Menu

علاقة التوكل على الله بالأمن

التوكل على الله بحر عميق، وهو طريق المؤمن وطريق الصالحين، وهو صلة عظمى بالله عز وجل، لا غنى للإنسان عنه إن أراد تحقيق أمنه والابتعاد عن كل ما يشوش فكره.

والتوكل على الله مهم جداً في باب الأمن على كل المستويات لأن العبد إذا قدم كل ما يستطيع وبذل كل ما يقدر أن يبذله من أسباب، فإنه لا يبقى له إلا أن يفزع إلى الله ويلقي بنفسه بين يديه ويطمئن إليه ويثق تمام الوثوق بأن الله حافظه ومانعه من أعدائه.

والقرآن الكريم مليء بالحديث عن التوكل فما أجمل قول الله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم).

حسبنا الله ونعم الوكيل قالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قيل له بعد غزوة أحد أن قريشاً ومن معها قد أجمعوا على الرجوع إلى المدينة المنورة واستئصال وإبادة المسلمين، وقالها إبراهيم عليه السلام حينما ألقي في النار، فكان الله تعالى معهم ناصرهم ومعينهم.

لا شك أن قولنا: "حسبنا الله ونعم الوكيل" له عظيم النفع وبالغ الأثر في كشف الضر والبلاء، لما فيه من اعتصام بالله عز وجل، وركون إليه، وتفويض الأمر له، وإظهار التوكل عليه سبحانه، وهو دعاء يناسب كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف، أو شدة أو كرب أو مصيبة، فيكون لسان الحال الالتجاء إلى الله، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين.