Menu
تقرير :الأسرى المعاقون في السجون الصهيونية.. معاناة في ظل إهمال طبي وظروف اعتقالية قاسية

تقرير :الأسرى المعاقون في السجون الصهيونية.. معاناة في ظل إهمال طبي وظروف اعتقالية قاسية

قــاوم- غزة: فتح القرار الظالم الذي أصدرته محاكم الاحتلال الصهيوني على الأسير المقعد ناهض فرج الأقرع بثلاثة مؤبدات ملف الأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يعانون من إعاقات حركية، ويواجهون في الأسر معاناة استثنائية في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة، والظروف الاعتقالية القاسية التي لا تتلاءم مع إعاقتهم. وأعرب الأسير السابق والباحث المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، في تقرير له يرصد معاناة الأسرى المعتقلين اليوم الأحد (8-11)، عن بالغ قلقه من استمرار استهداف الاحتلال الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، واعتقالهم والزج بهم في سجونه ومعتقلاته سيئة الصيت والسمعة. وأكد فروانة أن الأمر لم يتوقف عند الاعتقال، بل امتد إلى ما هو أبعد وأخطر من ذلك بكثير؛ حيث يعامَلون بقسوة وبعنف، ويتعرضون للتعذيب القاسي بأشكاله المتعددة النفسية والجسدية، وتُنتزع منهم الاعترافات بالقوة، وتُستخدم كمستند إدانة في المحاكم الصهيونية؛ والتي كثيرًا ما أصدرت أحكامًا عليهم بالسجن الفعلي لسنوات طويلة وصلت إلى المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عدة، كحالة الأسير ناهض الأقرع الذي حُكم عليه مؤخرًا بالسجن ثلاثة مؤبدات. كما يُحتجزون مع المعتقلين الآخرين الأصحاء في ظروف قاسية، دون مراعاة لظروفهم الصحية واحتياجاتهم الخاصة والأساسية، ودون توفير الرعاية الطبية والأدوات المساعدة لهم، بغض النظر عن تنوع إعاقتهم واحتياجاتهم اليومية. تجاهل حقوقي وأبدى فروانة استياءه الشديد من تجاهل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لهذه القضية الإنسانية الهامة والقائمة منذ سنوات طويلة، دون العمل على حلها أو إثارتها على المستوى الدولي بهدف الضغط لوضع حدٍّ لها، أو تبنيها بشكلٍ جدِّيٍّ، والعمل من أجلها ومن أجل وقفها بشكل ممنهج، لا سيما وأنها تُعتبر انتهاكًا فاضحًا لحقوق الإنسان الأسير، وتضاعف من معاناته الصحية والنفسية كذلك.    ورأى فروانة أن الحكم على الأسير الأقرع بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة مؤبدات يجب أن يقود إلى فتح ملف الأسرى المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وما يتعرضون له داخل سجون الاحتلال الصهيوني ومعتقلاته. والأسير ناهض فرج الأقرع (41 عامًا) متزوج وله أربعة أبناء من ’لجان المقاومة الشعبية’، ويعاني من تهتك في العظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر، ويرقد على كرسي متحرك، وتعرض للاعتقال أثناء عودته عبر معبر الكرامة بتاريخ 20 تموز (يوليو) 2007م، وحكمت عليه إحدى المحاكم الصهيونية في بئر السبع قبل أيام بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة مؤبدات، وذلك بعد أن أدانته في تنفيذ عملية تفجير دبابة ’ميركافاة’ صهيونية قرب محررة ’نتساريم’، وهي العملية التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة. سياسة قديمة جديدة.. والشيخ ياسين شاهد لا ينسى وأوضح فروانة أن سياسة استهداف المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة واعتقالهم واحتجازهم لسنوات طويلة هي ممارسة ليست بجديدة على الاحتلال، مستحضرًا على سبيل المثال لا الحصر حالة الشهيد الشيخ المجاهد ’أحمد ياسين’ والمناضل ’سهمان إسماعيل’ اللذين اعتقلا وهما يعانيان من شلل رباعي، وأمضيا بضع سنوات في سجون الاحتلال، وهناك حالات كثيرة غيرهما. تعريف الإعاقة وتُعرَّف الإعاقة بأنها تعني قصورًا أو عيبًا وظيفيًّا يصيب عضوًا أو وظيفة من وظائف الإنسان العضوية أو النفسية بحيث يؤدي إلى خلل أو تبدل في عملية تكيف هذه الوظيفة مع الوسط. ووفقًا لهذا التعريف، فإن العشرات من الأسرى المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة يقبعون في سجون الاحتلال، بتنوع إعاقتهم واختلافها، وغالبيتهم يعانون من إعاقات حركية، ومن بينهم من يرقدون على كراسي متحركة، أو يعانون من بتر في الأطراف، وبعضهم يعانون من إعاقات بصرية أو فاقدو البصر بالكامل منذ سنوات، ومنهم فاقدو إحدى الحواس الأخرى.   أسباب الإعاقة وأكد فروانة أن بعض الأسرى المعاقين اعتُقلوا وهم يعانون من إعاقة جسدية أو نفسية أو حتى شلل رباعي أو نصفي، فيما البعض الآخر أصيبوا بإصابات بالغة أثناء تنفيذهم لعمليات مقاومة للاحتلال، واعتُقلوا بعدها مباشرة، ولم تقدَّم لهم الإسعافات الأولية أو أي شكل من أشكال العلاج، بل والأسوأ من ذلك أنهم تُركوا ينزفون، واستخدمت أماكن الإصابة للضغط والابتزاز، لتتفاقم إصابتهم، وتبتر بعض أطرافهم نتيجة لذلك؛ ومن ثم انضموا إلى جيش الأسرى المعاقين الذين لا يزالون في سجون الاحتلال، فيما كان السجن والتعذيب فيه سببين آخرين في إحداث إعاقات جسدية ونفسية للعديد من الأسرى. وأشار إلى أن معاناة هؤلاء الأسرى تتضاعف بمرات عن الأسرى الآخرين، بل وعن الأسرى المرضى ، لأنهم يمزجون ما بين معاناة الأسر ومعاناة المرض ومعاناة إضافية نتيجة إعاقتهم.    إهمال طبي وأشار فروانة إلى أن سجون الاحتلال تفتقر إلى أطباء اختصاصيين كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة، فيما لا تتوفر فيها الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، أو النظارات الطبية، أو أجهزة خاصة بالمشي، أو آلات الكتابة الخاصة بالمكفوفين، وغير ذلك. وأكد أن إدارة مصلحة السجون لا تكتفي بعدم توفير هذه الأدوات والاحتياجات في ما يسمى ’عيادات السجون’، بل لا تسمح غالبًا بإدخالها عن طريق الأهل أو من قِبل وزارة الأسرى والمؤسسات الحقوقية، ولعل في ذلك عقوبة جديدة ومضاعفة ضدهم وضد أسرهم.   رسالة إلى منظمات حقوق الإنسان.. وأخرى إلى آسري شاليط وناشد فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية فتح هذا الملف المؤلم، وتسليط الضوء عليه وإبرازه بالشكل الذي يتيح الضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراحهم جميعًا بغض النظر عما ارتكبوه وما قاموا به من عمليات مقاومة مشروعة للاحتلال قبل إصابتهم. ودعا إلى ضرورة إنصاف كل من كان السجن والتعذيب وتوابعهما سببًا مباشرًا في التسبب بالإعاقة، وتعويضهم عن ذلك.   كما ناشد أيضًا الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني غلعاد شاليط وضع أسماء كل الأسرى المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن قوائم المرضى الذين يطالبون بإطلاق سراحهم في إطار صفقة التبادل.