Menu

مفتي القدس: الوحدة الفلسطينية هي حجز الزاوية لحماية القدس

قـــــاوم / قسم المتابعة / أكد مفتي مدينة القدس الشيخ الدكتور محمد حسين، ان إعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس سيسقط حتماً كما سقط وعد بلفور المشؤوم، وأن أي قرار يتعلق بالقدس وفلسطين هو قرار ظالم وجائر، وأن الباطل لا يغير الحق، وإن بدى الباطل قوياً في بعض مراحله.

وشدد الشيخ حسين، على ضرورة أن يرتق الموقف العربي والإسلامي إلى مستوى التحدي الذي تتعرض له مدين القدس، التي لكل مسلم وعربي حق فيها كما الفلسطيني، وضرورة أن تنهض الأمة للدفاع عنها.

وأوضح الشيخ حسين في حوار له مع مراسل "فلسطين اليوم" حول القدس، أن المدينة المقدسة تعيش الآن بعد قرار ترامب، كما كانت تعيش منذ احتلالها عام 67، وأن القدس هي مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، فيها تلتقي المقدسات الإسلامية مع المقدسات المسيحية، ومدينة يسكنها المسلم والمسيحي بعيش مشترك وهم مشترك وأمل مشترك.

وقال:" بعد قرار ترامب الباطل والمرفوض؛ وقفت القدس ومعها كل أهل فلسطين في الداخل والشتات إلى جانب شعوب الدول العربية وأحرار العالم برفض القرار، ومازالت الفعاليات منذ ذلك اليوم (6- ديسمبر 2017) وحتى الآن مستمرة رفضاً للقرار. لافتاً إلى الاضراب الشامل في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وموقف أعضاء الكنيست العرب المشرف ورفضهم للقرار في قلب الكنيست وأمام نائب الرئيس الأمريكي بنيس، حينما رفعوا اللافتة التي تقول "القدس عاصمة فلسطين".

وأضاف، أنه وعلى الرغم من أن القدس تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها تعيش العزة والكرامة والإصرار على أن يبقى شعبنا وأبناء بيت المقدس على وجه الخصوص الأوفياء لمساجدها ومقدساتها، والحراس الأمناء لهذه المدينة العربية الضاربة في أعناق التاريخ العربي والحضارة الإنسانية والحضارة الإسلامية.

القدس فلسطينية عربية اسلامية

وحول المطلوب من العرب والمسلمين تجاه مدينة القدس بعد استهدافها من قبل الرئيس الأمريكي، أوضح مفتي القدس أن القدس، ليست للفلسطينيين وحدهم، لأن الله سبحانه وتعالى لم يجعلها للفلسطينيين، بل جعلها لكل مسلم في العالم من خلال الارتباط العقدي، وكل مسلم يؤمن بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومنه عرج إلى السماوات العلا، لا يستطيع أحد أن ينكر حق أي مسلم في القدس، والفلسطيني له حق مثل المسلم في المدينة المقدسة.

كما أن الفلسطينيين ينتمون للامة العربية، والقومية العربية مسلمين ومسيحيين، وبالتالي هي للعرب ولا شك أن الأمة العربية لها حضارتها سواء كانوا عرب مسلمين أو مسيحيين، أو حينما كانوا عرباً يبوسيين وكنعانيين في هذه البلاد، والتي بناءها مجدي صادق اليبوسي الكنعاني، فهي عربية بحكم التاريخ والحضارة، وبحكم من عاشوا فيها كل هذه الحقب.

وأشار إلى أن التاريخ يذكر أن العرب كانوا منذ 6000 سنة، ولم يتركوا البلاد بل بقوا رغم وجود دفعات وحملات كثيرة من المستعمرين والغزاة، ولكن كان الاحتلال لا يطول ويرحل؛ ويبقى العربي في القدس، وتجذر وجود العربي من خلال رسالة المسيح عليه السلام سيدنا عيسى، الذي ولد في فلسطين ونشأ فيها، وبالتالي العرب من المسيحيين الذين اعتنقوا النصرانية لهم أكثر من 2000 سنة، ثم تجذر الوجود العربي وبدا واضحا وبهذه الحضارة التي تجسدها القدس بكل ما فيها من مقدسات وآثار وحضارة وقصور تدل على تعاقب الحضارات والحقب الزمنية الإسلامية العربية في المدينة المقدسة، ويكفي أن نقول أن المسجد الأقصى المسقوف الآن هو من بناءه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الفتح، ثم توسع فيه معاوية، ثم عبد الملك بن مروان حتى جاء على هذا الشكل.

وشدد على أن القدس عربية، ومسؤولية العرب كثيرة، ثم إسلامية، متسائلاً كيف يمكن أن نحافظ على المدينة المقدسة؟. مجيباً أن البعد الأول يتمثل في أنه لا عذر لنا كفلسطينيين أن يبقى صفنا متفرقاً، أو أن لا نكون وحدة واحدة تماماً بكل مكونات الشعب، تتجه بوصلته للقدس فقط، ولا يجوز أن يعلو أي خلاف على القدس ومكانتها، وهذا حجر الزاوية الحقيقة، لحماية القدس.

