيرية المناهضين لاتفاق أوسلو, وعارض بشدة عمليات القمع للمقاومين, واعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة, كما شارك " أبو عطايا " بفعالية في المواجهات التي أطلق عليها " هبة الأقصى " , والتي تسبب بها افتتاح المجرم نتانياهو نفق تحت المسجد الأقصى وذلك في عام 1996م, حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وجماهير شعبنا والقوات الصهيونية على نقاط التماس في قطاع غزة والضفة الغربية , وقتل حينها العشرات من الجنود الصهاينة , إلى جانب سقوط مئات من الشهداء بسبب شدة القمع الصهيوني واستخدام الأسلحة الثقيلة في قمع المنتفضين .

ويعرف عن الشهيد جمال أبو سمهدانة التزامه الديني القوي, وقربه الشديد من القادة الشرفاء في الفصائل الإسلامية والوطنية , حيث كان أعز أصدقائه الشهيد محمـد الشيخ خليل قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي , الذي اغتالته القوات الصهيونية قبل أشهر من اغتيال " أبو عطايا " في قصف صهيوني لسيارته بعد أسابيع قليلة من انسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة .

ولعل هذه الأجواء التي مر بها الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة, دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 م , نحو الانتفاض على قيود أوسلو التي شكلت نقطة سوداء في تاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني, وبلغت خطورتها مع عمليات التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والجيش الصهيوني , على شكل تسيير دوريات مشتركة في شوارع قطاع غزة , وكان الشهيد " أبو عطايا " يؤمن بأن هذا الواقع الصعب بحاجة إلى انتفاضة شاملة , ضد الاحتلال الصهيوني حتى تعود البوصلة إلى وجهتها الطبيعية نحو القدس المحتلة .

بدايات تأسيس لجان المقاومة

انطلقت انتفاضة الأقصى المباركة في سبتمبر من عام 2000م , حيث كان للشهيد " أبو عطايا " فضل الريادة مع مجموعة من إخوانه المجاهدين , في تأسيس لجان المقاومة الشعبية كمشروع جهادي لقتال العدو الصهيوني , وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوفه , من أجل حرمانه من الاستقرار على الأرض المغتصبة و سلبه عنصر الأمان الذي يسعى إليه العدو الصهيوني بكل طاقاته الهائلة .

شكل الشهيد " أبو عطايا " أول خلية عسكرية , سجل لها العمل العسكري المميز حيث كانت أول عملية عسكرية في انتفاضة الأقصى , هي عملية " استهداف باص ضباط أمن صهاينة بالقرب من معبر رفح " حيث كان المشرف المباشر عليها، وقد نفذت لجان المقاومة الشعبية العديد من العمليات العسكرية النوعية, والتي كانت في شكل المواجهات الشرسة مع قوات الاحتلال الصهيوني, وعمليات الاقتحام الجسورة والعمليات الاستشهادية المباركة, وتوج هذا الجهد المبارك بتدمير دبابة " ميركافا 3 " والتي توالى تدميرها على أيدي مجاهدي المقاومة بعد ذلك أكثر من خمس مرات في أقل من عام .

أبو عطايا والملاحقة الصهيونية

تعرض الشهيد جمال أبو سمهدانة أبو عطايا لخمس محاولات اغتيال, حيث كانت بصماته الناصعة وخبرته العسكرية واضحة وجلية, وشجاعته في تنفيذ أضخم وأكبر العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني , فكانت عملية صوفا , وعملية موراج , وعملية نتساريم وجسر الموت وفتح خيبر وكيسوفيم , إضافة إلى العديد من العمليات الجهادية العديدة , وكان لشهيدنا القائد الفضل في فض الكثير من النزاعات الداخلية والمشاركة في العمليات المشتركة مع سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وتنظيمات أخرى .

وكانا أول عامين للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الصهيونية الشهيرة " الميركافاه 3 " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الصهاينة هذا الأمر الذي وضع الشهيد " أبو عطايا " وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الصهيوني .

وحمل الكيان الصهيوني الشهيد " أبو عطايا " مسئولية عمليات " الميركافاه 3 " وتطوير لجان المقاومة لصواريخ تطلقها باتجاه المغتصبات الصهيونية ، ووضعته في دائرة الاستهداف المتواصل حيث حاولت أكثر من خمس مرات اغتياله على فترات مختلفة خلال الانتفاضة الفلسطينية لكن جميعها باءت بالفشل .

