Menu

والد فقها": الجيش الصهيوني هدد مرارًا باغتيال مازن لنشاطه العسكري في غزة

قــاوم_قسم المتابعة/احتشد المواطنون أمام منزل والد الشهيد مازن فقها في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة فور ورود خبر اغتياله، وسط حالة من الصدمة لنهاية كانت متوقعة لمقاوم استمر في عطائه حتى آخر يوم في حياته.

ويقول والده محمد فقها إن الاحتلال هو المسئول عن عملية اغتياله، ونحن نحمله كامل المسئولية عن جريمته، وسبق وتعرض للتهديدات المكثفة من قبل المخابرات الصهيونية .

ويضيف: "تعرض منزلنا للاقتحام مرارًا وتكرارًا من قبل ضباط مخابرات الاحتلال، وكان يتم توجيه الرسائل المباشرة لنا بأن مازن سيتعرض للاغتيال والتصفية".

ويشير فقها إلى أن مخابرات الاحتلال كانت تتهم مازن بالاستمرار في عمله في المقاومة الفلسطينية، ويوجهون التهديدات بأنه إن استمر في طريقه فسيتم اغتياله، وهو ما تم بالفعل.

نهاية كل مقاوم

ورغم مرارة الألم، لا يخفي والد مازن فخره بابنه طوال مسيرة انضمامه للمقاومة ومطاردته من قبل قوات الاحتلال منذ عام 2001، حتى اعتقاله وتحرره في صفقة وفاء الأحرار ثم أبعد إلى قطاع غزة .

وعلى الرغم من أن بعض عائلات ذوي الشهداء والأسرى تنتهي معاناتهم باعتقال أو استشهاد أبنائهم، فإن معاناة والدة وعائلة الشهيد مازن فقها لم تتوقف ، فقد بدأ فصل جديد من المعاناة بعد وقت قصير من الإفراج عنه من سجون الاحتلال.

ويؤكد والده أن هذه النهاية كانت متوقعة لكل من سار في درب المقاومة، خاصة وأن الاحتلال وجه لنجله التهم والتهديدات على نطاق واسع خلال السنوات التي تلت إبعاده لقطاع غزة .

وفرضت مخابرات الاحتلال عقوبات على عائلة فقها خلال السنوات الأخيرة، تمثلت في منع جميع أفراد العائلة من السفر حتى لا يكون هناك لقاء مباشر بين مازن وعائلته في أي مكان .

عقوبات

ويشير والده إلى أنه حاول السفر لكن مخابرات الاحتلال فرضت عليهم المنع الأمني، وهو ما حرمه من أن يعايش لحظات مع نجله مازن ، ومع حفيديه الذين قدما إلى هذه الدنيا بعد زواج مازن وهما محمد وسما.

وفي الوقت الذي يلملم فيه أحزانه بفقدانه نجله مازن بشكل مفاجئ فإن همه وقلبه وعقله منشغل بحفيديه وزوجة ابنه هيام عصيدة من بلدة تل في مدينة نابلس والتي ارتبط بها وانتقلت للعيش في غزة عقب الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار.

وتشكل حكاية زوجة وأبناء الشهيد فقها فصلا آخر من فصول معاناة المبعدين إلى غزة من محرري صفقة وفاء الأحرار عام 2011 ممن حرموا من حنان واحتضان الجد والجدة والأسرة الممتدة ولم يكن متنفسًا للتواصل العائلي سوى وسائل التواصل الاجتماعي.

رحل الشهيد مازن وقلبه معلق بالضفة الغربية المحتلة التي كان يؤمن أنها مركز الصراع على الأرض وأن استمرار العمل المقاوم فيها ضرورة ملحة لا يجب أن تتوقف لأي ظرف كان، بحسب منشورات الشهيد على مواقع التواصل.

ويرى فقها الشهيد أن "المشروع الاستيطاني في الضفة المحتلة لن يتعثر إلا بالمقاومة التي عرف خباياها في جبال طوباس وجنين ونابلس".