Menu
صراع الأدمغة ,,,هكذا ضَبطت المقاومة اللبنانية جهازي التجسس الصهيوني في الجنوب اللبناني

صراع الأدمغة ,,,هكذا ضَبطت المقاومة اللبنانية جهازي التجسس الصهيوني في الجنوب اللبناني

قــاوم- قسم المتابعة: شهد الجنوب اللبناني، في الساعات الأخيرة، جولة جديدة من جولات «الحرب الأمنية والمخابراتية» المفتوحة مع العدو الصهيوني، انتهت إلى انجاز إضافي للبنان، جيشا ومقاومة، تمثل في كشف جهازي تنصت معاديين، تم زرعهما بعد «حرب تموز» 2006 في احد الوديان بين بلدتي حولا وميس الجبل بهدف التجسس والمراقبة، ما دفع بالعدو إلى تفجيرهما عن بُعد، لئلا يقعا في يد المقاومة والجيش. وإذا جرى عطف هذا التطور النوعي على الضربات الموجعة التي كانت شبكات التجسس الصهيونية العاملة في العمق اللبناني قد تلقتها في الأشهر الماضية ما أدى إلى تفكيك عدد كبير منها، فإن ذلك يقود إلى الاستنتاج بأن المقاومة تقدم انجازا نوعيا جديدا بفعل حضورها وجهوزيتها وتكاملها مع جيشها وأهلها فيما بات هامش الحركة الأمنية والاستخباراتية للعدو يضيق كثيرا لا بل يمكن القول ان لبنان لم يعد يشكل «بيئة آمنة» لعمل عملائه أو أجهزته التقنية. كما ان اكتشاف هذه الأجهزة يشكل اعتداء وخرقا إضافيا للقرار 1701، ينضم إلى لائحة طويلة من آلاف الخروقات الصهيونية، جوا وبرا وبحرا، للسيادة اللبنانية، خاصة وأن المعطيات التي تملكها المقاومة، أظهرت أن هذه الأجهزة زرعت داخل الأراضي اللبنانية المحررة بعد «حرب تموز» 2006، وليس خلالها كما حاول بيان قيادة «اليونيفيل» أن يوحي بذلك، من دون أن يقدم اية توضيحات للبنانيين حول الاستنتاج بأنها من مخلفات تموز، علما بأن أسلوب تعامل الصهاينة مع الأجهزة وصولا الى تفجيرها وتهديد الجيش اللبناني و«اليونيفيل» بعدم الاقتراب منها قبل تفجيرها، انما أعطى الدليل الكافي حول حيوية هذه الأجهزة وأهميتها وفاعليتها عند الصهاينة وحرصهم على عدم وصولها الى يد الجيش اللبناني أو المقاومة. واذا كانت المقاومة لم تعلن في بيانها الذي اصدرته قرابة الواحدة والنصف من فجر اليوم، كيفية وضع يدها على هذه التقنية المتطورة من الجانب الصهيوني، فإن ما يجدر التوقف عنده أيضا في سياق تطورات الساعات الـ48 الماضية هو لجوء الجيش اللبناني الى التصدي بالمضادات الجوية لطائرات الاستطلاع الصهيونية التي حلقت بكثافة في أجواء المنطقة الحدودية بعد اكتشاف جهازي التنصت. وعلمت «السفير» أن قيادة الجيش أبلغت قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو أن الجيش اتخذ قرارا بإطلاق النار على أي طائرة صهيونية تخترق السيادة اللبنانية. وفي التفاصيل، أن مجموعة من المقاومة اكتشفت جهازي رصد وإرسال مزروعين في «وادي العنق» بين بلدتي حولا وميس الجبل، أمس الأول، فقامت بإبلاغ الجيش بالأمر ليتولى مسح المكان، ولكن الجيش الصهيوني سارع مساء أمس الأول إلى تفجير احدهما عن بُعد من داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة (الجهازان مزودان بعبوات ناسفة)، بعدما عرف ان أمرهما قد افتضح، كونهما مُصممين بطريقة تتيح للعدو ان يلتقط فورا أي جسم غريب يقترب منهما، او أي تهديد يتعرضان له. ولاحقا، نصح الصهاينة الجيش اللبناني، عبر «اليونيفيل»، بعدم الاقتراب من الجهاز الثاني لانهم بصدد تفجيره. وقبل ان يتحرك الجيش والقوات الدولية صباحا في اتجاه المكان، قام العدو بتفجير الجهاز المذكور بالطريقة ذاتها. وعلى الاثر، حاولت دورية اسبانية التحرك منفردة نحو موقع الحادث، إلا ان الجيش طلب أن تتولى قوة من فوج الهندسة فيه معاينة الموقع تؤازرها قوة دولية ـ لبنانية، حيث تم العثور على 6 صناديق وكابلات تعود الى الجهازين المدمرين اللذين تبين ان لكل منهما صندوقا يضم 360بطارية، تتولى تعبئتهما بالطاقة المطلوبة. وعلمت «السفير» ان الجهازين موصولان، عبر كابلات، بعمود ارسال مزود بكاميرات موجود في مستعمرة المنارة المتاخمة للحدود اللبنانية، حيث كانا ينقلان اليه تلقائيا كل حركة يرصدانها ضمن مدى جغرافي معين. وفيما كانت القوة المشتركة من الجيش واليونيفيل تواصل عملية المسح، حلقت في الاجواء طائرة إستطلاع إسرائيلية «أم.