المجرم بيرتس يتابع عملية اغتيال " أبو عطايا "

بيرتس أعطي الأوامر لقتل الشهيد " أبو عطايا " وتابع العملية بدقة مع الطيار المنفذ للعملية .. كشفت مصادر إعلامية صهيونية تفاصيل عملية اغتيال الشهيد القائد " جمال أبو سمهدانة " بدقة متناهية، مشيرة إلى أنها كانت بأمر من بيرتس الذي تابع العملية خطوة بخطوة مع أحد الطيارين الذين أطلقوا الصاروخ الأول من طائرة F16، وحسب المصادر الصهيونية التي نقلت تفاصيل العملية عن ضابط عسكري كان أحد المشرفين عن عملية اغتيال " أبو عطايا " فإنه وفي مساء أمس وصلت معلومات استخبارية لدى جهاز الأمن الصهيوني عن وجود عدد من كوادر المقاومة داخل موقع تدريب تابع لأحد الفصائل الفلسطينية، وتابع الضابط الصهيوني يقول، وبعد أن توصلنا لمعلومات أنه كان بداخل الموقع جمال أبو سمهدانة أبرز المطلوبين لدى قواتنا، قام ضابط برتبة عقيد في جيش الاحتلال بالاتصال بوزير الحرب الصهيوني " عمير بيرتس " وأبلغه بذلك، إلا أن بيرتس طلب التريث والتأكد من المعلومات التي أكدت أن أبو سمهدانة كان يخطط لعملية ضخمة في الكيان الصهيوني إلى جانب عدداً من كوادر الفصائل الفلسطينية .

ومضي الضابط الصهيوني يقول " وبعد قليل من التأكيد على تلك المعلومات أمر بيرتس الذي وصل لمقر وزارة الحرب بسرعة للاجتماع بعدد من ضابط الجيش، وقام بالموافقة على اغتيال أبو سمهدانة وجميع من كانوا معهم وكانوا يبلغون أكثر من 16 فلسطينياً، موضحاً أنه تم اغتيال أبو سمهدانة بعد خروجه من موقع التدريب بالإضافة لمن كان معه من كوارد المقاومة، وقد تم استهدافه أثناء حديثه مع كوادر المقاومة على مدخل موقع التدريب المستهدف وأشار الضابط الصهيوني في ختام تصريحات التي أدلى بها لصحيفة جيروسالم بوست و موقع الجيش الصهيوني إلى أن بيرتس تابع شخصياً مع أحد الطيارين الذين نفذوا مهمة الاغتيال ووصفها بالمهمة وأنها إيجابية جداً لوقف ما وصفه بالإرهاب الفلسطيني .

ليلة الاستشهاد غزة لم تنام

وفي ليلة الجمعة يوم الخميس 8/6/2006م بعد أن كان صائماً , كان موعد اللقاء لشهيدنا القائد المعلم الأب وهو يجهز مجموعة من الاستشهاديين الذي استشهدوا معه وهم الشهيد أحمد مرجان " أبو ستة " , والشهيد نضال موسى والشهيد محمد عسلية .

عشرات الألاف تخرج في وداع الشهيد أبو سمهدانة ورفاقه في مدينة رفح

مع صيحات الثأر والانتقام شيعت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة جثمان الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " وثلاثة من معاونيه إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء .

وحمل المشيعون جثامين الشهداء على الأكتاف وهم يرددون الهتافات والشعارات التي تدعو إلى الثائر والانتقام وتنفيذ العمليات الاستشهادية داخل العمق الصهيوني .

وسار الموكب في كافة الشوارع والميادين الرئيسية وهم يحملون صور الشهداء ويهتفون بتضحياتهم ونضالاتهم على مدار سنوات طويلة قبل ان يصلوا إلى منزل ذوي الشهيد القائد " أبو عطايا " لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة التي اعتبرت من أصعب اللحظات في مدينة رفح قبل أن يحمل جثمانه إلى مقبرة الشهداء ليرتقي إلى رياض الجنان بإذن الله تعالى نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً وإن دماء قائدنا أبو عطايا لم تزيدنا إلى قوة ووحدة , رحم الله الشهيد جمال أبو سمهدانة أسد بيت المقدس و أسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .

الأمين العام كمال النيرب " أبو عوض " ...

لقد فرض الله الجهاد على عباده وهو كره لهم، فالنفس بطبيعتها تكره القتال والعنف، وتحرص على السكينة والطمأنينة، ولكن إذا ما احتلت ديارنا، وانتهكت محارمنا، وداس العدو كرامتنا، واغتصبت مقدساتنا، فهل لنا عذر في الجلوس ؟  لا و الله ... لا و الله ...  كلمات غرسها  " أبو عوض " في قلوب مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين .

