Menu

12 عاما على " الوهم المتبدد "

قـــــاوم / خاص /  قبل اثنى عشر عاماً من اليوم شهد قطاع غزة انتصارا ساحقا على الاحتلال الصهيوني في معركة " الوهم المتبدد " التي دارت رحاها بين ألوية الناصر صلاح الدين وفصائل المقاومة الفلسطينية .
خاضت هذه المعركة كل من ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد عز الدين القسام وجيش الاسلام، حيث بدأت في تمام الساعة الخامسة والربع من صباح يوم الاحد 25 حزيران لعام 2006، حيث استهدفت مواقع للجيش الصهيوني على الحدود الشرقية لمدينة رفح .
اطلق المقاومون قذيفة على برج مراقبة صهيوني، لينتج عن ذلك تبادل اطلاق نار بينهم و بين الجنود الصهياينة، مما ادى الى استشهاد اثنين من المقاومين هما الشهيد حامد الرنتيسي من ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة والشهيد محمد فروانة وتمكنت باقي المجموعات من العودة بسلام بعد أن تم الإثخان في العدو حيث اعترف الإذاعة الصهيونية بمقتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات وأسر جندي صهيوني في عملية نوعية هي الأولى في تاريخ الانتفاضة الفلسطينية .

الوهم المتبدد كابوسا يلاحق الاحتلال

الوهم المتبدد ربما تكون اسماً على مسمى –كما يقولون – فهي أضحت كابوسا ، يلاحق الصهاينة في أحلامهم فيقض مضاجعهم ، شعباً وحكومةً، ساسةً وعسكر، بل أثرت أكثر من ذلك في كونها أحدثت خلافات وانقسامات داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية ، كون العملية نفذت بمهارة وتقنية عسكرية عالية المستوى تخطيطاً واداء ، بالرغم من وجود الإنذارات الساخنة حولها .

حينما أقدمت حكومة الاحتلال الصهيوني على اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشيخ جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا "، قالت وقتها أن عملية الاغتيال جاءت لتوقف عملية كبيرة وضخمة ضد الصهاينة ، وان أبو سمهدانة كان يقوم بوضع اللمسات الأخيرة على العملية التي ستقع في معبر كيرم شالوم أو على معبر رفح البري .

إلا أن استخبارات الجيش الصهيوني والشاباك لم يتوصلا لفك الشيفرة الخاصة بالعملية ، ولم يتمكنوا من معرفة المكان المستهدف ومن القائمين عليها ووقت وقوعها ، بالرغم من التقنيات العالية التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات الصهيونية .

تفاصيل عملية خطف شاليط

وفي تفاصيل العملية، أقدم سبعة من المقاومين في تمام الساعة 05:15 من صباح يوم الأحد الموافق 25/06/2006م، بتنفيذ العملية التي اطلق عليها "الوهم المتبدد" وكان الهدف منها اسر احد جنود موقع صهيوني بالقرب من معبر كرم أبو سالم وقتل من فيه، وذلك ردا على مجموعة من عمليات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال كان آخرها اغتيال الأمين العام للجان المقاومة جمال أبو سمهدانة .

وقد تم التجهيز للعملية قبل موعدها بما يقرب من العام حيث تم إنشاء وحفر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع وحتى عمق 280 مترا، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 مترا بعمق 9 أمتار تحت الأرض وكان التجهيز والإعداد للعملية استغرق ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة أشهر .

تنفيذ العملية

تم تقسيم السبعة المقاومين إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى قامت بتفجير دبابة الميركافاة (3) المطورة بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدبابات، فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وقامت بزرع عبوة ناسفة فيها وتفجيرها مما أدى الى تدميرها، وأما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين صهياينة داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة (آر بي جي) " .

وفي هذا التوقيت حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات فأصيب الاستشهادي محمد فروانة في قدمه مما حدا بزميله الآخر الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه وفجر نفسه بين الجنود –من اثنين إلى ثلاثة جنود- بحزام ناسف كان على وسطه .

فيما نجحت المجموعة الثانية في مهاجمة دبابة صهيونية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع وهو الجندي جلعاد شاليط .

وبعد الانتهاء من العملية عاد المجاهدون إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق، فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم, ولم يتمكن من التعرف على مسارهم .