أما البعد الثاني وهو العربي، فلا نعفي عربيا من واجبه القيام بحماية القدس، مؤكداً أنه وبكل أسف الموقف العربي ليس بالمستوى المطلوب تماما لرد هذه الهجمة على القدس المتمثلة بقرار ترامب وما تبعه من خطابات، وأنه لازال لم يرق للموقف المطلوب والتي تستحقه القدس،

أما البعد الثالث والمتمثل بالبعد الإسلامي، والذي يشبه الموقف العربي كونه لم يرتق لمستوى المسؤولية لحمل أمانة القدس والدفاع عنها. لافتاً إلى أن هناك دول إسلامية كثيرة ربما لم يتظاهر فيها أحد ضد قرار ترامب.

وشدد على أن المسؤولية الأولى هي فلسطينية بالدرجة الأولى وهي حجر الزاوية كونهم الحراس وكونهم الأقرب لبوابات القدس وساحات الأقصى والقيامة وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية، ثم العربي، وهو بعد مسؤول كمسؤولية الفلسطينيين ويجب أن تكون بوصلتهم للقدس، ويجب أن تكون المواقف على مستوى الحدث والخطر الذي يحدث بالقدس، ومن ثم العالم الإسلامي، وبعد ذلك أحرار العالم والدول الصديقة ولها مواقفها.

وأكد على أن العرب والفلسطينيين لا ينتظرون جيوش العالم تأتي لتحرر القدس وهم مع الأسف على الأقل لا يقيمون موقفا صلباً من الموقف الأمريكي.

وتساءل.. طالما غابت الجيوش والكرامة العربية والإسلامية عن ساحات القدس.. فأين الموقف العربي والاسلامي الذي يرتقي لمستوى الحدث؟. معرباً عن أمله أن تكون الأيام القادمة يدرك فيها العرب والمسلمون والشعوب قبل الحكام أن المسالة خطيرة التي تمثل القدس عقيدة الامة وحضارتها، وتمثل كل الابعاد الديني التعبدي الحضاري التاريخي القومي.

آلية استنهاض الشعوب نصرة للقدس

وحول آلية استنهاض الشعوب لنصرة القدس، أوضح الشيخ حسين مفتي القدس، أن الواجب العربي تجاه القدس يجب أن ينبع من قلب الشعوب، وأوضح أن الشعب الفلسطيني تحرك فوراً عقب القرار الأمريكي من تلقاء نفسه، ولم ينتظر أوامر من القيادة أو وسائل الإعلام، لأنه يدرك واجبه تجاه القدس، وهذا يفترض عن الشعوب العربية، ليقولوا كلمتهم.

البوصلة التي لا تتجه للقدس بوصلة خائنة

وأشار المفتي حسين إلى أن القضية حينما كانت تستهدف المسجد الأقصى في تموز الماضي، في قضية البوابات الالكترونية، توحد الجميع خلف شعار واحد "يجب حماية القدس والمسجد الأقصى" فكان الالتفاف وكان هذا الإصرار ومن استطاع من الداخل والضفة الوصول لبوابات الأقصى وصل، إضافة إلى المواقف الداعمة من غزة والشتات ويهتفون بالروح بالدم نفديك يا أقصى. أما الآن فالقضية هي القدس بأكملها، بكل مقدساتها ومكوناتها ومقدراتها، لذلك فهم الشعب الفلسطيني واجبه تجاه القدس وتحرك في كل الأرض الفلسطينية، وتحرك الشعب في الشتات لأنه يدرك أن البوصلة التي لا تتجه للقدس هي بوصلة خائنة متخاذلة مشبوهة، بالتالي توجهت البوصلة للقدس.

وأعرب عن أمله أن تتطور هبات الشعوب العربية لتنخرط الأمة كل الأمة بحكامها بأن تكون القدس فوق كل الخلافات والاجندات في موقف واحد وموحد حتى يتم رد هذه المؤامرات التي تستهدف القدس وحضارتها.

يجب أن تطبق الدول العربية والإسلامية قرارات الأزهر بشأن القدس

وحول مؤتمر الأزهر حول القدس، أكد المفتي الشيخ حسين، أنه مؤتمر هام كونه يصدر من الازهر بما يمثله من مرجعية إسلامية لها ثقلها وتأثيرها في العالم العربي والإسلامي، ثم الحضور اللافت والتي شاركت فيه 86 دولة، وتأكيد المؤتمر بشكل واضح على رفضه الإعلان الأمريكي، وأكد على أن القدس هي فلسطينية عربية إسلامية، ومدينة مقدسة تماما يجب أن يحافظ عليها وحرمتها ومقدساتها. إضافة إلى أن الأزهر اقترح أن يكون العام الحالي 2018 هو عام القدس وهو ما حظي بترحيب من كل الحاضرين.

واكد على أهمية قرر الازهر أنه سيدرس مساق عن القضية الفلسطينية والقدس ليكون النشئ الجديد، متمنياً أن تحذو الدول العربية والإسلامية بتدريس المساقات في مدارسها لنعيد الوعي للقضية الفلسطينية في العالم العربي والإسلامي، وحتى تصبح الشعوب الناشئة على بينة بالقدس ومكانتها.