النشأة و الولادة

ولد الشهيد القائد كمال عوض محمد النيرب " أبو عوض " في بيت متواضع في مخيم الشهداء " مخيم الشابورة " في رفح ترعرع في أزقة المخيم وتعلم في مدارسها الابتدائية والإعدادية " مدرسة هـ " أتم " أبو عوض " دراسته الثانوية في مدرسة بئر السبع وبعدها التحق بالجامعة الإسلامية في غزة ولم يكتب له الاستمرار وإكمال تعليمه بسبب اندلاع الانتفاضة الأولى " انتفاضة الحجارة سنة 1987 " حيث أغلقت الجامعة أبوابها .

وكان أبوه الحاج عوض النيرب رجلاً مكافحاً ، عمل طوال حياته بكد وجهد دون كلل أو ملل لتربية أبناءه تربية  صالحة ، له من الأولاد أربعة أصغرهم كمال ومن البنات اثنتان ، كان الشهيد كمال مدللاً من والديه  كثيراً ،  وكان هو مطيعاً ومحبا لوالديه ظهرت علامات الرجولة والقيادة مبكراً على كمال " أبو عوض "  وكان رفاقه وهم صغار يشعرون بذلك كان يحب كرة القدم من صغره وهو قائد الفريق ، مارس لعبة كرة القدم في نادي شباب رفح الرياضي النادي الذي أحبه أبو عوض  منذ صغره وتعلق به ومارس من خلاله هواياته  .

مشواره الجهادي

مارس عمله الوطني من خلال لجان العمل التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي نشطت في نادي شباب رفح في ذلك الحين وكان الشهيد كمال النيرب " أبو عوض " أحد عناصرها النشيطين في العمل الجماهيري والاجتماعي .

انتقل بعدها أبو عوض مع بداية الانتفاضة للعمل ضمن صفوف حركة فتــــح ضمن أول تشكيل للمجموعات الضاربة في قطاع غزة وكان اسمها " مجموعات رفيق السالمي " والتي كان دورها العمل الأمني وحماية الجبهة الداخلية من المندسين والجواسيس  .

وكان برفقته الشهيد عماد حماد " أبو عبد الرحمن "  حتى عام 1989 م ، وانكشف أمرهم بعد اعتقال أحد عناصر المجموعة مما اضطرهم إلى المغادرة و الذهاب إلى مصر عبر السياج الفاصل بين رفح ومصر .

رحلة العذاب و التشرد

فقد أمضى شهوراً في السجون المصرية ، ثم رحل ورفاقه إلى ليبيا ، وهناك انضم إلى معسكرات الثورة الفلسطينية وتلقى عدة دورات عسكرية في ليبيا واليمن .

لم يستكن أبو عوض ورفاقه حيث حاولوا تشكيل مجموعات للعودة إلى فلسطين وتم التدرب على عدة دورات عسكريه في البحرية ودورة ضفادع بشريه لكي يتمكنوا من العودة إلى الوطن من جديد ،  وكانت أول محاولة لهم " مجموعة الشهيد عماد بكير و زياد مصران " ، ولم يكتب لهم النجاح واستشهد عماد وزياد داخل البحر أثناء العودة .

وبعد توقيع اتفاق اسلوا بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني عاد " أبو عوض " إلى أرض الوطن عام 1993م ضمن صفوف القوات العائدة  وهنا أيضاً رحلة عذاب أخرى ومرحلة جديدة من النضال ضد مشروع التسوية والتخلي عن البندقية عُرف " أبو عوض " ومن معه من المجاهدين الرافضين لاتفاق أوسلو .

كانت مواقفهم شجاعة وجريئة اتجاه السلطة وسرعان ما ضاقوا ذرعاً من ممارسات السلطة فساهموا بتحريك الشارع الفلسطيني ضد الفساد والمحسوبية والظلم ولقد أعقب هذه التحركات هجمة شرسة على الشهيد " أبو عوض " حيث تم فصله برفقه الشهيد جمال أبو سمهدانة من عضوية إقليم حركة فتح ،  وعرف عنه  رحمه الله عدم المساومة في الثوابت الفلسطينية .

