Menu

3 سنوات على عدوان 2014

قـــــاوم / قسم المتابعة / يوافق اليوم السبت الثامن من يوليو، الذكرى السنوية الثالثة للحرب الأخيرة التي شنّها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة صيف 2014، والتي وصفت بالأكثر عداونية وشراسة على مدار 51 يومًا؛ في وقت لا تزال المعاناة الإنسانية جرّاء الأوضاع التي يصفها أمميون، بـ "الكارثية".

تسلسل الأحداث

بدأ العدوان العسكري الصهيوني على القطاع، وكأنه رد فعل على قصف متبادل مع المقاومة الفلسطينية في غزة إثر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة بعد خطف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس المحتلة يوم 2 يوليو 2014 وتعذيبه وحرقه.

لكن إعادة اعتقال قوات الاحتلال لعشرات من محرري صفقة "شاليط"، ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني ، كشف أن قرار الاحتلال العدوان على قطاع غزة للمرة الثالثة يهدف إلى تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية.

كما يهدف لتدمير بنية القطاع التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم ضد فصائل المقاومة، خاصة بعد اندلاع احتجاجات في القدس والأراضي المحتلة وأراضي عام 1948، بعد دعس مستوطن صهيوني عاملين فلسطينيين قرب مدينة حيفا داخل فلسطين المحتلة.

وأعلن الاحتلال انطلاق حملته العسكرية .

ارتكاب مجازر

في اليوم الأول من الحرب استدعى الجيش الصهيوني 40 ألفًا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدًا و28 جريحًا فلسطينيًا، ثم توالت المجازر، وقصفت المباني والمساجد والبنية التحتية في غارات جوية مكثفة.

المقاومة الفلسطينية

أبدت الفصائل الفلسطينية مقاومة شرسة على مدى أيام العدوان، وردت بقصف مستوطنات الاحتلال المتاخمة للقطاع، قبل أن يتوسع قصفها ليطال عشرات المدن الرئيسية والمستوطنات داخل فلسطين المحتلة، مثل القدس وتل الربيع ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا، وصولا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع.

وأظهرت الفصائل قدرة قتالية وتطوير لآلياتها في المقاومة بشكل لم يتوقعه الاحتلال الذي لجأ إلى "القبة الحديدية" في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، وأعلن عن تدمير عدد منها.

الخسائر

خلف العدوان على غزة صيف 2014 خسائر كبيرة في قطاع غزة وعند الاحتلال الصهيوني:

خسائر غزة

بعد الحرب على غزة، أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرًا شاملًا عن الخسائر البشرية والمادية بالتعاون مع وكالة الصحافة الفلسطينية.

وأظهر التقرير استشهاد 1742 فلسطينيًا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلًا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، واستشهاد 340 مقاومًا فلسطينيًا، وجرح 8710 من مواطني القطاع.

وتسببت الحرب، بإصابة 302 سيدة، منهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.

كما استشهد 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف و16 صحفيا.

ودمر القصف الصهيوني للقطاع 62 مسجدًا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.

في المقابل، قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن أكثر من 2147 فلسطينيًا لقوا حتفهم خلال العدوان.

مفقودو الحرب

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، أن مصير 19 فلسطينيًا ما زال مجهولا، حتّى اللحظة، جرّاء الحرب الأخيرة.

وقالت المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة في غزة سهير زقوت: "اللجنة بذلت جهودًا منذ نهاية الحرب، للكشف عن مصير 19 فلسطينيا فقدوا خلالها.. بصفتنا وسيطا محايداً، تواصلنا مع الجهات المعنية في الاحتلال لتسهيل التعرف على هوية المفقودين، لكننا لم نتلق أي إجابة حتى اللحظة".

خسائر الاحتلال

على صعيد خسائر الاحتلال، قُتل 64 جنديا وستة مستوطنين بينهم امرأة؛ ومن بين الجنود القتلى من يحملون أيضا جنسيات أخرى كالأميركية والبلجيكية والفرنسية وغيرها.

أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحا. فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة، و370 مليون دولار وغيرها.

وأبان عن هذه الخسائر تقرير أعده مراقب الدولة "يوسف شبيرا" حول إخفاقات "حرب غزة" صيف 2014، والتي هددت بالإطاحة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق موشي يعلون .

وكانت المقاومة أعلنت في يوليو 2014 أسر الجندي أورون شاؤول أثناء تصديها للاجتياح البري شرق مدينة غزة، فيما اختفت آثار الضابط هدار جولدن في الأول من أوغسطس 2014 شرق مدينة رفح .

ولا يقتصر المفقودين في قطاع غزة على "هدار وشاؤول"، فقد سمحت الرقابة الصهيونية في يوليو 2015 بنشر نبأ اختفاء الصهيوني "أبراهام منغستو" من ذوي الأصول الأثيوبية بقطاع غزة قبل 11 أشهر (سبتمبر 2014)، بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع.


آثار الحرب

ورغم انتهاء الحرب، إلا أن سكان القطاع يتخوفون من انفجار مخلّفاتها (صواريخ وقنابل؛ وتقول "أونروا" أن تلك المخلّفات تشكّل تهديدًا كبيرًا ومستمراً للمدنيين ولعمليات إعادة الإعمار في غزة.

وفي مارس 2016، أعلنت "أونروا" عن إزالة ما يقارب نحو 3 آلاف مادة متفجرة فقط، من أصل 7 آلاف، منذ انتهاء الحرب الصهيونية صيف عام 2014.

وتقول الوكالة، إن نحو 16 شخصاً فلسطينياً، لقوا مصرعهم وأصيب 97 آخرين، بينهم 48 طفلا، في حوادث مخلفات الحرب القابلة للانفجار؛ منذ عام 2014.

وبحسب دائرة "هندسة المتفجرات"، بوزارة الداخلية بغزة، إن عدد المنازل المأهولة بالسكان ويشتبه بوجود قنابل وصواريخ صهيونية غير منفجرة أسفلها، يبلغ حوالي 40 منزلاً موزعةً على أنحاء القطاع.

تقرير أممي

وخلص تقرير للجنة تقصي الحقائق حول العدوان العسكري الصهيوني على قطاع غزة صيف 2014، نشر في نهاية يونيو 2015 وعرف بـتقرير "ديفيس"، إلى أن العدوان الصهيوني على غزة "يرقى إلى جرائم الحرب"، وأن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب حيث شنت أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية.