Menu

15 عامًا على مجزرة جنين التي كسرت السور الواقي بقيادة المجرم شارون

قــاوم_قسم المتابعة/يوافق اليوم الثاني من إبريل الذكرى الخامسة عشر على مجزرة الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين شمال الضفة المحتلة خلال عملية "السور الواقي" للقضاء على المقاومة الفلسطينية بالضفة بعد بداية انتفاضة الأقصى عام 2000.

وفي تسلسل الأحداث من بداية العملية، لم يمر يوم واحد على عملية فندق "البارك"في قلب مدينة "نتانيا" المحتلة، حتى جن جنون رئيس حكومة الاحتلال أريئيل شارون، ليعلن اجتياح الضفة المحتلة بالكامل فيما عُرف بعملية "السور الواقي".

وكانت العملية وقعها أليم على دولة الاحتلال والتي نفذها الاستشهادي عبد الباسط عودة وأسفرت عن قتْل 36 صهيونيا، وإصابة 190 آخرين، وتوجت شهراً بطولياً من العمليات الاستشهادية.

وأسمى المتطرف شارون ذلك الشهر "آذار الأسود" إذ قُتل فيه 105 من الصهاينة، بينهم 26 جندياً، خلال العمليات الاستشهادية، فما كان منه إلا أن أعطى الضوء الأخضر لاجتياح الضفة، متوهماً بقدرته على إنهاء انتفاضة الأقصى.

مسرح العملية

وفي ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة الموافق 29/3/2002، شرعت قوات الاحتلال معززة بمئات الدبابات وناقلات الجند وبغطاء جوي، باجتياح مدن الضفة كافة، بدءاً من رام الله بمحاصرة مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات وعزله في مكتبه.

وفي الأيام الأولى استشهد ستة من كوادر المقاومة الفلسطينية باشتباك مسلح في طوباس في عملية السور الواقي في الخامس من أبريل، كان على رأسهم القائد المهندس قيس عدوان من مدينة جنين المسؤول عن سلسلة عمليات استشهادية.

وخرج الصهيوني شارون في خطاب له في 8/4/2002، ليؤكد استمرار العملية وبقاء جيشه في مناطق تواجده حتى تحقيق أهدافه بتفكيك البنية التحتية للمقاومة، وإفشال العمليات، مع رفضه فكرة المفاوضات مع أي طرف، والسعي إلى حل مرحلي طويل.

جنين الأسطورة

وكانت "جنين" على موعد مع المعركة الأبرز على مدار عشرة أيام، بقتْل قرابة 40 جندياً، وإصابة 140 آخرين، 13 منهم في يوم واحد في 9 أبريل خلال كمين محكم للمقاومة الفلسطينية نفذه الشهيدان محمد وأمجد الفايد ومعهم الشهيد نضال النوباني في حارة الحواشين.

وعلى وقع هول الصدمة بإبادة الجنود ارتكب الاحتلال مجزرة في المخيم ارتقى فيها أكثر من 100 شهيد حسب مصادر فلسطينية، وجُرح 355 آخرون، جرى انتشال 57 منهم فقط، بينما نقل الاحتلال بقية الجثث ودفنها في الأغوار، بعد تجريف الاحتلال للمنازل ونسفها على ساكنيها باتباع سياسة "الأرض المحروقة".

وخلال المعركة ارتقى 15 مجاهداً في المخيم، أبرزهم القائد محمود الحلوة، والقائد محمود طوالبة.

وفي ثاني المعارك التي سطرها رجال المقاومة كانت ملحمة حي القصبة البطولية في البلدة القديمة بنابلس، قُتل فيها قرابة 42 جندياً صهيونيا، وأصيب 118 آخرون، فيما ارتقى 90 شهيداً فلسطينياً وأصيب قرابة 200 آخرين.

المقاومة لم تمت

وقاتلت واستبسلت المقاومة ولم تخضع في قتال جنود الاحتلال حتى نفاد كل ما في جعبتها من ذخيرة، ليستفرد الاحتلال بالمدنيين العزل في منازلهم بدم بارد.

وفي سياق المجزرة منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى إنقاذهم، إمعاناً في مواصلتها وإخفاء فصولها عن الإعلام.

وحاول المجحوم شارون رسم صورة النصر في خطاباته على مدار أيام العملية، ملمحاً إلى سعي جيشه إلى تنفيذ المرحلة الثانية من العملية، لكنه الخوف بدد أوهام انتصاراته على وقع صمود المقاومين، حتى أعلن انتهاء العملية في الحادي والعشرين من أبريل.

نصر وهمي للاحتلال

وخلال اجتياح الضفة استشهد أكثر من 250 فلسطينياً، بينما أعلن الاحتلال اعتقاله حوالي 5000 فلسطيني خلالها، منهم 1400 من كوادر المقاومة، ومصادرته مئات العبوات الناسفة والأسلحة من السلطة، وتدمير مقر المقاطعة وعزل عرفات.

هذه هي الصورة التي سوّقها الاحتلال لرسم صورة نجاحه في إيقاف العمليات الاستشهادية، إلا أن عسكريين في دولة الاحتلال وصموا العملية بـ"الفشل"، متسائلين عن موقف المجحوم شارون حال تواصلت العمليات الاستشهادية.

العمليات الفدائية لم تنتهِ

وهو ما حدث بالفعل، إذ تواصلت مسيرة المقاومة، ولم يدرِ الاحتلال أن قائد الأول بجنين نصر جرار وضع بصماته على عملية نوعية في صفد، صدم بها الاحتلال في 4 أغسطس، بعد 4 أشهر من انتهاء "السور الواقي".

العملية نفذها الاستشهادي جهاد حمادة من بلدة برقين بجنين قتل فيها 12 صهيونيا، لتكون كفيلة بالإعلان عن فشل السور الواقي الذي صدعه صمود المقاومين، وهدمه تواصل جهادهم ومقاومتهم حتى تحرير فلسطين.