تأسيس لجان المقاومة

وفي عام 2000 م , انتفض الشعب الفلسطيني على قيود أوسلو التي شكلت نقطة سوداء في تاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني ،  وبعد تدنيس المجرم شارون لباحات المسجد الأقصى كانت الشرارة الأولى لبدء تنفيذ ما كان يحلم به أبطال العزة والكرامة حراس العقيدة حاملين أرواحهم علي أكفهم للدفاع عن وطنهم ومقدساتهم ، حيث  كان واضحا وجليا الحاجة إلى حالة تتبنى النهج المقاوم متحررة من قيود الالتزامات الدبلوماسية والسياسية , حالة يكون همها الأول الإبقاء على حالة الاشتباك المستمر مع العدو الصهيوني وإيقاع الأذى وتكبيده الخسائر وحرمانه الشعور بالسيطرة أو حتى الراحة وهو يستبيح الأرض والمقدسات .

وبرز من بين هؤلاء ثلة من الرجال المؤمنين بأن قضية فلسطين لا يمكن لها بأن تحل بواسطة السياسة والطاولات المستديرة ، فكان ميلاد لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين .

وكان " أبو عوض " من بين هؤلاء الرجال إلى جانب شقيقه في الجهاد ومسيرة الكفاح الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " والشهيد عماد حماد وعدد ممن هم ربحوا البيع وتركوا الدنيا خلفهم ونالوا مرضاة الله عز وجل نحسبهم عند الله شهداء .

وسرعان ما أصبح اسم  لجان المقاومة و ذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين من أهم الأذرع العسكرية في القطاع، بعدما شرعت وحدة التصنيع التابعة لألوية الناصر صلاح الدين  في تطوير قذائف الهاون لتصبح أكثر قوة وأبعد مدى ، كما طورت ألوية الناصر عبوات ناسفة ذات قوة تدميرية كبيرة استطاعت بفضلها عام 2001 تدمير أول دبابة صهيونية من طراز " ميركافاه 3 " التي كانت آنذاك تعتبر الأكثر تطوراً وتصفيحاً في العالم ، ثم توالى تدمير الدبابات، ونفذوا عدداً من العمليات الفدائية النوعية، من بينها أول عملية اقتحام مستوطنة في القطاع وقتل جنود ومستوطنين.

توليه منصب الأمين العام للجان المقاومة

وفي ليلة الجمعة يوم الخميس 8/6/2006 م استشهد الأمين العام للجان المقاومة الحاج جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " ليتولى رفيقه " أبو عوض "  الأمانة العامة للجان المقاومة وتولى الشهيد عماد حماد مهام القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين ليكملوا ما بدءوه وما عاهدوا الله عليه وأخذوا على عاتقهم حمل الأمانة عبر مواصلة المقاومة وحماية شعبهم . 

ومر 15 يوماً على اغتيال أبو عطايا عندما فاجأ مجاهدو ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب القسام وجيش الإسلام في 25 من الشهر نفسه ، قوات الكيان الصهيوني  في معبر كرم أبو سالم الواقع عند نقطة تلاقي حدود غزة مع مصر وأراضي الخط الأخضر جنوب شرقي رفح، بهجوم غير مسبوق ، وخرج المجاهدين  من نفق حفروه وصولاً إلى " خلف خطوط العدو " ، أطلق المجاهدين النار فقتلوا ثلاثة جنود وأسروا الرابع " جلعاد شاليط " انتقاماً وثأراً لاغتيال أبو عطايا .

وبعدها دخل أبو عوض و أبو عبد الرحمن دائرة حسابات الكيان الصهيوني حيث شكلت هذه العملية فاجعة للكيان الصهيوني و بددت وهمهم أمام المتخاذلين و أسيادهم الأمريكان .

أيضاً شكل أبو عوض و أبو عبد الرحمن نقطة خطر على الكيان الصهيوني عندما اقتحم مجاهدو ألوية الناصر صلاح الدين السياج الأمني في عملية بطولية سميت بعملية كسر الحصار واستشهد  خلالها المجاهد حسن عوض لإجبار العدو على فك الحصار المفروض على قطاع غزة .

وشاركت الألوية بصد العدوان على غزة أثناء حرب 2008 / 2009 وكان مجاهدو ألوية الناصر  في ساحات القتال جنبا إلى جنب مع كافة فصائل العمل العسكري وسقط من ألوية الناصر صلاح الدين 23 شهيدا ،  وكان أبو عوض على اتصال دائم بالمجاهدين وترك بصمة  طيبة بسبب صدقه وإخلاصه، كما كان يدير الأمور بحكمة  وبشكل سليم ومتوازن  ، واستطاع أبو عوض وأبو عبد الرحمن أن يعيدا ترتيب لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين في أعقاب فقدان " أبو عطايا " . 

