Menu

لماذا لا يعتمد الكيان على أسلوب شراء المعلومات عن المقاومة

قــاوم_قسم المتابعة/على الرغم من أن عدد من أجهزة المخابرات العالمة تعتمد أسلوب شراء المعلومات الاستخبارية مقابل مبالغ مالية, إلا أن الاحتلال لا يعتمد بشكل أساسي على هذا الأسلوب, نظراً لعدة اعتبارات تتعلق بطبيعة التهديدات التي يواجهها الكيان, واختلاف طبيعة المعلومات التي يحتاج إليها, فضلاً عن اعتماده على أساليب أخرى يعتبرها الكيان أكثر جدوى من أسلوب شراء المعلومات.

إن الدول التي تعتمد على أسلوب شراء المعلومات تكون حاجتها أكثر لمعلومات ذات بعد استراتيجي, وهذا يكون بين دول متنافسة, كالحرب الاستخبارية بين الولايات المتحدة وروسيا, حيث تكون تلك الدول مستعدة لدفع أموال طائلة مقابل الحصول على معلومات سرية هامة حول الدولة الخصم, على خلاف طبيعة المعلومات التي يسعى الكيان لجمعها عن المقاومة والتي تتعلق أغلبها بمقدرات المقاومة العسكرية وتحركات قيادتها, وبالتالي يرى الكيان أن شراء تلك المعلومات يحتاج ميزانية كبيرة في ظل تعدد حاجات الكيان للمعلومات, ومتابعته لمعلومات تفصيلية حول المقاومة.

من جهة ثانية, فإن الكيان لديه أساليب أخرى أكثر جدوى وأقل تكلفة من أسلوب شراء المعلومات, مثل الابتزاز الأخلاقي والضغط على حاجات سكان القطاع الإنسانية من خلال تشديد الحصار, بخلاف الدول الأخرى التي تعتمد على أسلوب شراء المعلومات بسبب محدودية جدوى تلك الأساليب في تحقيق غايات تلك الدول في تحصيل المعلومات, وبالتالي تعتمد تلك الدول على أسلوب شراء المعلومات والذي يستطيع جذب مسئولين من دول الخصوم للتعاون معها.

إن الكيان يستخدم أسلوب الإغراء المالي في المرحلة الأولى فقط من عملية إسقاط العملاء, ثم ينتقل إلى مراحل أخرى بعد عملية الإسقاط, ويتوقف عن أسلوب تقديم الأموال مقابل المعلومات التي يقدمها العميل, حيث يكون ذلك العميل قد تورط في الارتباط مع مخابرات الاحتلال, ويبدأ الضابط الصهيوني في إجبار ذلك العميل على جمع المعلومات, وابتزازه من خلال إيهامه بأن مصيره مرتبط بالاحتلال ولا يمكنه التراجع, حيث يرى الكيان أنه يستطيع إجبار العملاء على تقديم معلومات دون مقابل مالي من خلال ابتزازهم والضغط عليهم.

وقد أظهرت التحقيقات مع عدد من العملاء كيف أن ضابط المخابرات الصهيوني كان يستخف بهم, ويجبرهم على تنفيذ عدد من المهام التي تضر المقاومة دون تقديم مقابل مالي, حيث بينت التحقيقات أن بعض العملاء تلقوا مبالغ مالية تافهة جداً بعد قيامهم بأعمال تضر المقاومة, حيث يقول أحد العملاء خلال التحقيقات أنه بعد مطالبته لضابط المخابرات الصهيوني بإرسال أموال له بعد تنفيذه لعدد من المهام, كان رد ضابط المخابرات بأن أرسل له كرت جوال فئة 20 شيقل, وهذا يظهر مدى استخفاف ضابط المخابرات بذلك العميل الذي باع وطنه وتخلى عن مبادئه.

يحرص الاحتلال الصهيوني بشكل أساسي على الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن مقدرات الوطن والمقاومين بالمجان ودون تقديم مقابل مالي, حيث يرى أنه يستطيع الحصول على ما يحتاجه من المعلومات من خلال ابتزاز وضغط العميل بعد أن يتم إسقاطه في وحل العمالة, حيث يقتصر الكيان على استخدام أسلوب الإغراء المالي في عملية الإسقاط فقط, من أجل توريط ذلك العميل في التخابر مع الاحتلال ثم يتهرب من دفع أي أموال مقابل ذلك.

ومن هنا فإننا نحذر من أساليب خداع الاحتلال والتي يروج لها من خلال ادعائه بتقديم مبالغ ماليه مقابل الارتباط معه, كما ونحذر من أن أي تماهي مع مخابرات الاحتلال سيعود بالضرر الأكيد على صاحبه.