Menu

"الهدنة" في غزة.. هل تريد الاحتلال النزول عن الشجرة؟

قــاوم_قسم المتابعة/حالة من التخبط تسود الأوساط الأمنية والسياسية في الكيان الصهيوني حول الطريقة المثلى للتعامل مع مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، فيما بدأت ترشح أنباء حول قبول الكيان بهدنة في غزة تحت رعاية إقليمية ودولية للتخفيف من تداعيات مسيرة العودة.

تحت عنوان "وقف إطلاق النار هو اعتراف صهيوني بالكيان المنفصل الموجود في غزة"، كتب المحلل العسكري للقناة العاشرة ألون بن ديفيد في صحيفة "معاريف".

وكتب بن ديفيد: على ما يبدو أن محادثات الهدنة مع المقاومة أكثر جدية من أي وقت مضى، وقد يكون الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة طويلة، وهذا من شأنه أن يمكن الكيان الصهيوني من التركيز على الساحة الأسخن وهي إزالة الإيرانيين من سوريا.

وأضاف المحلل العسكري: على ما يبدو أن المحادثات حول هدنة مع غزة أكثر جدية من أي وقت مضى، وللمرة الأولى هناك أيضا تقييم متفائل من الكيان الصهيوني أنه سيتم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل الأجل، لقد قدّم المصريون مع القطريون مقترحات منفصلة لوقف إطلاق النار.

ويتابع: في الآونة الأخيرة كانت هناك مناقشات محمومة في المنطقة حول المسودات، والتي لا يمكن الإبلاغ عنها كلها، هذه المرة هناك أيضا تدخل أمريكي في المحادثات، والإدارة الأمريكية تدرك أيضًا أن تحقيق الهدوء في غزة، يمكن أن يساعدهم على تحقيق رؤية الاتفاق الصهيوني الفلسطيني.

هدوء مطلق

وبحسب المحلل؛ فإن الجيش الصهيوني يحاول منذ أشهر بالفعل إقناع القيادة السياسية بعمق الأزمة في غزة، وتداعياتها الخطيرة، وبدأت مؤخراً تلقى آذان صاغية من خلال الاتصالات التي جرت الأسبوع الماضي.

ويشير بن ديفيد إلى أن الكيان الصهيوني سحب طلب نزع السلاح من قطاع غزة كشرط لأي إتفاق، كما طلبت التخلي عن شرط عودة السلطة لغزة لعقد أي اتفاق هدنة.

"وفي الحديث عن الاتفاق والاتصالات في الآونة الأخيرة؛ عرض الكيان الصهيوني طلبها بفرض الهدوء المطلق من القطاع، وهي وقف إطلاق الصواريخ من جميع المنظمات، ووقف حفر الأنفاق، وإعادة تفعيل منطقة نظيفة غربي الجدار، وحل قضية الأسرى والمفقودين لدى المقاومة". 

وفي مقابل الأمر -يقول بن ديفيد-: الكيان الصهيوني مستعد لتقديم التسهيلات من خلال المعابر، وإدخال مشاريع لتحسين البنية التحتية وعبور البضائع، بشرط أن لا تستخدم في تعزيز المقاومة، ومصر من جانبها أيضا ستخفف من تضييقها الشامل على معبر رفح.

ويشير بن ديفيد إلى أن الاتفاقية بين المقاومة والكيان الصهيوني ليست مباشرة؛ وسيتم التوقيع عليها من وسطاء لوقف إطلاق النار ليخدم الطرفين، وليس سلاما أو اعترافا ولا حلا دائما.

ويقول: الكيان الصهيوني ينتظر استجابة المقاومة بغزة لمقترحات وقف إطلاق النار، ولكن حتى هنا لا يوجد إجماع على الفكرة، في حين أن المستوى الدفاعي يدعم ذلك؛ فإن وزير الدفاع يعارض ولا يزال يصر على مبدأ التجريد من السلاح،وما يسمي  برئيس الوزراء نتنياهو الذي أجرى الاتصالات لم يقل بعد كلمته الأخيرة، وفق قوله.

قوة عليا

وتحت عنوان "الحلم والكابوس" كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت احرنوت" الصهيونية إليكس فيشمان مقالا جاء فيه: يوم الأربعاء بعد أن هاجمت القوات الجوية نفقا آخر للمقاومة، كان الجيش الصهيوني يستعد لإمكانية إطلاق الصواريخ رداً على ذلك.