أبو عوض  الرجل المحنك

امتاز أبو عوض  بمواصفات وقناعات جعلت منه رجلا مؤثرا وعنصرا فعالا يصنع الحدث ويمهد للتغيير نحو الأفضل ، وهذه الملامح الشخصية التي عرفها الناس ممن عايشوا أبو عوض عن قرب تبدو للوهلة الأولى صفات غير عادية وتميّز صاحبها عن غيره من بني البشر، كان حليما مسامحا إذا ما اعتدي على حقه لكنه عظيم الغضب إذا ما اعتدي على حق من حقوق الله تعالى .

الشهيد أبو عوض العملاق السياسي المحنّك و الإداري الموفق و العسكريّ الفاعل الشجاع ، التقي النّقي صاحب الهيبة والإباء ، اتصف  بالشخصية الوحدوية في الفصائل الفلسطينية فقد شكل هو ورفاقه في لجان المقاومة شبكة أمان في أوقات صعبة وكانوا بمثابة صمام أمان  لحرائق الانقسام الداخلي .

وفي أعقاب الانقسام الفلسطيني ، قاد أبو عوض اللجان على خيط رفيع في العلاقة مع الأخوة في حركة حماس وفتح، وحافظ على علاقات متوازنة مع الحركتين وبقية الحركات الفلسطينية المقاومة ، ونأى باللجان عن الصراعات الداخلية .

طالب  أبو عوض  بتشكيل إطار عام من الفصائل الفلسطينية يكون من أهم أهدافه حماية المقاومة الفلسطينية والعمل وفق رؤية موحدة على أساس المقاومة من أجل  مواجهة المخططات الصهيونية .

ودعا أبو عوض  في كلمته التي ألقاها في جلسة التوقيع على المصالحة الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة  إلى  ضرورة إنهاء ملف الاعتقال السياسي إلى الأبد وقال :" لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يعتقل الفلسطيني أخوه الفلسطيني بذريعة انتماءه ومقاومته للاحتلال هذا الملف الشائك  يجب أن ينتهي بأسرع وقت ممكن .

يوم الاستشهاد

في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس العقيدة حاملين أرواحهم علي أكفهم وأنفسهم مشتاقة للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم .

كمال النيرب " أبو عوض "  الأمين العام للجان المقاومة ، و أربعة من رفاق دربه تم اغتيالهم من قبل طائرة استطلاع صهيونية الخميس  الموافق 18 82011، أثناء تواجده  في بيت القيادي خالد شعت " أبو جميل " قُبيل الإفطار والذي أستُشهد هو الأخر وطفله مالك ورفيق دربهم القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين عماد حماد " أبو عبد الرحمن " والقيادي عماد نصر وخالد المصري .

القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين عماد حماد " أبو عبد الرحمن " ...

عماد حماد " أبو عبد الرحمن " ذو الملامح الهادئة ولكنه الهدوء الذي يختبأ خلفه بركان عطاء وإصرار وعناد في الحق وعدم الخشية من لومة لائم في حدود الله , هو رجل أو قل هو مزيج من أنقى وأروع صفات الرجال المؤمنين الذين يدركون أن الدنيا هي سجن المؤمن وأن الآخرة هي غاية ومبتغى الموقنين بالله , فكان عابدا زاهدا متواضعا صواما قواما قارئا للقرآن , باحثا عن إحقاق الحق في كل ما يعترض طريقه وجاعلا الشريعة الإسلامية هي المرشد الوحيد لطريقه .

هو عماد عبد الكريم عبد الخالق حماد ( أبو عبد الرحمن ) – البلدة الأصلية عراق السودان – تاريخ ميلاده 31/5/1971م – متزوج له من الأبناء ثلاثة .

منذ انطلاقة انتفاضة الحجارة في العام 1987م من القرن الماضي ومنذ نعومة أظفاره وسنه لا تتجاوز السادسة عشرة شارك في فعاليات هذه الانتفاضة وأصيب برصاصة من نوع دمدم في فخده منذ بداياتها وقد تم اعتقاله في العام 1988 م لمدة 18 يوما في سجون الاحتلال الصهيوني وأصبح مطلوبا بعدها لقوات الاحتلال حتى اضطر لمغادرة البلاد في العام 1989 م إلى الأراضي المصرية ومنها إلى ليبيا وقد عاد إلى أرض الوطن في العام 1996 م .

