Menu

الاحتلال : الجدار حول غزة لم يمنع المقاومة من اختراقه

قــاوم_قسم المتابعة/حذر عالم جيولوجيا ومستشار لرئيس أركان الجيش الصهيوني من أن فائدة الجدار الذي يبنيه الكيان الصهيوني عند الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وقسم منه تحت الأرض، من أجل منع حفر أنفاق هجومية تمتد من القطاع باتجاه الكيان الصهيوني، ستكون محدودة لفترة معينة. ورغم التكلفة المرتفعة لبناء هذا الجدار، إلا أن شركات أجنبية تمتنع عن التقدم لمناقصات لتنفيذ مشروع الجدار.

يشار إلى أن تكلفة بناء هذا الجدار تقدر بثلاثة مليارات شيقل، ونشرت ما تسمي بوزارة الحرب الصهيونيةة حتى الآن مناقصات لتنفيذ أعمال فيه بمبلغ يتراوح ما بين 600 إلى 800 مليون شيقل. ويصل طول هذا الجدار إلى 65 كيلومترا، وتبلغ تكلفة بناء كيلومتر واحد من الجدار بعمق 6 أمتار إلى عشرات الأمتار في مقاطع معينة تحت الأرض 40 مليون شيقل، ويتوقع انتهاء العمل فيه بعد سنتين، وسيعمل فيه نحو ألف عامل في 40 موقعا.

لكن صحيفة عبرية ذكرت في تقرير نشرته اليوم، الأحد، أن مصادر ضالعة في موضوع بناء هذا الجدار تشكك في أن تكلفة بنائه ستتوقف عند الميزانية المخصصة له، وذلك على ضوء التعقيدات التكنولوجية وانعدام اليقين حيال جزء من مركباته الهندسية.

وبعد نشر أربع مناقصات لبناء مقاطع من هذا الجدار، الأسبوع الماضي، امتنعت شركات أجنبية تعمل في الكيان الصهيوني عن التقدم لهذه المناقصات، "لأسباب سياسية" بحسب الصحيفة. إذ امتنعت شركات صينية، تعمل في بناء خط سكة القطار البلدي في تل الربيع، وشركات فرنسية تعمل في مجال البناء داخل الكيان الصهيوني.

ولا تخفي ما تسمي بوزارة الأمن الصهيونية أن بناء هذا الجدار يأتي أيضا من محل نفساني لسكان البلدات الصهيونية المحيطة بالقطاع، الذين يتخوفون من الأنفاق الهجومية، وقالوا خلال السنوات الماضية إنهم يسمعون داخل بيوتهم أصوات حفر أنفاق.

ونقلت الصحيفة عن عالم الجيولوجيا والعقيد في الاحتياط في الجيش الصهيوني، يوسي لنغوتسكي، وأشغل منصب مستشار رئيس أركان الجيش لتهديد الأنفاق، قوله إن "حواجز تحت الأرض من أجل منع التسلل عبر أنفاق ليست مجدية سوى لفترة زمنية محدودة وحسب. هذا كان رأيي الذي قدمته إلى جهاز الحرب منذ العام 2005".

وأضاف أنه "حتى لو كان التسلل عبر الحاجز الجديد إلى الكيان الصهيوني ليس بسيطا، إلا أن عدوا عنيدا وذكيا مثل المقاومة في غزة سيجد السبيل للقيام بذلك. وبناء حاجز بتكلفة مليارات الشواقل هو إثبات على فشل جهاز الحرب، الذي لم ينجح طوال 15 عاما في التغلب على تهديد الأنفاق". لكن هذا الخبير اعتبر أن "زيادة الاحتمال لحل كان ولا يزال مشروط بإقامة ’مديرية أنفاق’، تختص في موضوع الأنفاق وتجمع على مدار سنين الخبرات المطلوبة لمنع هذا التهديد".

ووصف لنغوتسكي هذا الجدار بأنه "عملية متسرعة لتهدئة الضمير".