Menu

ما هي النظرية الأمنية الصهيونية التي عطّلتها مسيرات العودة؟

قــاوم_قسم المتابعة/منذ انسحاب الكيان الصهيوني من قطاع غزة عام 2005، وتنفيذه خطة إعادة الانتشار في المواقع العسكرية على حدود غزة، عمل الاحتلال على إيجاد نظرية لحماية أمنه من المقاومة بشكل استراتيجي، فاعتمد نظرية "تعقيم غرب الجدار" أي منع المواطنين في غزة من الاقتراب عند الحدود مع أراضينا المحتلة.

بدأ الاحتلال بتنفيذ هذه النظرية من خلال حظر تقدم المزارعين والمواطنين حتى مسافة (500) متر، وتحويل هذه المنطقة الواقعة غرب الجدار الأمني إلى منطقة محظورة؛ لضمان عدم اقتراب المقاومة من الجدار أو استهداف أجزاء منه ثم تنفيذ عمليات عسكرية داخل المواقع العسكرية الصهيونية القريبة من غزة.

المقاومة خلخلت هذه النظرية من خلال حفر الأنفاق، الذي يعتبر سلاحاً استراتيجياً هجومياً ضد الاحتلال، ونجحت في تخطي هذه المنطقة المحظورة التي أراد الاحتلال أن تكون "مساحة أمان" له ولجنوده، لكن المقاومة تخطتها من تحت الأرض، لتشكل ضربة لنظرية الأمن الصهيونية.

ثم جرى الاتفاق على إلغاء الحظر في هذه المسافة الواقعة غرب الجدار الأمني، وذلك خلال تفاهمات جرت بين المقاومة والكيان الصهيوني برعاية مصرية بعد حرب عام 2012، ومذ ذلك الحين أصبحت هذه المنطقة يصلها المزارعون والمواطنون، وأقامت فيها المقاومة مراصد عسكرية لها لمراقبة الحدود ومنع التغول الصهيوني بحق شعبنا.

مسيرات العودة وكسر الحصار قد أنهت هذه النظرية بشكل كامل، حيث بات المواطنون في هذه المنطقة يمارسون حقهم في المقاومة السلمية للعدو، وعملوا على اختراق الجدار الأمني نفسه والدخول إلى مناطق كان الاحتلال يظنها آمنة، لكن المقاومة العسكرية والسلمية قد كسرت نظرية مهمة، كان الاحتلال يعتمد عليها في حفظ أمنه بشكل استراتيجي.