بركان من المشاعر .. وآمال تتعارك في ظل مشنقة الموت .. وكل الأشياء أخذت تزاحمني في دروبي .. حتى أدوات التعبير عن أفكاري أصابها الجمود .. ولربما أصبح قلمي لا يجيد العناق مع حروف كلماتي ..وكأنه رتيبا لا يحسن التصرف مع الخيال والذاكرة.

رحلة طويلة من الجهاد في سبيل الله

فقد ولد وعاش في كنف المعاناة تلو المعاناة في ظل ظروف قاسية فرضها الاحتلال الصهيوني بعد أن اغتصب ارض فلسطين المباركة , وجثم على صدور أبناء هذا الشعب المجاهد المرابط ، وأذاقه صنوفا من العذاب والاضطهاد .. فأيقن أبو عبد الرحمن منذ نعومة أظفاره أن لا بد من مواجهة  هذا العدو المغتصب ومقاومته بشتى  أنواع المقاومة .

في أواخر عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولي في وجه الاحتلال الصهيوني وهب الشعب منتفضا وكان أبو عبد الرحمن من المنتفضين  والثائرين .. بل وكان في مقدمتهم فارسا مبتسما للموت , لا يهاب عدوا .. وفي المواجهة وكان بطلا شجاعا , ومتفانيا في الدفاع عن فلسطين وترابها الطاهر .. حتى أصبح من الأوائل في قائمة المطلوبين والمطاردين لدي مخابرات الاحتلال الصهيوني , فطاردته المخابرات الصهيونية ، وما زاده ذلك إلا قوة وإصرارا على مواصلة درب مقاومة الاحتلال .. ولم يتمكنوا النيل منه بفعل يقظته وحسه الأمني والجهادي .. عماد حماد أبو عبد الرحمن  لم يكل .. ولم يتقاعس يوما عن أداء واجبه الجهادي والديني  تجاه أهله  وشعبه ووطنه ,  وبقي على خطاه سائرا كالليث الهزبر .. فاندلعت الانتفاضة  الثانية ( إنتفاضة الأقصى ) وكان من السباقين في دخول ميدان المعركة , متسلحا بعقيدة التوحيد وصلابة الإيمان الذي  تجذر في قلبه .. . فكان من المؤسسين الأوائل لتنظيم لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين عام 2000م , وكان من أبرز قادة العمل العسكري فيها .. واستطاع  أبو عبد الرحمن بفعل حنكته العسكرية وتخطيطه السليم أن يغير معادلة المعركة مع العدو.. فمن الحجر إلى الرصاصة  والى القنبلة ... وصولا إلى عملية تفجير دبابة المركافاة الصهيونية في غزة , وتحطيم أسطورتها القتالية ... إلى عملية مفترق عتصيون في الضفة الغربية التي قتل فيها أربعة من المغتصبين الصهاينة .. مرورا بعملية فجر الانتصار والعقاب المزلزل الاستشهادية وصيد الأغبياء وعملية الوهم المتبدد التي اسر فيها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط , وغيرها الكثير الكثير من صفحات الجهاد البطولية المشرقة.

وأول مجاهد حقق مع الجندي الصهيوني الأسير ميدانيا هو الشهيد القائد عماد حماد " أبو عبد الرحمن " عندما سأل الجندي عن إسمه وديانته وأصوله فأخبر القيادة بأن هذا الجندي هو يهودي من أصل فرنسي إسمه ( جلعاد شاليط ) .

أبو عبد الرحمن مدرسة عسكرية شاملة ومدرسة في التوحيد والعقيدة

زرع فينا أسمى الأهداف وأنبل الغايات وهي حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيل الله ، وكان جريئا في اتخاذ القرار وصاحب شخصية تتسم بالبأس الشديد ، فعندما اندلعت الحرب الصهيونية على غزة في أواخر عام 2008م كان رحمه الله يشرف على إدارة المعركة مباشرة ، فكان يتنقل من ميدان إلى ميدان ومن مجموعة إلى أخرى دون خوف أو وجل ، ليعطيهم التعليمات مباشرة دون وسيط فكان يلتقيهم في قلب المعركة , يشد من أزرهم ويمدهم بالروح الجهادية العالية ، ولم يمنعه ذلك من رسم الابتسامة الدائمة على وجهه ، ولم يحول ذلك عن أن يكون أبا حنونا لأولاده ، وابنا بارا بوالدته.

يوم الاستشهاد

ترجل الفارس مع إخوته ورفاق دربه في غارة لطائرة صهيونية حاقدة في 18 / 8 / 2011 ، الموافق 18 من شهر رمضان 1432 هـ وارتقى شهيدا حييا عند الله ، ونجما يتلألأ في سماء فلسطين ، تاركا خلفه زئيرا يرهب الأعداء ، وجيلا لا ينسى ولا يحيد عن درب الشهادة والجهاد .

