Menu

​الأسرى المرضى.. يواجهون الموت في كل لحظة!

قــاوم_قسم المتابعة/تحت وطأة وظلم الاحتلال الصهيوني، لا يزال أنين الأسرى المرضى في سجون "التعذيب"، مستمرًا، دون أن تجد استجابة دولية أو أممية، خاصة في ظل ارتفاع أعدادهم، وأصحاب الأمراض الخطيرة تحديدًا.

والحق في العلاج من أبسط الحقوق التي يجب إعطاؤها للأسير، لكن الاحتلال يضرب ذلك بعرض الحائط، الأمر الذي خلّف أعداداً كبيرة من المرضى يزيد عددهم عن 1200 أسير يعانون من أمراض مختلفة.

ويذكر الباحث في شؤون الأسرى رياض الأشقر، أن 170 أسيراً فلسطينياً من العدد السابق، مصابون بأمراض خطيرة، مثل السرطان والفشل الكلوي والقلب، وانسداد الشرايين، مما يهدد حياتهم بالخطر, نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي.

وأفاد الأشقر، بأن 21 أسيراً في سجون الاحتلال مصابون بمرض السرطان، "وهو من أخطر الأمراض التي تواجه الأسرى وتهدد حياتهم"، مؤكدا أن جميع الأسرى المصابين بالأمراض الخطيرة والسرطان، لا يتلقون العلاج المناسب لحالتهم الصحية في السجون، ولا يتم إجراء المتابعات الصحية لهم عبر الفحوصات الطبية المستمرة.

وأوضح أن بعض الأسرى يحتاجون لإجراء عمليات جراحية عاجلة، لكن ما تسمى إدارة السجون، تُماطل بإجرائها، الأمر الذي ينعكس على وضعهم الصحي، وجعل حياتهم معرضة للموت بأي لحظة.

ووصف مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات، الحالة الصحية لهؤلاء الأسرى، بأنهم "أسرى مرضى (..) شهداء مع وقف التنفيذ"؛ نظراً لسوء معاملة إدارة السجون معهم وممارسة الإهمال الطبي بحقهم.

حقل تجارب

وبحسب مدير نادي الأسير في الخليل، أمجد النجار، فإن مئات الأسرى أصيبوا بأمراض خطيرة ومنها السرطان، داخل سجون الاحتلال، نتيجة الأدوية التي يتلقونها من إدارة السجون أو أطبائها الذين ينتمون لأجهزة الاحتلال الأمنية.

وأوضح النجار أن إدارة السجون تستخدم الأسرى "حقل تجارب" للأدوية التي تتبرع بها بعض الشركات الطبية الصهيونية، إضافة إلى طبيعة الطعام المقدم للأسرى .

وذكر أن الطعام المُقدم للأسرى أصبح من عمل الأسرى الجنائيين، ما دفعهم لشراء المواد المُعلبة من "كانتينة" السجن، "التي تحتوي على بعض المواد الخطيرة، وتسبب الأمراض"، وفق قوله.

ونبه النجار إلى أن الأطباء العاملين في السجون هم من "يهود روسيا"، الذين فشلوا في اختبار نقابة الأطباء هناك، مشيراً إلى أنهم يقبلون بالعمل مقابل أموال زهيدة.

وبيّن أن الأطباء قادمون من شركة "الطاقة البشرية" وهي شركة طبيةصهيونية تضم من فشلوا في الاختبارات العلمية، وتطبق سياسة استخبارات السجون وإدارتها.

وأكد أن أطباء السجن يتعاملون مع الأسرى بطريقة "غير محترمة"، ويقدمون لهم أدوية وعلاجات لها أضرار صحية خطيرة على حياتهم، مُعتبرا ذلك "أمراً خطيرا" يجب التصدي له.

وذكر مدير نادي الأسير، أن الممرضين في سجون الاحتلال، عبارة عن جنود في جيش الاحتلال، وحصلوا على دورة "إسعافات أولية" وغير حاصلين على شهادات رسمية، "ويقدمون أدوية لا يعرفون أضرارها المستقبلية"، وفق قوله.

وأكد أن الاحتلال يستخدم الوضع الصحي للأسرى "للابتزاز"، مُعتبراً سياسة الإهمال الطبي "مخططا صهيونيا ممنهجا"، مطالبا منظمة الصحة العالمية بضرورة إرسال لجنة طبية لسجون الاحتلال، للاطلاع على الوضع الصحي للأسرى، والعيادات الطبية، والأدوية المُقدمة لهم، خاصة أن القانون الدولي يرفض استخدام العقاقير على الأسرى.

وبالعودة إلى الباحث الأشقر، أكد أن الاحتلال لا يزال مستمراً في جريمة الإهمال الطبي المتعمد ضد الأسرى، الذي يعرض حياتهم للخطر الشديد.

ووصف هذه السياسة بأنها "جريمة ضد الأسرى"، مطالباً جميع الجهات المختصة، بالتدخل لوضع حد لاستهتار الاحتلال بحياة الأسرى المرضى.

وتطرّق الأشقر، للحديث عن وجود 17 أسيراً في سجن عيادة الرملة، منذ عدة سنوات يعانون من أمراض مزمنة، ولا يتلقون العناية التي تليق بحالتهم الصحية، مناشداً بضرورة نقلهم إلى مستشفيات مدنية، عبر سيارات الإسعاف وليس عن طريق "البوسطة".

جرائم طبية

وفي السياق، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، شهادات وروايات حية لأسرى مرضى يقبعون في معتقل "إيشل"، تفيد بتعرضهم لـ"جرائم طبية ممنهجة" أبرزها الإهمال المتعمد لحالاتهم الصحية، والامتناع عن تقديم العلاج اللازم لهم، والاستهتار بأوضاعهم الصحية.

ومن بين الحالات المرضية التي وثقها، تقرير الهيئة، حالة الأسير يسري المصري من سكان دير البلح في قطاع غزة، والمحكوم بالسجن 20 عاما، حيث يمر بوضع صحي حرج، بعد ظهور أورام خبيثة في الكبد، كما أن لديه التهابات حادة في البروستات، ولديه مشاكل في شبكية العين، وتكتفي إدارة السجن بإعطائه المسكنات من دون تقديم علاج حقيقي لحالته الصحية.

وبحسب التقرير، يعاني الأسير شاهر عشة من مدينة نابلس، والمحكوم بالسجن 19 عاما ونصف العام، والقابع حاليا في الزنازين الانفرادية لمعتقل "إيشل" من عدة مشاكل صحية، فلديه كسور في العمود الفقري والحوض، كما أنه يعاني من وجود حصى في الكلى، ولديه ضعف في النظر، ولا يتلقى العلاج اللازم لحالته المرضية.

وأشار محامي الهيئة معتز شقيرات، بعد زيارته لعيادة سجن الرملة، إلى أن أوضاع الأسرى هناك تزداد سوءا يوما بعد يوم، في ظل انعدام أدنى الشروط الصحيّة اللازمة لأسرى مرضى يعتبرون من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال.

ونوه إلى أن الأسرى يشتكون أيضا من الضيق والاكتظاظ الشديد في القسم، مع ازدياد وتيرة الاعتقالات بين صفوف أبناء شعبنا منذ الآونة الأخيرة، وقدوم العديد من المعتقلين المصابين إلى ذات العيادة.