Menu

محللون: تقرير العدوان الأخير على غزة قد يطيح بالمتطرف بنتنياهو

قــاوم_قسم المتابعة/أجمع محللون سياسيون وعسكريون أن التقرير الذي سيصدره الاحتلال الصهيوني حول العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، سيكشف عن اخفاقات حكومة الاحتلال في الاعداد للحرب، وخاصة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق موشيه يعلون.

وكانت وسائل اعلام صهيونية أكدت أنه سيصدر ما يسمى "تقرير مراقب الدولة" حول عملية "الجرف الصامد" على غزة صيف عام 2014 نهاية الشهر الجاري.

الخبير في الشؤون الصهيونية فادي عبد الهادي، توقع أن يوجه التقرير الصهيوني أصابع الاتهام لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتقصير، وتحميله المسؤولية وحده عن الفشل في العدوان الأخير على غزة، على اعتبار أن وزير الحرب السابق موشيه يعلون، وما يسمى بـ"قائد هيئة الأركان"الصهيوني بيني غينيتس أصبحا خارج الحكومة.

وأوضح عبدالهادي أنه "على الرغم من أن تقرير مراقب الدولة يتمحور حول ملف عسكري وهو الأنفاق، إلا أن الاعلام الصهيوني المناهض لنتنياهو (القناة العاشرة والقناة الثانية وصحيفة هآرتس) يحاولون تحويل إخفاقات الحرب لملف سياسي، الهدف منه هو إقصاء نتنياهو عن كرسي الحكم".

وأكد أنه، في حال وجه "تقرير مراقب الدولة" الاتهام للمتطرف لنتنياهو بالتقصير، يمكن أن تشكل الكيان الصهيوني لجنة تقصي حقائق يتم خلالها استدعاء متخذي القرارات خلال عدوان 2014، وإن ثبت تقصير نتنياهو، سيتم مطالبته بتقديم استقالته من منصبه.

ومن جهته، أكد الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية واصف عريقات، أن الأداء الخاطئ لـ "الكابينت" خلال عدوان 2014، هو اعتراف بحقيقة الإخفاقات والعجز على المستوى السياسي والعسكري الصهيوني.

وأشار عريقات أن الكابينت الصهيوني لم يكن على علم كافي بما يجري على الأرض خلال العدوان، ولم يكن لديه أي أهداف سياسية يحققها، وكل ما يتوفر لديه اعتداءات من أجل قتل الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة.

وأضاف أنه، "لم يكن هناك تنسيق وتعاون بين أعضاء الحكومة الصهيونية، وعدم فهم المستوى العسكري لما يريده المستوى السياسي، ويتمثل ذلك حينما سُئِل وزير التعليم نفتالي بينت نتنياهو: أين خطة الأنفاق فأجابه: لا يوجد خطة للأنفاق".

وأوضح أن، هذا يدل أن العدوان "الإسرائيلي" على غزة هو عدوان من أجل العدوان وقتل الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الاحتلال على المستوى العسكري دفع بكل إمكانيته في الحرب الأخيرة لإحراز بعض الأهداف على أرض الميدان.

وبيّن الخبير العسكري أن، الجيش الصهيوني يعاني من ردة فعل سلبية، وأصبحوا يخافون من مواجهة المقاوم الفلسطيني في أي حرب قادمة لعدم توفر المعلومات عن الأنفاق والمفاجئات التي تخبئها المقاومة، وهذه أحد الإخفاقات التي تحاول فيها القيادة الصهيونية تحميل بعضها البعض هذا الفشل.

وأشار إلى أن، "نتنياهو هش وضعيف ومتهم بعدة قضايا جنائية يمكن أن تودي بحياته السياسية، وهناك من يريد أن يخلف نتنياهو، وهناك قيادات تتربص لبعضها البعض وتنسج المكائد من أجل الوصول لمناصب في الحكم".

وحيال استراتيجية الحسم في المواجهة المقبلة، أكد أن الكيان الصهيوني تدرك جيداً أنه لا توجد خطة محددة لمواجهة المقاومة، فالمقاومة الفلسطينية يحتضنا الشعب في مواجهة أي خطر، والشعب قرر الصمود في وجه الاحتلال، كما أن الاحتلال يدرك التطور الكمي والنوعي لدى المقاومة.

وأوضح عريقات أن، الجيش الصهيوني لم يعد ذلك الجيش الذي يخطط وينفذ أهدافه بدقة، بل هو في حالة تخبط شديد ولا يدرك ماذا يفعل، مشيراً إلى الجندي الهيوني يقاتل في مسرح العمليات من جهة، وعائلته وأولاده يقاتلون من جهة أخرى، والصواريخ تنهال عليهم، وهذا لا يعطي الجندي المعنويات في القتال، بالإضافة إلى أن المقاومة ضربت الدبابات، كما أن الطائرات الصهيونية تتحرك بشكل حذر في وجود تهديد لها، وبذلك هو عاجز ميدانياً عن تحقيق الأهداف، وحينما يتحدثون عن استراتيجية إنما يتحدثون عن تدمير البنية التحتية، ولا يوجد خطة برية لدى الجيش الصهيوني للتقدم على الأرض، وسيستخدم فائض قوته الجوية، وطبعا هذا لها فاتورة سيحاسب عليها.

وعن تكرار الإعلام الصهيوني الفشل الذريع في الحرب على غزة، أوضح عريقات أن الاعلام العبري موجه ومرهون بأجهزة الأمن والاستخبارات والقيادة السياسية والكابينت الصهيوني، مشيراً إلى أنه لا يتعامل بمهنية في نقل الخبر بخلاف الاعلام الفلسطيني الذي تحدى الإعلام المعادي، وبالتالي الاعلام العبري ينقل وجهات نظرهم التي ترضي الجمهور الصهيوني ولا تعكس حقيقة أرض الواقع، فالواقع الفلسطيني اليوم بات قادرا على التصدي و ردع أي هجوم صهيوني.

 ومن جهته، أكد المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، وجود ارتباك بين المستوى السياسي والعسكري في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ولم يكن القرار واضحاً من الذي يقرر المستوى السياسي أم المستوى العسكري، الأمر الذي يدلل على حجم الإخفاقات التي أثرت سلباً على معنويات الجيش الصهيوني.

وتوقع الشرقاوي في حديثه أن يتم تحميل المستوى السياسي مسؤولية الاخفاقات في الحرب الأخيرة على القطاع، بما يتضمن فشله في تدمير الأنفاق، مشيراً إلى أنها هي السلاح الاستراتيجي الذي تستخدمه المقاومة في قض مضاجع الجيش الصهيوني، وما صرح به ليبرمان أخيراً بجعل غزة سنغافورة في مقابل التخلي عن الأنفاق والسلاح، ما هو إلا دلالة على القلق والخوف من الأنفاق.

وأوضح أن الجيش الصهيوني سيستخدم قواعد الخطة القديمة الخطة التي استخدمها بن غريون في الحرب المقبلة بنقل المعركة إلى أرض الخصم ويفتح المعركة ويتحكم في المدة الزمنية.

وأكد الشرقاوي، أن المقاومة الفلسطينية كسرت قواعد اللعبة وضربت العمق الصهيوني من جنوب تل الربيع وحتى قطاع غزة، كما أنها أغلقت مطاراته الجوية وفرضت منع التجول داخل الأراضي المحتلة وأفشلت خطته العسكرية وبذلك انكسرت مبادئ الحرب التي كان يعتمد عليها.