شيخ المقاومة الأمين العام زهير القيسي " أبو إبراهيم " ...

مُنذ صغره اختار أبو إبراهيم طريق المقاومة والجهاد والدعوة إلى الله، وحب الخير للناس، وتمنى الشهادة في سبيل الله , وحين أصبح شاباً يافعا لم يكمل العشرين ربيعا عمل مع المجموعات الأولي في الانتفاضة الأولي .

ثم تخرج وعمل مدرساً للرياضيات في مدارس الأونروا ولكن المقاومة التي كانت تشتعل في دمه كانت تتطلب منه المزيد من الوقت فاضطرا أخيرا للاستقالة من عمله مضحيا بوظيفة مريحة ، لأنه كان ينظر إلى ما ابعد من الوظيفة ، كان يبحث عن الشهادة .

تأسيس لجان المقاومة

كان أبو إبراهيم إلى جانب شقيقه في الجهاد ومسيرة الكفاح الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " و الشهيد كمال النيرب " أبو عوض " والشهيد عماد حماد " أبو عبد الله الرحمن " وعدد ممن ربحوا البيع و تركوا الدنيا خلفهم ونالوا مرضاة الله عز وجل نحسبهم عند الله شهداء .

وسرعان ما أصبح اسم  لجان المقاومة و ذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين من أهم الأذرع العسكرية في القطاع، بعدما شرعت وحدة التصنيع التابعة لألوية الناصر صلاح الدين  في تطوير قذائف الهاون لتصبح أكثر قوة وأبعد مدى.

كما طورت ألوية الناصر عبوات ناسفة ذات قوة تدميرية كبيرة استطاعت بفضلها عام 2001 تدمير أول دبابة صهيونية من طراز " ميركافاه 3 " التي كانت آنذاك تعتبر الأكثر تطوراً وتصفيحاً في العالم .

منصب الأمين العام

لم يكن " أبو إبراهيم " يوماً حريصا على الزعامة فبعد اغتيال الشهيد " أبو عطايا " الأمين العام للجان المقاومة دفع مع إخوانه الشهيد القائد كمال النيرب " أبو عوض " ليخلف " أبو عطايا " .. ليجد أن إخوانه يحملونه هذه المسئولية بعد اغتيال الشهيد أبو عوض النيرب ومعه ثلة من القادة الأبرار يوم الخميس  الموافق 18 8 2011، في نهار رمضان وقبيل الإفطار , ليكمل ما بدءوه وما عاهدوا الله عليه وأخذا على عاتقه حمل الأمانة عبر مواصلة المقاومة ودرب الجهاد والاستشهاد .

وفور توليه منصب الآمين العام وجه " أبو إبراهيم " رسالة إلى المجاهدين من أبناء لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين يحثهم فيها على الصدق في العمل و الإخلاص لله وحده في العبادة وحسن المعاملة والخلق والسمع والطاعة للأمير ما لم تؤمر بمعصية والصبر على المشقة والعنت والظلم والإقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

ومن نص رسالته :  " وإني قد وليت عليكم على غير رغبة مني , ولكن هي الأمانة وجدت نفسي أتقلدها مرغما , بعد استشهاد أحبابنا الكرام " أبو عوض " و " أبو عبد الرحمن " و " أبو غسان " وأبو " جميل  " و " أبو فراس " , والله أسأل أن يعينني على حملها وما توفيقي إلا بالله .

فأطيعوني ما أطعت الله فيكم , فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم , وإني قد بدأت مستعينا بالله وحده بترتيب صفوفنا بالتشاور مع إخواني في القيادة المركزية وفي اللجنة التنظيمية و المجلس العسكري , ولله الحمد فقد بدأت ألويتنا المظفرة باستعادة عافيتها , واعلموا أن لا نجاح لأحد إلا بتوفيق الله , ثم بإخلاصكم ودعائكم وتفانيكم في والعمل طاعة لله وحده .