ك»، فتصدت لها مضادات الجيش، وما لبثت هذه الطائرة أن أعادت الكرّة مرة ثانية، فواجهها الجيش مجددا باطلاق النار عليها. وعلى الاثر، عمدت مروحية دولية تابعة لـ «اليونيفيل» الى التحليق في أجواء المنطقة، ما دفع طائرة الاستطلاع الى الانكفاء. «حزب الله»: فشل صهيوني جديد وأصدر «حزب الله» البيان الآتي: في إنجاز نوعي للمقاومة الإسلامية، كشفت خلاله وأحبطت عدواناً تجسسياً للعدو الصهيوني، تمكنت الأجهزة المعنية في المقاومة من اكتشاف جهاز تجسسي وضعه العدو الصهيوني على خط سلكي بين بلدتي حولا وميس الجبل والذي كان قد تم تمديده بعيد حرب تموز 2006، وتبيّن أن هذا الجهاز مفخخ بعبوة ناسفة. وبعد أن أدرك العدو انكشاف أمره، قام بتفجيره، على الأثر، قامت قوة من الجيش اللبناني و»اليونيفيل» باتخاذ إجراءات ما أدى إلى انكشاف عدد جديد من الأجهزة والعبوات، قام العدو بتفجير البعض منها وتم تفكيك البعض الآخر. إن هذا الفشل الجديد للعدو الصهيوني، بعد فشله في حماية جواسيسه على الأرض الذين تم كشف عدد كبير من شبكاتهم في الأشهر القليلة الماضية، يؤكد مرة أخرى أن العدو الإسرائيلي، يؤكد مرة أخرى استمراره في خرق سيادتنا الوطنية ومحاولة استباحة بلدنا في البحر والجو والبر، حيث لا يتوانى هذا العدو عن القيام بأية ممارسات تستهدف بلدنا». وقال المتحدث باسم «اليونيفيل» الكولونيل دييغو فولكو لوكالة «فرانس برس» ان المعلومات الاولية تشير الى ان الانفجارين اللذين وقعا في الجنوب نتجا من مواد متفجرة داخل جهازين لاقطين تحت الارض، يبدو ان القوات الصهيونية زرعتهما في هذه المنطقة خلال حرب العام 2006». قيادة الجيش وأصدرت قيادة الجيش بيانا جاء فيه انه عند الساعة 20,20 من يوم أمس الاول، قام العدو الصهيوني بعملية تفجير عن بعد لجهاز رصد وارسال في وادي حولا داخل الاراضي اللبنانية، وعند الساعة 8,15 من صباح امس، قام بتفجير جهاز آخر بالطريقة نفسها وفي المكان ذاته. بعدها قامت وحدات من الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بتفكيك معدات كانت تستعمل لصالح الجهازين المذكورين، فيما تقوم لجنة مشتركة بينهما بالتحقيق حول ملابسات هذا الحادث، وقد تصدت مضادات الجيش اللبناني لطلعات العدو الاستطلاعية فوق بلدتي ميس الجبل وحولا، والعمل جار للبحث عن عبوات اخرى». الجانب الصهيوني واعتبر الكيان الصهيوني أن ما نشر في لبنان حول تدمير أجهزة تنصت في الجنوب اللبناني ليس سوى محاولة من جانب «حزب الله» لصرف الأنظار عما تسميه «انفجار مخزن سلاح في طيرفلسيه الأسبوع الفائت». وجريا على عادة الناطقين الرسميين باسم الجيش أو الحكومة الصهيونية في أحداث كهذه، فإن الناطق بلسان الجيش قال «إننا نرفض الانجرار لتبادل التصريحات مع حزب الله». واعتبر الجيش الصهيوني في بيان له ان حزب الله يحاول «مرة جديدة تحويل انتباه المجتمع الدولي عن انتهاكاته المستمرة للقرار الدولي 1701». واضاف: تم اثبات هذه الانتهاكات عبر الاحداث الاخيرة. ان احداث اليوم تثبت الوجود العسكري لحزب الله في جنوب لبنان، وخصوصا في القرى اللبنانية القريبة من الحدود. وقال الناطق بلسان الجيش الصهيوني إن الاتهامات اللبنانية لإسرائيل بزرع أجهزة تنصت لا تستحق الرد. غير أن المراسل العسكري للقناة العاشرة اعتبر أن اكتشاف أجهزة التنصت الصهيونية جزء من الحرب الاستخبارية الجارية والتي في إطارها تم تفكيك عدد من الشبكات التجسسية في لبنان.