Menu

أبراج الاحتلال العسكرية.. بؤرٌ للقتل والرصد

قــاوم_قسم المتابعة/لم يكن الشهيد إياد حامد "38 عاما" من بلدة سلواد شرقي رام الله يعلم أن توجهه لصلاة الجمعة في بلدة قريبة سيكلفه حياته، فبمجرد اشتباه جنود الاحتلال تحوّل لهدف سهل لرصاصاتهم الغادرة، ليرتقي شهيدا على الفور.

كان الشهيد إياد الذي ارتقى في آب من العام الماضي من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استهدفه الجنود المتمركزين في البرج العسكري غرب بلدة سلواد، فرحل تاركاً طفلين، لكن يبدو أن تلك الأبراج العسكرية ما زالت ترصد أهدافا جديدة لقنصها، وتستمر في زرع الموت والرعب في صفوف المارّين قريبا منها.

تحيط بسلواد ثلاثة أبراج احتلالية من جهاتها الثلاث، أخطرها المقام على أراضي المواطنين غربي البلدة، والذي بات نقطة لاستهداف المواطنين بشكل دائم.

وقال عبد الرحمن صالح رئيس بلدية سلواد إنه خلال العام والنصف الماضيين ارتقى سبعة شهداء من سلواد على المدخل الغربي للبلدة، بعد استهدافهم من الجنود المتمركزين في البرج العسكري.

وأضاف صالح أن ذلك البرج بات خطرا على كل المارّين قريبا منه، وأن مجرد اشتباه الجنود بأحدهم يجعلهم يطلقون الرصاص تجاهه بلا رحمة.

وتقام عشرات الأبراج العسكرية الصهيونية على مداخل القرى والبلدات والمدن في الضفة الغربية، وهي تحولت إلى مكان لمراقبة الفلسطينيين والتضييق عليهم، وبث حقد الاحتلال ضدهم.

 بدوره، قال حسن بريجية منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم إن كثيرا من الأبراج العسكرية تحولت إلى أبراج موت، مثل المقامة على أراضي المواطنين في مخيم الجلزون ومخيم العروب وبيت فجار وتقوع، مؤكدا أن معظم من يجري اعتقالهم على يد قوات الاحتلال يكون قد رصدهم وراقبهم عبر تلك الأبراج.

وأكد بريجية أن الأبراج الاحتلالية باتت مصيدة للفلسطينيين، مشددا انه التقى خلال فترات اعتقاله المتكررة في سجون الاحتلال عشرات الشبان من مناطق مختلفة جرى اعتقالهم بعد رصدهم وتصويرهم من خلال الأبراج العسكرية.

وطالب بريجية بتغيير التكتيك الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بعيدا عن مناطق تواجد تلك الأبراج، حتى لا يصبح الفلسطينيون هدفا مباشرا للجنود فيها.

وأشار بريجية إلى أن الخطر الأكبر يكمن في استهداف الأرض ومصادرتها، موضحا أن العديد من المواقع العسكرية والمستوطنات بدأت بإقامة برج عسكري، تجري توسعته لاحقا، بعد مصادرة الأرض المحيطة وتحويلها لمنطقة عسكرية، كما حصل في بلدة بيت امر شمال الخليل.

ويبدو أن بناء تلك الأبراج وتوزيعها يحقق للاحتلال هدفا أساسيا في تقطيع اوصال المناطق الفلسطينية عن بعضها من خلال تسهيل اغلاق القرى والمدن وتطويقها في اي وقت، إلى جانب حماية طرق المستوطنين التي تمر من المناطق الفلسطينية والتي تربط المستوطنات الصهيونية مع بعضها.

من جهته، قال كريم جبران مدير البحث الميداني في مؤسسة "بيتسيلم" إن أبراج الاحتلال على مداخل المدن والقرى أصبحت وسيلة لتقييد حركة الفلسطينيين والتضييق على المارّين ووضع العقبات امامهم، بخاصة أنها تستخدم لوضع الحواجز وإقامة البوابات الحديدية على المداخل وإغلاقها في أوقات عديدة.

وأشار جبران إلى أن الأبراج العسكرية تحولت إلى نقاط توتر دائمة للفلسطينيين، مبينا أن العديد من الجرحى والشهداء سقطوا خلال تظاهرات قرب الأبراج العسكرية في مختلف المدن والقرى.

وعززت قوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى، وخلال انتفاضة القدس الأخيرة، إقامة الأبراج العسكرية وإعادة نشرها، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ومواجهة عمليات المقاومة، لكن يبدو انها - كما يرى متابعون- لم تحقق مساعيها من ذلك، في ظل استمرار تلك العمليات وتوسعها.