أبو إبراهيم وأبو عطايا

كانت للشيخ الشهيد زهير القيسي " أبو إبراهيم " كلمات قوية ومؤثرة في رثاء أخيه و رفيق دربه وشريكه في التأسيس الشيخ الشهيد : جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " توضح مدى العلاقة القوية التي كانت تجمع بينهما , وهي علاقة الإخاء في الله والشراكة في الدم وطريق ذات الشوكة , فقد كتب الشهيد أبو إبراهيم عن الشهيد أبو عطايا قائلاً :

" أبو عطايا لم يكون اسما عاديا ، كان رمزا للمجاهد المحبوب خفيف الظل ، الفارس الأسمر الذي يحمل فوق جبهته هم الأمة كلها ، كان عنوانا للقاء والوفاق وترى ذلك مجسدا في إصراره على العمليات المشتركة بينه وبين الفصائل ، وترى ذلك واضحا بتدخله المحمود لحل الكثير من الخلافات والنزاعات التنظيمية والعائلية .

أبو عطايا عاش زاهدا بسيطاُ ورعا ، كان صواما وقواما وكان يحفظ القرآن ، كان يحب المكوث في بيوت الله ويحب البقاء في الخلوات تحت الشجر ، عاش لدينه ولأمته فأحبته الأمة كلها .

رسالته الأخيرة

لم يكن " أبو إبراهيم " يحمل هم قضية وطنية فقط , بل كان يحمل هم أمة بأكملها , وهو ما دل عليه أسم رسالته الأخيرة " للمجاهدين خاصة ولعموم الأمة الإسلامية " .

وعنونت الرسالة التي نشرت بتاريخ 3 مارس 2012م أي قبل أيام من استشهاده : " الحقيقة التي يجب أن تقر في القلوب أن الإسلام هو الحل ، والإسلام دين لا يقوم إلا بالجهاد في سبيل الله " .

وفي مطلع رسالته يبدأ رحمه الله  قائلاً : " إن المتأمل لواقع الأمة يجد عجباً، فإذا أمعن في التأمل وقرأ التاريخ من خلال دراسة المقدمات والنتائج فقد يزول العجب، فحركة الأمم عبر التاريخ تسير وفق ناموس رباني خطه الله عز وجل في آية محكمة معجزة : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } .

ويستطرد " أبو إبراهيم " رحمه الله في رسالته يتحدث فيها عن عوامل النصر لهذه الأمة وأسباب الهزيمة قائلاً، في واقع أمتنا اليوم حالة من التخبط المخطط له منذ أكثر من قرن من الزمان ، دول ممزقة مسلوبة الإرادة والكرامة وحكام أصبح بعضهم أداة لتنفيذ مخططات العدو وحركات متفرقة ضعيفة الأداء ، إلى أن طفح الكيل وبدأت الشعوب العربية المقهورة في الثورة ضد حكم الطغاة ، وهذه الثورات لا يمكن أن تنتج تغييرا حقيقيا يؤدي إلى إقامة أمة عزيزة منتصرة ما لم تبادر الحركات الإسلامية الرائدة والعلماء بإضاءة الطريق أمام الناس ليحدث التغيير الحقيقي في الشعوب والذي يؤدي بالتالي لنتيجة النصر والتمكين والعزة . والمطلوب من هذه الحركات ومن العلماء أن يبلغوا ويوضحوا للناس بأحسن السبل { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ثم أن تكون هذه الحركات والعلماء قدوة للناس في السلوك والتضحية { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } .

ويختم رحمه الله رسالته بمشروع لتغيير للأمة قائلاً : " لذلك فإن على كل من يتقدم الناس بمشروع يهدف لتغيير الواقع الذي تعيشه الأمة أن يدرك أن هذا هو الطريق وان عليه أن يصدق شعبه " فالرائد لا يكذب أهله " ، إنه طريق ذات الشوكة الطريق الوحيد للنجاة من الفتن وهو الطريق الوحيد للنصر والتمكين وهو الطريق الوحيد لتحقيق الغاية من الوجود وهي إقامة هذا الدين الذي هو دين الحق والعدل والخير .

{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 10 تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ11 } .

يوم الشهادة

في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس العقيدة حاملين أرواحهم علي أكفهم وأنفسهم مشتاقة للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم .

في مساء الجمعة الموافق 9/3/2012 أغتال جيش الاحتلال الصهيوني الشيخ زهير القيسي " أبو إبراهيم " الأمين العام للجان المقاومة ومعه القيادي محمود حنني , بطائرة استطلاع أثناء تواجدهم في منطقة " تل الإسلام " بمدينة غزة .

هؤلاء هم شهدائنا قادتنا , عاشوا مجاهدين وقضوا إلى ربهم مجاهدين , ما عرفناهم إلا وهم في ساحات الجهاد , وما سمعنا عنهم إلا كل خير , نسال الله لهم القبول والمغفرة والرفقة من النبي قائد المجاهدين  محمد صلى الله عليه وسلم  .