Menu

تعرف على أبرز سياسيات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى

قــاوم_قسم المتابعة/اتّبع الاحتلال الصهيوني عامة وبلدية القدس المحتلة خاصة، المُدارة من قيادات يهودية حزبية متطرفة؛ عدة طرق لتنفيذ مخطط تهويد القدس، ورصدت أموالاً طائلة بمئات ملايين الدولارات، بتمويل حكومي وتبرُع كبير من بعض أثرياء اليهود، وتحويلها من خطة نظرية إلى إنجاز فعلي على أرض الواقع.

وقد تم رصد أبرز الخطوات التي اتخذها الاحتلال واتبعها للسيطرة وتهويدة المسجد الأقصى وكانت من أبرزها:

أملاك الغائبين:

دأب المستوطنون بتوجيه من قوات الاحتلال، على ادعاء استرجاع أملاك كانت لهم في سنوات العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وتساعدهم ما تسمي بالحكومة الصهيونية في ذلك بمنحهم أوراقا مزورة بحرفية عالية تثبت صحة ادعائهم، ولقد أقام المستوطنون العديد من الدعاوى القضائية اعتمادا على وثائق مزورة، وحصلوا على أحكام قضائية بالسيطرة على أملاك لمقدسيين غائبين، وفضلا عن ذلك تم وضع اليد بالقوة على أملاك لمقدسيين غائبين بادعاء أن أصحابها غادروا المدينة.

يُعد قانون "أملاك الغائبين" من أكثر القوانين الصهيونية الجائرة بحق الفلسطينيين، ويعود تاريخه إلى عام 1950 حين أقرّه الكنيست، وبموجبه تم ‏الاستيلاء على الأراضي والممتلكات التي تعود للفلسطينيين الذين هُجّروا منها ونزحوا عنها إلى مناطق ودول ‏أخرى نتيجة احتلال فلسطين عام 1948، ويسمح القانون بوضع ممتلكاتهم تحت ‏تصرف "حارس أملاك الغائبين" الذي يمنحه الكيان الصهيوني صلاحيات كاملة للتصرف فيها.

التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض

سعي الكيان الصهيوني خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططها الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، وعملت على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً، وذلك بضم مستوطنة "معاليه أدوميم" التي يقطنها حوالي 35 ألف مستوطن، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة المنتشرة في المدينة.

وأدت السياسة التي اتبعها الكيان الصهيوني إلى مضاعفة عدد المستوطنين، وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس.

ولتحقيق ذلك اعتمد الاحتلال سياسة مصادرة الأراضي المملوكة للفلسطينيين من أجل توسيع مستوطناته، وقد تم خلال العقود الماضية مصادرة الآلاف من الدونمات في القدس ومحيطها ومازالت هذه السياسة متبعة من قبل الاحتلال.

وبلغ عدد المستوطنات في القدس 29 مستوطنة، تنتشر على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.

تسريب العقارات

ولم يقف المد الاستيطاني في القدس عند هذا الحد، فكل الأساليب مشروعة عند الاحتلال من أجل تهويد القدس، حيث عمد إلى الاستعانة بمجموعة من السماسرة بهدف تسريب العقارات إلى المستوطنين، ويقوم السمسار بشراء العقار من المقدسيين ومن ثم يبيعه بعقود رسمية إلى الجمعيات الاستيطانية، ويحصل نظير ذلك على مبالغ طائلة تدفعها له تلك الجمعيات.

وكشف النقاب مؤخراً عن عمليات تسريب كبيرة قامت بها الكنسية الآرثوذكسية في القدس، ونشر الإعلام العبري تقريرا تضمّن ثلاث وثائق تؤكد بيع البطريركية الأرثوذكسية اليونانية بالقدس تحت زعامة البطريرك ثيوفيلوس الثالث ستة دونمات في منطقة ميدان الساعة في يافا، التي تضمّ عشرات المحلات التجارية مقابل 1.5 مليون دولار فقط إضافة لـ 400 دونم في قيسارية، بما في ذلك الحديقة الوطنية ومدرج المسرح، مقابل مليون دولار فقط.

رفض منح تراخيص بناء وهدم المباني

يعتمد الاحتلال منذ أن وطأ احتلاله القدس، سياسة تهجير الفلسطينيين من المدينة ويعتبر أسلوبا معتمدا من قبل الاحتلال الذي يسعى لخلق واقع ديمغرافي جديد يكون فيه اليهود النسبة الغالبة في مدينة القدس، وقد وضعت الحكومات المتعاقبة لدولة الاحتلال مخططات ممنهجة من أجل تحقيق ذلك.

ويعمد الاحتلال أسلوب رفض منح تراخيص البناء لأهل المدينة، وتطبق عليهم قانون منع لم الشمل بين المقدسيين، وبذلك يتقلص عدد المقدسيين رويدا رويدا، فيما يرتفع في المقابل عدد المستوطنين.

كذلك لجأ الاحتلال في الآونة الأخيرة، إلى تكثيف عمليات هدم مبانٍ فلسطينية في مدينة القدس، تدّعي أنها مخالفة وغير قانونية، في الوقت الذي ترفض فيه مطالب المقدسيين منحهم التراخيص لإعادة تخطيط أبنيتهم وتنظيمها.

 ويعود السبب في ارتفاع عمليات الهدم، إلى تحقيق الهدف الذي بات معلناً في تهجير المواطنين الفلسطينيين من منازلهم إلى خارج حدود مدينة القدس وتفريغها، وإحلال المستوطنين مكانهم.

سحب هويات المقدسيين

عملت ما تسمي بالحكومات الصهيونية المتعاقبة على تنفيذ توصية اللجنة الوزارية الصهيونية لشؤون القدس لعام 1973م، برئاسة غولدا مائير، والتي تقضي بألا يتجاوز عدد السكان الفلسطينيين في القدس 22% من المجموع العام للسكان، وذلك لإحداث خلخلة في الميزان الديمغرافي في المدينة.

 فقد لجأ الاحتلال إلى استخدام أسلوب سحب الهويات من السكان العرب في القدس، وقد تمكنت من سحب هويات 5 آلاف عائلة مقدسية إلى الآن.

زرع قبور وهمية

قامت جمعيات استيطانية بزرع قبور وهمية، بحيث تنتشر هذه القبور بالتزامن مع عمليات هدم المنازل والمباني الفلسطينية، وتهجير أصحابها الأصليين، وزرع البؤر الاستيطانية، وشق الأنفاق لتهويد المدينة المقدسة.

وعمل الاحتلال خلال سنوات مضت على زرع آلاف القبور اليهودية الوهمية في البلدة القديمة من القدس على مساحة قدرها نحو ثلاثمائة دونم، تمتد من جبل الطور (الزيتون) شرق الأقصى، إلى وادي سلوان ووادي الربابة جنوب غرب المسجد، حيث باتت هذه القبور باتت تطوق المسجد الأقصى المبارك.

كذلك يسعى الاحتلال إلى تهويد المسجد الأقصى بعدة طرق أخرى كجدار الفصل العنصري الذي يسعى من خلاله فصل وتجزيئ المسجد الأقصى والضفة ، بالإضافة تهويد أسماء المواقع الفلسطينية وسياسية التعميد التوراتي والذي كثف الاحتلال منه عند حائط البراق