وأضاف فيشمان أن رائحة البارود في جو غزة، لكن الجانبين لا يريدان مواجهة عسكرية، ولا يزالان يأملان بقدوم قوة عليا كي تؤجلها.

وأشار المحلل إلى أن التفاهمات التي تم التوصل إليها شفوياً لوقف المظاهرات على السياج تتلاشى، لم يتغير أي من المعطيات الأساسية التي أدت إلى اندلاع المواجهات الهائلة على الحدود، على العكس هاجم سلاح الجو الصهيوني أنفاقاً لم تتوغل بعد في الكيان الصهيوني ومنشآت عسكرية للمقاومة من جانبها تقوم بهجمات على السياج، وتواصل إشعال الحقول في محيط غزة؛ وقد أرسلت هذا الأسبوع فرقة تسللت إلى السياج الحدودي وأحرقت موقع قناصة.

وبحسب المحلل؛ فإن هناك شيئا يمكن أن يعفي المقاومة من مواجهة عسكرية أخرى مع الكيان الصهيوني هو "خطة لإعادة إعمار قطاع غزة".

خطط ناضجة

وعلى ذات الصعيد كتب فيشمان في مقال آخر: قام منسق العمليات الجديد في المناطق بنشر خططه للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية الإنسانية في القطاع، والتي تعد خططا ناضجة في انتظار موافقة ما تسمي بالحكومة الصهيونية.

واستدرك أن ما تسمي بحكومة الاحتلال لا تتعجل في الموافقة على أي شيء، والكيان الصهيوني من جانبه ساهم بدورها في التهدئة؛ فقد جددت نشاط معبر كرم أبو سالم، وتخطط لزيادة عدد الشاحنات التي تدخل غزة 

وبحسب ما قال فيشمان يبدو أن الحديث عن الهدنة منفصل عن الواقع، في المناقشات الداخلية أوضح رئيس هيئة الأركان أنه ليس مستعداً للاستماع لحديث عن هدنة لأنها ستكون فرصة للمقاومة لإعادة تأهيل قوتها.

النزول عن الشجرة

من ناحيته، قال محلل الشؤون الصهيونية بـ"المركز الفلسطيني للإعلام" تعليقا على ما سبق: إن الحديث عن تهدئة ووقف لإطلاق النار أو "الهدنة الطويلة"، هو مطلب صهيوني بامتياز، وهو الذي أشار إليه المحلل العسكري للقناة العاشرة ألون بن ديفيد بقوله "الكيان الصهيوني ينتظر استجابة المقاومة لمقترحات وقف إطلاق النار" هذا من ناحية.

ويتابع المحلل: من ناحية أخرى، خلقت مسيرة العودة وما تبعها من أحداث معادلة ضاغطة على الكيان الصهيوني وأمريكا، لذلك كثر الحديث عن الوضع الإنساني والمقترحات المقدمة من أمريكا ومصر وقطر.

وأكد المحلل، أن مسيرة العودة أبطلت الرهان على كل الحلول المقدمة من الجانب الأمني؛ وعطلت مفهوم الردع لسكان القطاع باستخدام الوسائل الإجرامية كافة ومنها المجزرة الأخيرة التي قام بها جيش الكيان، وأثبتت بالوجه القاطع أن سكان القطاع خلف قيادة المقاومة، وأنهم ماضون نحو رفع الحصار عن القطاع وحتمية حق العودة.

وأشار المحلل إلى أن الكيان يريد من خلال التوصل لهدنة طويلة أن يحيّد القطاع، وذلك للاستفراد بالجبهة الشمالية، وأنه ينظر للجبهة الجنوبية الأكثر عمقا وخطرا، وبذلك يريد مد جسور فولاذية تحت عرش اليمين المتطرف من ناحية، وحفظ ماء الوجه للقيادة العسكرية والأمنية من ناحية أخرى.

وختم المحلل أن الكيان في كل أحاديثه حول الهدنة الطويلة أو التهدئة وتقديم المساعدات، لا يرد في أجندتهم عبارة "رفع الحصار" وهذا في حد ذاته انتصار للمقاومة؛ إذ أن الصهاينة كعادتهم يتعاملون مع تقديم حلول وبدائل لكن لا يقتربون من المفاهيم التي تُعري حقيقتهم من الداخل وتُظهر عجزهم، ويُلقون بالتبعات على غيرهم وينتظرون من غيرهم تقديم التنازلات الكبيرة.